|
عرار: دراسة حديثة لفريق دولي من علماء الآثار تنشر الأربعاء في مجلة "بحوث علم الأحياء": موقع "مليسه1" في منطقة بينونة أهم وأكبر موقع متحجر في العالم لآثار أقدام أفيال ما قبل التاريخ منذ 7 ملايين عام عرار:أكدت دراسة علمية حديثة تُنشر صباح الأربعاء (22 فبراير 2012) في مجلة "بحوث علم الأحياء Biology Letters" الدولية المتخصصة، أنّ وجود طبعات أقدام في الصحراء العربية تعود إلى سبعة ملايين سنة، تُقدّم أقدم دليل عُرف حتى الآن يوضح كيف أن أسلاف الأفيال قد تفاعلت بيئياً. وتكشف الدراسة التي أعدّها فريق من علماء الآثار في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا، أنّ موقع (مليسه1) في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي يتميز بمسارات طويلة لقطيع من الأفيال ضم 13 فيلاً على الأقل. وتدل الدراسة التي أجريت على هذا الموقع أن القطيع قد سار على الطين مخلفاً وراءه طبعات أقدام متصلبة، دفنت ثم ظهرت بسبب عوامل التعرية. وقد كشفت التحليلات لأطوال خطوات هذا القطيع أنه كان يضم أفيالاً ذات أحجام مختلفة من الكبار والصغار مما يجعل هذا أقرب دليل عن الهيكل الاجتماعي في عصور ما قبل التاريخ يتم اكتشافه حتى الآن. وأكد فريق العلماء الذي استضافته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة العام الماضي (هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سابقا)، أنّه ومع تاريخ يناهز 7 ملايين عام، يوفر هذا الموقع أقدم الأدلة المكتشفة حتى الآن حول وجود قطيع من "الفيلة"، علما بأنّ الأدلة المباشرة حول وجود سلوك اجتماعي النزعة للفيلة تعتبَر شديدة الندرة، وهذا هو السبب الذي يجعل من مليسا1 موقعا بالغ الأهمية، بما فيه من الممرات التي حافظت على تكوينها بشكل لافت للنظر، حين كان أحد القطعان يشق طريقه في هذه المنطقة القديمة. واعتبر علماء الآثار من مختلف دول العالم في دراستهم المشتركة بمجلة Biology Letters (التي تصدر كل شهرين عن الجمعية الملكية لعلوم الأحياء في لندن بمشاركة خبراء من كافة أنحاء العالم) أنّ موقع الممر المتحجر هذا مليسه1- وهو أحد المواقع الأحفورية التي شكلت منطقة بينونة - هو على الأغلب الأكبر من نوعه في العالم، إذ يغطي ما مساحته خمسة هكتارات (ما يضاهي مساحة 9 ملاعب لكرة القدم الأميركية، أو 7 لكرة القدم، أو قاعدة الهرم الأكبر في الجيزة). وقد يُعد هذا الممر المنعزل الذي يمتد على مسافة 260 مترا أطول ممر متحجر متصل تم اكتشافه حتى الآن. وضم الفريق الذي أجرى الدراسة بشكل رئيس فيصل بيبي، وهو باحث في معهد البليونتولوجي الدولي في فرنسا، وشارك معه باحثون آخرون هم برايان كرلتز أستاذ مساعد في علم التشريح في الجامعة الغربية للعلوم الصحية وناثان كريج أستاذ مساعد في علم الانسان في جامعة ولاية بنسلفانيا، ومارك بيتش مدير المناطق الثقافية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وفريق من الآثاريين من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة (هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سابقاً)، وماتيو شوستر باحث مشارك من جامعة ستراسبورغ في فرنسا، وأندرو هيل، أستاذ الأنثروبولوجيا، جامعة ييل. وذكر فيصل بيبي أن هذا مظهر لمسار متحجر، وأن هذا الموقع فريد في نوعه على الإطلاق، وهذه فرصة نادرة حقاً في سجل الأحافير التي تمكنك من رؤية سلوك الحيوان بطريقة لا تستطيع أن تحصل عليها من خلال العظام أو الأسنان. ودلت الدراسة على أن الإناث البالغات يقدن القطيع، بينما يتم عزل الذكور عند مرحلة النضج الجنسي، ولا يعود الذكر إلا إلى أليفته وهذا السلوك كان قد سجل في موقع (مليسه1). ويقول وليم ساندرز عالم الحفريات في جامعة ميتشجان الذي لم يشارك في هذه الدراسة: "إن المسارات المتحجرة في موقع (مليسه1) هي الأكثر والأوسع نطاقاً على الإطلاق والتي تم تسجيلها بالنسبة للثدييات"، وأضاف قائلاً :" إن تحليلات بيبي هي مثال نموذجي شامل ومتكامل