من مسابقة "شاعر المليون" مطلع العام الحالي، وهو يبحث في موضوعات غاية في الجدية وفي الأهمية.

وبرنامج "المغاني" الذي يعده عارف سرور ويقدمه الإعلامي عارف عمر، تبثه على الهواء مباشرة قناة شاعر المليون، وقناة أبوظبي ـ الإمارات؛ ليلة يوم الأربعاء من كل أسبوع، وقد قدمت حلقة ليلة أمس موضوعاً مهماً، وهو المرأة والشعر، سواء كانت المرأة شاعرة أو موضوعاً.

واجتمع في الحلقة رعد بندر المستشار الثقافي في أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وأمير شعراء الموسم الأول من مسابقة "أمير الشعراء" كريم معتوق، ونجم الموسم الأول من مسابقة "شاعر المليون" عبدالرحمن الشمري، والاستشارية النفسية د. ناديا بوهنّاد.

د. ناديا بوهنّاد بدأت الحلقة بالتحدث عن أداء الشعراء الستة في حلقة ليلة أول أمس من مسابقة "شاعر المليون"، وحاولت إجراء مقارنة بين ما قدمه الشعراء في الحلقة الماضية، وبين ما قدموه حينما ظهروا في الحلقات السابقة.
وقد أشارت د. ناديا إلى أن المتسابقين استطاعوا قدر الإمكان السيطرة على حركاتهم التي تظهر قلقهم أثناء إلقاءهم قصائدهم، أو أثناء الاستماع إلى الآراء النقدية للجنة، فمن كان يضغط على شفتيه إما أنه سيطر على ذلك، أو أنه قلل من حدة أو عدد حركاته.
غير أن بوهنّاد أثارت مسألة عدم التزام قلة من الشعراء بملاحظاتها، والتي هي لصالحهم أصلاً، الأمر الذي ساهم في حفاظهم على بعض الجوانب السلبية سواء في شخصياتهم، أو في طرائق أدائهم.

ومن التحليل النفسي والجسدي إلى تحليل أمسية يوم الثلاثاء، حيث افتتح الكلام الشاعر كلام معتوق الذي قال: (بدأت ملامح الدورة الخامسة بالظهور، حتى المواضيع التي طرحت بدت مواكبة للواقع)، وهو ـ حسب رأيه ـ ما يتميز به الشعر الشعبي عن الشعر الفصيح.
الشاعر عبدالرحمن الشمري أكد أنه بالوصول إلى مرحلة الـ24 أصبحت الفرص أمام الشعراء المتنافسين أقل وأضيق، ومن الطبيعي أن نجد التنافس قائماً بين الشعراء الذين يعيشون صراعاً داخلياً في هذه الفترة التي تفرض انتقال 50 % منهم إلى مرحلة الـ12.
رعد بندر أشار أيضاً إلى احتراف اللجنة، وإلى مهمتها الصعبة الآن مقارنة ببداية المسابقة حيث كانت قصائد الأمسية عالية، وأكد على ضرورة أن يكون لدى الشاعر نفساً طويلاً للوصول إلى النهائيات.
وحول ذات الموضوع قالت د. ناديا إنه من الممكن أن يحافظ الشخص على ما وصل إليه، إلا إذا استجد أمر ما يؤثر عليه، ولسيطرة الشاعر على ذاته لا بد من تهيئته، ولسيطرته على أدائه الصوتي عليه أن يتعلم تمارين تنفس خاصة، وهنا استحضرت صقار العوني مثالاً، حيث قالت إنه استمر في أداء قصيدته بصوت عالٍ.
وهنا أشار رعد بندر إلى أن الشاعر حين يكتب قصيدته يفهم ملامح الصعود ومواطن الانخفاض في الصوت، ثم إن د. ناديا نجحت في مهمتها، حيث أن المتابع يتلمّس الفرق بين كيفية إلقاء الشعراء في السابق وبين الحاضر.
وأضافت د. بوهنّاد: (علينا الأخذ بالحسبان توتر الشعراء بسبب اللجنة التي تجمع في صفوفها الناقد القاسي، والناقد الأقل قسوة، والناقد الهادئ، وأمام هذا الوضع النفسي لا بد أن يأتي الشاعر مستعدا نفسياً لمواجهة كل ما يمكن أن يسمعه).
ثم انتقل عارف عمر إلى ما جاءت به الصحافة المحلية والخليجية والعربية عن الحلقة الثانية من المرحلة الثانية من "شاعر المليون".

