|
عرار:
عمان احتفى ديوان الهريس الثقافي بالشمائل والفضائل المحمدية، من خلال أمسية عن بعد تم تخصيصها للمديح النبوي، تضمنت معالجة نقدية لهذا الفن الشعري، إضافة لقراءة مجموعة من القصائد لكوكبة من أصدقاء الديوان، من داخل الأردن وخارجه. في بداية الأمسية قدم الأديب والناقد فوزي الخطبا مهادا نقديا للمديح النبوي عبر التاريخ، قبل أن يتطرق إلى خصائص هذا الفن الشعري الخالد، ومن ثم عرج على خصوصية تجربة بعض الشعراء الأردنيين في تفاعلهم مع المديح النبوي. تاليا قرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة لرئيس الديوان الشاعر نايف عبد الله الهريس بعنوان «خير الأنام»، جاء فيها: «مديح بحب المصطفى رويا/ طربنا له والروح محتفيا/ بنور الهدى خير الأنام ضوى/ قلوبا بروح المدح منضويا/ وفي عرفها للناس منفعة/ بها الفضل فض الظلم لو خفيا/ مضى العمر تستقوي اللسان به/ بمدح له والقلب ما شفيا/ رحيم شفيع عند بارئنا/ يتيم بدين الله قد حميا/فكم جاهل لباه قد غنما/ هدايا الهدى علما به هديا/ إلهي جزاه كل فاضلة/ وما من نبي مثله جزيا/ ولم يبق بحر للقريض ولا/ موازين شعر بالضروب أيا/ مديحا أجاد الفصح مكتملا/ وما كادت الشعار أن تفيا/ جمالا بعين المدح نظرته/ على مؤمن للدين منتميا». القراءة التالية في الأمسية التي أدارت مفرداتها الأديبة منى طه مديرة ديوان الهريس الثقافي كانت للشاعر هاني حواشين الذي قرأ قصيدة بعنوان «في مدح أحمد صلى الله عليه وسلم» وفيها يقول: اللفظُ يشمخُ والحروفُ تلأْلأتْ/ في مدحِ أحمدَ كلُها رقصتْ هَنا/ كلُ الحروفِ تزيّنتْ وتعطِّرتْ/ هرعتْ إليهِ بفرحة: خُذني أنا/ تهفو لمن ملأَ الوجودَ سعادةً/ وأنارَ كوْناً كانَ يوماً داجنا/ يا سيدَ الثَقَلينِ جئتَ بمِشعلٍ/ بدَّ الظلامَ بنورِهِ.. نشَرَ السنا/ صلّى عليكَ اللهُ يا خيرَ الورى/ نلْتَ المهابةَ كلَّها.. نِلتَ المُنى/ بلِسانكَ العربي عزَّتْ أمَّةٌ/ نطَقَتْ بأحرفهِ.. وكانتْ ألْسُنا/ وجَمَعْتَ حَولكَ صُحبةً مِن فِتيةٍ/ هدّوا حُصونَ الشِرْكَ دونَ توَهَّنا/ مِن خلفهِ اصْطفوا كَسَدٍ شامخٍ/ «اللهُ أكبرُ» جَمّعَتْ شَتَتَ (الأنا)». وقرأت الأديبة هيام ضمرة، وهي رئيسة جمعية سماء الثقافة، نصا بعنوان «يتخلق في دمي»، ومما جاء فيه: «هو ذا قلبي هائم/ على صهوةِ العبثِ يشرئبُ تأججهُ/ فتيقظي أيا الرُوحُ وانهضِي/ من سُباتِ مكنونكِ الراجفِ توَجُفهِ/ وافتهُ نداءاتَ السماء/ لينهض سَوياً مِنْ مرقدِ الأوفياء/ فمن ذا الذي أشعلَ في مِحرابهِ شمُوعَ الأتقياء/ وأقامَ في جُوَاري صَرحَ تعَبُدِهِ/ ألبسَ قصيدي ثوبَ الكونِ لستُ أقوى به/ مُراوَغة الريحِ وهي تشقُّ عَصا سِحرِها/ وتُخرجُ مني صَفوةَ شراييني/ من ذا اقتحَمَ عليّ خلوَتي وهزّ جذعَ شجري/ ليَسقطَ عني رُطبي خَمراً مُعتقاً يُعبئ جِراري/ كلما لامسَتهُ عيني فاضَ عني سُكْرِي وحَنيني..». الشاعر ناصر عمرو من فلسطين شارك بقصيدة قال فيها: «صلّى الإله عليك يا نورٌ سرى/ يا حبّ منْ عشق الهداية واشترى/ أنتَ الحبيبُ وخيرُ منْ وطأَ الثرى/ والقلبُ يعشقُ والعيون إذا ترى/ وعشقتُ ذكركَ.. أنتَ آسر خافقي/ يا سيدي غنّى السلامُ وكبّرَا/ يا من رأى كل المحاسن كلها/ أأراكَ مثل الشمس يومًا يا ترى/ يا سيد الثقلين يا عشق الورى/ الخير منك ولا شرورٌ تجترا/ يا من بعدتمْ عن الهداية أقبلوا/ صلوا عليه .. له الفؤادُ اخضوضرا». من فلسطين كذلك كانت المشاركة التالية وقدمها الشاعر خليل عمرو ومما جاء فيها: «بُنَيَّ إِلَيَّ هَيَّا قُمْ شَدِيَّا/ وَعَطِّرْ فَاكَ إِذْ تُطْرِي النَّبِيَّا/ وَأَشْجِ السَّمْعَ فِي ذِكْرِ الحَبِيبِ/ بِخَيْرِ المَدْحِ قَدْ كَانَ الحَرِيَّا/ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَالهَجْ بِالثَّنَاءِ/ وَسَلِّمْ مُتْبِعًا عِطْرًا زَكِيَّا/ أُشَرَّفُ إِذْ أَقُولُ بِكُمْ قَصِيدًا/ رَسُولَ اللهِ يَا قَمَرًا سَنِيَّا/ أَيَا بَدْرًا طَلَعْتَ عَلَى ظَلاَمٍ/ قَشَعْتَ سَوَادَهُ فَبَدَى جَلِيَّا/ لَرُحْمَى قَدْ غَشِيتَ النَّاسَ طَلاًّ/ فَعَمَّ الخَيْرُ يَغْشَانَا حِثِيَّا/ وَأَدَّبَكَ الإِلَهُ فَبِتَّ حَقًّا/ أَمِينًا صَادِقًا بَرًّا وَفِيَّا/ أَدِرْ ذِكْرَ الحَبِيبِ أَزِيدُ عِشْقًا/ شَغَافَ القَلْبِ يَطْرُقُهُ شَجِيَّا/ أَخَيْرَ الخَلْقِ سَيِّدَهَمْ جَمِيعًا/ حَبَاكَ اللهُ عِزًّا سَرْمَدِيَّا..». كما شارك في الأمسية الشاعر نضال برقان بقصيدة حملت عنوان «نبعُ الحُسْن»، ومما جاء فيها: «كأنّكَ أيها المحمودُ فينا/ سماءٌ لا تُطالُ ولا تُضامُ/ كأنَّ الليلَ يا قمري صلاةٌ/ عليكَ كأنَّما الدُّنيا سلامُ/ أيا نَفحَ السَّماوات العُلا.. ذا/ مَقامُكَ دونَه رُسُلٌ كِرامُ/ أتيتُكَ.. لستُ فردًا يا إمامي/ فَفي جَنبَيَّ من عَشِقوا فهاموا/ نُغني نَفْحَ طيبِكَ في البَرايا/ فيَهْدِلُ في خلايانا الحَمامُ/ وقالَ اللهُ فيكَ أجلَّ قولٍ/ تُرى ماذا يقولُ بِكَ الأنامُ؟..». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 21-05-2020 12:44 صباحا
الزوار: 789 التعليقات: 0
|