«طقوس ظل» ...معرض تشكيلي للفنان العراقي هاني دلة في عمّان
عرار:
عمّان «طقوس ظل» ...عنوان المعرض التشكيلي الجديد في عمّان للفنان العراقي المقيم في الأردن منذ سنوات هاني دلة، ويضم عددا من أعماله الجديدة التي تتخذ من المرأة وكينونتها ثيمةً رئيسية لها، حيث يفتتح عند الخامسة والنصف من مساء الثلاثاء المقبل في جاليري دار المشرق بعبدون ويستمر حتى الرابع والعشرين من شباط الحالي. ويقدم الفنان هاني دلة لمعرضه الآتي: طقوس ظل الواقع الملموس الذي نعيشه بشكله وفي كل حالاته المختلفة والمتغيرة وتأثيره على ملامحنا. ليترك الأثر على ما يحيطنا من ظواهر بيئية وطبيعية مع مرور الزمن؛ ما يجعلنا نبحث عن هروب ولو بفسحة الى خيالنا وظلالنا التي لدينا القدرة بالتحكم والسيطرة عليها من بناء ورسم خيال وظل نصنعه ربما يكون شيئا فقدناه او شيئا نتمناه ونخرج به من واقع تراكمت الشوائب عليه من عادات وتقاليد يصعب علينا التخلص منها.. فالظل هو أقرب الى الصفة الإنسانية والفطرة من قواعد وقيود الواقع التي فرضت وابعدتنا عن الحقيقة؛ فالتصوف الفكري هو مثال لما نستمد منه في هذا الموضوع الذي أقدمه في هذه التجربة. ويتيح لنا باستنتاج لظلنا طقوسا نستطيع تخيلها بشرط لا تكون (وهما) يبعدنا عن الواقع الذي لابد ان يكون جزءا من هذا الظل. نساء هاني دلة أما الفنان والناقد التشكيلي الأردني محمد العامري فيكتب عن تجربة الفنان صاحب المعرض: لم ينفك الفنان العراقي هاني دلة في اختبار مجموعة من التقنيات والعناصر الفنية التي شغلته في سياق تجربته الفنية منها النخل والمرأة والوجوه الإنسانية، فقد انحاز في تجربته إلى المرأة التي تمثل حالة الغضب والحب معا، فهي جوهر الحياة بوجودها الواقعي والمتخيل وصولاً إلى الأسطورة. استطاع هاني دلة أن يجد ضالته في مجموعة من الصياغات الفنية من خلال الاشتغال على عنصر المرأة وتجلياتها في العمل الفني، حيث تبدو منفردة تارة، وتارة أخرى تظهر كمجاميع متحدة ومتداخلة لتشكل نسيجاً إنسانياً مبنياً على الاختزال. حيث تبدو ملامحها بعيدة وغائمة لتعطي فرصة مهمة للتأويل والنبش في مساحة السطح التصويري كما استطاع أن يتميز في ذلك وأصبح جزءًا من خصوصية عمله الفني، ونجده وقد اختار التجاورات اللونية التي تخدم طبيعة الموضوع، « المونوتون». إن الفنان هاني دلة تمكن من أن يثيرنا بما يذهب إليه من صياغات ملفتة وناجزة. تعبير غني وشفيف يقول الناقد التشكيلي عبد القادر الخليل عن مجمل تجربة هاني دلة «هاني الدلة الفنان الوفي للأشياء التي أحاطت به، ومنجزاته الفنية، بئر عذب لكل فنان اينما كان وجوده. الفنان الذي لم ينظر الى الأشياء التي تحيط به هو فنان مُصطنع. هو فنان هارب من الواقع»، ويتابع «هاني الدلًة ممكن ان يكون له تأثر في اساتذته وفي بعض الأصدقاء حين درس الفن في معهد الفنون الجميلة، لكن برأيي انه حمل تأثيره من مكان ولادته الى المعهد ثم الى مكان غربته. اقول انه فنان متأثر من نسيجين اساسيين، نسيج الطبيعة في قريته هيت المطلة على ضفاف نهر الفرات في ربوع الانبار. ومتاثر ايضأ في النسيج الاجتماعي من القرويين والمزارعين. وفي جملة واحدة هو فنان متأثر في بلده العراق. هل هناك غذاء صحي افضل من غذاء الأم؟ وهل هناك حنين اصدق من حنين الابن لأمه؟ ويضيف الخليل...»لوحات الفنان هاني غنية في التعبير، شفافة احيانأ واحيانًا كثيفة. ولا يمكن ان تكون الوانا غيرها؛ لأنها شجن الماضي والحاضر وأمل المستقبل. لايعتني في الدقة حين يرسم اشكاله؛ لانه فنان وليس رساما. الدقة هي من الواقعية، والتعبيرية شيء آخر.» الفنان في سطور ولد هاني دلـة في مدينة هيت – العراق عام 1969. حاز على شهادة دبلوم من معهد الفنون الجميلة في بغداد سنة 1990. في عام 2004 حصل على منحة دراسية لترميم أعمال فنية وآثار من أكاديمية وارسو للفنون الجميلة في بولندا. قدم 12 معرضاً شخصياً منذ عام 2005 في عدة بلدان حول العالم منها اليابان، بولندا،الأردن، العراق ولبنان، بالإضافة للعديد من المشاركات والجوائز الفنية في عدة دول منها الأردن والامارات العربية المتحدة ولبنان واليابان وبولندا وغيرها. ويؤكد الفنان هاني الدلة أن لأساتذته الفنانين الكبار أمثال الفنان محمد مهر الدين والفنان تركي عبد الأمير وخضر جرجيس وغيرهم، الفضل الكبير في تنمية موهبته الفنية وإثراء تجربته، لكنه يشير إلى وجود أساتذة كانوا يفرضون أساليبهم على الطلبة