المرأة والشعر
كان العنوان الرئيسي لحلقة ليلة أمس من برنامج "المغاني" المرأة والشعر، أي المرأة الشاعرة والمرأة الملهمة.
وعن موضوع المرأة في الأدب عبر التاريخ قال عبدالرحمن الشمري: (إنه أكثر طراوة من الموضوعات السابقة)، وأضاف: (إن الرجل يتغزل المرأة بعدة طرائق، وحسب واقع المرأة في مجتمعاتنا عليها رفض ذلك الغزل، وهو الذي يصفها بالفرس الجامح، أو الغزال، أو الشاهينا، أو القمر وأو بالشمس، أما الهنود فيشبهون المرأة بالكوبرا أو بالضبعة أو باللبؤة، وعليه فإن المسألة غريبة من جانب الذكر نحو الأنثى التي تتغزل بالرجل فتجعل منه النور والخلود والشاب الأمرد الجميل).
وهنا أضافت د. ناديا أن المرأة ترفض تلك التشبيهات، وخصوصاً حينما يتعلق الأمر بالوصف الجسدي، لأن الشاعر حين يلغي عقل المرأة وروحها ليتحدث عما يعكس ذكوريته فإنها ترفض ما يقول.
كما استعرض الشمري أسماء عدة شاعرات، من العصر الجاهلي ومن عصر الإسلام، ومن العصرين الأموي والعباسي، استطعن وصف ذواتهن، ومن ناحية أخرى كتبن في الفخر، حتى أن الإنسان يستغرب المفردات التي تستخدمها المرأة، وهي التي تنظر إلى الرجل بطريقة مغايرة عن تلك التي ينظر فيها إليها .
وهنا قال رعد بندر: منذ بداية قراءتي في الشعر الجاهلي وإلى الآن لم أجد شاعرة كتبت معلقة، علماً أن الخنساء شاعرة مخضرمة عاصرت النابغة الذبياني الذي قال لها عن مرثيتها في أخيها صخر التي ألقتها على مسمعيه: (لو لم يقرأني الأعشى قبيلته قبلكِ لكنتُ قلت إنك أشعر العرب)
مضيفاً: أكثر الشاعرات العرب في العصر الجاهلي كن راجزات، بسبب الغزوات وذلك للـتأثير إيجاباً في همم الرجال، ثم إن الخنساء أغزر شاعرة في الجاهلية، ثم تلتها في العصر الأموي ليلى الأخيلية، فهما قامتان أدبيتان عاليتان، و لا تأتِ بقدرهما إلا الولادة بنت المستكفي التي امتلكت أدوات شعرية أكثر من أدوات الرجل، فالولادة قالت أجمل أبيات الغزل في ابن زيدون، وهنا أضاف الشمري: إن الخطوط الحمراء تفتح للمرأة آفاقاً أكثر.
ثم تابع بندر الحديث بالقول: (إن نازك الملائكة خرقت قانون النظام التفعيلي الصارم للفراهيدي)، فمعها تحرر النص الشعري كذلك، وبرأيه أن الشعر النسوي هو الشعر الذي يعبر عن رؤية المرأة لذاتها، والذي يكون عادة لاذعاً لذكورية المجتمع، معتقداً أنه كلما تنامت وتصاعدت مكانة المرأة في المجتمع ثقافياً أو اجتماعياً كلما استطاعت التعبير عن ذاتها، وكلما وفّر لها المجتمع حاضنة لها كلما ساعدها على الخروج من مفهوم الجارية.
ورعد بندر مع خروج المرأة من شرنقة الرجل، لكن شرط ألا تتنكر لمجتمعها، ولا أن تتنكر لتقاليدها.
كريم معتوق أشار كذلك إلى أن المرأة الشاعرة لا تمثل كل الشاعرات، ولهذا يجب ألا يكون لدينا حكمً مسبق عليها، ثم إن الكتابة لم تستطع إخراج الكتابة من عباءة الرجل.
واستكمالاً للحديث تم الاتصال بالشاعرة حصة هلال ريمية التي شاركت في "شاعر المليون" بموسمه الرابع، وتحدثت عن تجربتها في الشعر، وعن نظرة المجتمع لها بعد الظهور في البرنامج، وعن كتابها "الطلاق والخلع شعراً في المجتمع القبلي.