لما يمكن الحصول عليه من طبعات أقدام قديمة". إن موقع (مليسه1) هو واحد من أكبر مواقع المسارات في العالم، والذي يغطي مساحة قدرها 5 هيكتارات، ورغم أن الموقع كان معروفاً لبعض الوقت فقد أصبح واضحاً بعد قيام العلماء بتصويره من الجو. وقال كراتز:"بمجرد ما شاهدنا ذلك من الجو، فقد أصبحت قصة مختلفة كثيراً وأكثر وضوحا". "إن رؤية كل الموقع من خلال صورة واحدة يعطينا فهماً في نهاية المطاف عما كان يحدث سابقاً". كما استخدم الباحث المشارك ناثان كريج كاميرا محمولة على طائرة ورقية لالتقاط مئات الصور الجوية التي تم ترتيبها معا لتشكل خريطة متكاملة للموقع مؤلفة من مجموعة من الصور الدقيقة للغاية. و(مليسه1) هو واحد من العديد من المواقع الأحفورية التي شكلت منطقة بينونة، وهي سلسلة من الرمال النهرية المترسبة والتي ظهرت على نطاق واسع في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي. وقد نتج عن معظم مواقع بينونة عظام متحجرة تدل على تنوع في الحيوانات التي كانت تعيش في شبه الجزيرة العربية في وقت متأخر من عصر الميوسين ما بين 6 و 8 ملايين سنة مضت. كما أنّ صخور ومتحجرات بينونة تشير إلى أنه وفي هذا الوقت، أن نهراً كان يمر عبر شبه الجزيرة العربية وعبر ما يعرف اليوم بدولة الامارات العربية المتحدة. ووفقا للدراسة فإنّ النظام الإيكولوجي للمياه العذبة في تلك الحقبة المزدهرة قد ساعد حيوانات كانت شبيهة بالحيوانات الأفريقية خلال تلك الفترة. وبعد ذلك جف النهر واختفت تلك الحيوانات مع جفاف ذلك النهر والتي تتضمن أسلاف الأفيال التي ما زالت بصماتها موجودة في موقع (مليسه1). وتعتبر مواقع بينونة في إمارة أبو ظبي هي المواقع الأحفورية الوحيدة المعروفة من تلك الفترة الزمنية من بين كافة مواقع شبه الجزيرة العربية بأسرها. ويقول الباحث المشارك أندرو هيل: " إن رؤية تلك المسارات مذهلة"، ويضيف قائلاً: "من الواضح تماما لأي شخص ليس لديه معرفة تقنية، أن هذه طبعات أقدام لحيوانات ذات أحجام كبيرة جداً، ومعرفة أن عمرها يزيد عن الستة ملايين سنة ، يمنح الزائر شعوراً بالعودة بالزمن الى الوراء، عبر المناظر الطبيعية الميوسينية حيث الفيلة تجولت قبل ذلك الزمن بقليل ". ويوضح المؤلف المشارك مارك بيتش مدير المناطق الثقافية بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أنّ موقع (مليسه1) يقع في أرض صحراوية لا يمكن الوصول إليها نسبيا". "والموقع محمي بسياج ويقع تحت إدارة ورعاية إدارة البيئة التاريخية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة (ADTCA) كما أن الهيئة قد حرصت على حماية هذه المواقع من أيّ توسعات عمرانية، وبالتالي فإن الوصول إلى هذه المنطقة يتطلب الحصول على إذن خاص من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافةADTCA وهيئة البيئة في أبوظبي (EAD). - شروحات الصور: - الصورة رقم 2- صورة جوية لمليسا1 مأخوذة من طائرة. لاحظ آثار الأقدام الواضحة للفيلة القديمة. مصدر الصورة: مشروع بينونة للمتحجرات/ هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. - الصورة رقم 3- من اليسار إلى اليمين: الباحث المشارك فيصل بيبي يجمع بيانات ميدانية مع آثاريين من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، عبدالرحمن النعيمي وعبدالله الكعبي (13 يناير 2011). مصدر الصورة: مشروع بينونة للمتحجرات/ هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. - ملاحظة : لمزيد من المعلومات وتنزيل الصور الرجاء زيارة الموقع الإلكتروني: - لماذا يُعتبر هذا الموقع-الممر على درجة بالغة من الأهمية؟ - كيف قمنا بدراسة هذا الممر- الموقع؟ - ما النتائج الأكثر أهمية التي خلصت إليها دراستنا؟ - لماذا تعتبَر حيوانات بينونة بالغة الأهمية؟ - ما الذي لا تقوله دراستنا؟ - هل في وسعنا زيارة الموقع؟ الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 22-02-2012 06:50 مساء
الزوار: 1306 التعليقات: 0
|