|
عرار:
عمان - الروائي والقاص والكاتب السوري محمد فتحي المقداد، ما زال يواصل اشتغاله على مشروعه الروائي والكتابي، منذ إصداره مجموعة من الروايات والكتب والقصص هي: كتاب «(شاهد على العتمة) بغداد عام 2015، - رواية (دوّامة الأوغاد) عمّان عام 2016، كتاب (مقالات ملفّقة – ج1) عمّان عام 2017، رواية (الطريق إلى الزعتري) عمّان عام 2018، رواية (فوق الأرض) عمّان، عام 2019، ومجموعة قصصيّة (بتوقيت بُصرى) عام 2020. وضمن هذا السياق صدر له مؤخرا رواية حملت عنوان «فوق الأرض»، عن مكتبة الطلبة الجامعيّة في إربد. جاءت من القطع المتوسّط في (256) صفحة. والرواية بوصفها قادمة من بلاد الحرب الطّاحنة على مدار سنوات تعدّت التّسع سلطت الضّوء على مخرجات الحرب القذرة، التي لم تستثن امرأة أو طفلًا أو شيخًا وعجوزًا، فدمّرت البنيان وزرعت الخراب والأحزان. وعالجت القضايا الإنسانية بهدوء ورويّة، بفكرة قادت الحدث لخدمتها، في سبيل لإيصال رسالتها بدقّة ووضوح تامّ. برؤية محايدة من الكاتب الذي خرج من العمل الروائي، وجرى الحدث الروائيّ من خلال أبطالها من أفعال وأقوال، ليعود الروائيّ في الفصل الأخير؛ لانقطاع مصائر الأبطال وتوقفهم عن التفاعل السّرد، ما أملى عليه ضرورة العودة لإخبار القارئ بالنتيجة التي آلوا إليها أبطال روايته. ورّواية: «فوق الأرض»، من دلالة العنوان أنّها تحمل دلالات عديدة قابلة للتأويل في اتّجاهات كثيرة؛ فوق الأرض تكون الحياة بمباهجها وسرورها؛ الأحزان والدّموع واليأس والكآبة، وتدور العجلة بحركتها الدّؤوبة. وفوق الأرض تدبّ آلات الموت والدمار. وفوق الأرض دور العلم والعبادة والحدائق والسّجون. وتُعقد رايات السّلام الأهلي، وإرساء قواعده على أسس صالحة للتعايش السلمي ضمن عقد اجتماعيّ يضمنه دستور قوّي، يعيش الجميع تحت مظلّته. وجاءت فصول الرواية بتقسيمات على ستّة فصول برمزيّتها الدّالة على الشهور الستّة الأولى لاندلاع المظاهرات السلميّة، المطالبة بإطلاق الحريّات العامّة، وإنهاء حالة الطّوارئ، والعمل بقانون الأحكام العرفيّة، المعمول بهما لأكثر من خمسين سنة، والعودة للحياة المدنيّة وتنمية المؤسّسات الأهليّة للمجتمع المدني، وتوسيع المشاركة الشعبيّة خارج إطار مبدأ الحزب الواحد. وقامت محاور الرّواية على مجموعة من النماذج البشريّة التي أثّرت وتأثرت سلبًا وإيجابًا بالثورة السلميّة بداية، ومخرجات الحرب التي قادت البلاد باتجاه الهاوية، فالأمّ التي قتل ابنها الوحيد الذي كان أمل حياتها؛ لم تجفّ دموعها إلّا في قبرها، والشًابّ الجامعيّ الذي كان محايدًا وبعد مقتل أخيه انقلب إلى صفوف المعارضة، وتحت ضغط الحاجة تطوّر الأمر ليحمل السّلاح، وقد ضحّى بوظيفته المرموقة، ولم يجد الوقت ليتساءل أمام نفسه: لمن هذا السّلاح الذي أحمله؟. ومن هذا الذي يدفع لي راتبًا لي نهاية الشّهر.. وما المطلوب منّي؟. وأما صديقه فكان سبيله الهرب من جحيم الحياة التي لا تطاق إلى خارج القطر بعد فترة اعتقال، ومن ثم تابع طريقه للوصول إلى أوروبا على متن قوارب الموت تقودها مافيات تتاجر بالبشر، وهناك الشابّ الآخر الذي أصيب برصاصة قنّاص وجرحته، وأجهز عليه ضابط أمن مُدجّج بسلاحه، ونموذج شاب آخر، توقّفت الحياة عند إعاقته النّاجمة عن شظيّة استقرّت في منطقة حسّاسة من جسمه؛ فأصبح الكرسيّ المُتحرّك وسيلته لممارسة الحياة حسب معطيات جديدة. ا وحسب ما يصوره لنا الروائي في روايته حيث يقول: أمّا صورة النّاشط الإعلامي الذي اختفى في ظروف غامضة تأخذ أصداء إعلاميًّة الى نطاقات واسعة، وهذا أمر يتكرّر في إسكات الأصوات ويضيق بها فوق الأرض ذرعًا على الرّغم من رحابته. فالعبرة من أدب الثورات بشكل عام؛ هو للتدليل على الموت والخراب إذا لم يحتكموا للعقل والقانون الذي ارتضوه لأنفسهم، ولإرساء قواعد السّلم الأهلي، وتسليط الضّوء على مساوئ الحروب ومُخرجاتها القذرة، فما زالت اليابان تُعاني من آثار أسلحة الدّمار التي ضُربت بها، وأجبرتها على الاستسلام. هذا ما توصل إليه محمد فتحي المقداد في روايته «فوق الأرض المصدر : الدستورالاردنية الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأحد 19-04-2020 11:40 مساء
الزوار: 807 التعليقات: 0
|