|
عرار:
* د. نزار قبيلات * لوهلة قد يظن قارئ هذا العنوان بأنه عنوان يحمل في انثيالاته مغامرة دلالية محسوبة، ينطوي على تعدد مفتوح الدلالة تشير إليه لفظة كلب بصفتها العتبة الأولى للقراءة والمعبر الاستراتيجي للدخول لعالم هذه الرواية الرشيقة الصفحات والبسيطة في مضامينها وشخوصها والتي رُسمت تبعاً لثنائية الأسرة وعمودها: ثنائية سالم الزوج، وليلى الزوجة، فما أن انهيت من تصفح الصفحة قبل الأخيرة لأكتشف أن العنوان ليس جزءاً مستقلا يوازي وجوده الرواية المتن؛ فقد بدأت الرواية وانطلق السرد فيها منذ قراءة لفظة كلب مقرونةً بالفاتحة السردية غير المستقلة عن جسد الرواية، وللتوضيح فإن هذا العنوان كان قد لعب دوراً مهماً في تماسك بداية الرواية بخاتمتها؛ فقد تعرضت ليلى للعضّ مرتين لقاء وفائها وإخلاصها: مرةً من كلب فعلاً، ومرةً أخرى من إنسان كلب لم تَكُن له سوى الحبّ و الوفاء، فقد جاء فعل العضّ نظيراً لصفة الوفاء والإخلاص، ما شكل هنا تسآلاً حثيثاً لأبرز الأسئلة الإنسانية التي يمكن إثارتها في عالم الرواية الرّحب والفضفاض والمتسع لكل الثنائيات والإشكالات، فالرّواية فنٌ يمكن أن يُبنى وفقا لـ»مبرتو ايكو» على فكرة ما، أما ما تبقى فلحم يمكن أن نضيفه للكتابة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 17-01-2020 09:55 مساء
الزوار: 1190 التعليقات: 0
|