|
عرار:
أقام ديوان الهريس الثقافي أمسية إبداعية عن بعد، عبر تطبيق (زووم)، يوم الاثنين الماضي، لكوكبة من رواد الديوان، تضمنت قراءات شعرية ونثرية ومداخلات نقدية. الأديبة هيام ضمرة، رئيسة جمعية سماء الثقافة، بدأت الأمسية بقراءة نص بعنوان "أيُّ شيء دَهاك"، وفيه تقول: "قُلْ لي بِرَبِكَ ما الذي دَهَاك/ وحَطَّ الغَشاوَةَ سِتاراَ قاتِماً/ على عَيْنيك/ ولأيِّ مدىً كُنتَ ستخترقُ فضائِي/ وتسْتَهينُ بأنجُمي../ لتَتًجاوَزَ حُدُودَ عَوَاصِفي/ مُفتَعِلاً../ أنَّ رهينَ الحبسِ.. عصاك/ ما الذي تَعنِيهِ ثَوْرَتَكَ المُفتَعلة/ وغَرزِكَ الأشوَاكَ/ بخَاصِرةِ مَنْ أوْلاكَ/ ليَنالَ رِضَاك/ ماذا يَغويكَ لتكُونَ مُسنناً/ حادُ الطّبْعِ/ تجرِّحُ القلبَ الذي أوْفاك/ وتُقشِّرُ بالدَمْعِ عَيْنينِ ضَمَّتاكَ/ فلا الحِرصُ عليكَ سائِدٌ/ ولا التشَبُثَ بالأعطافِ يَغْشاك/ كيفَ تَنحَرُ فؤاداً/ غَمَرَكَ نَبضاً رَاعِفاً/ ابْتَنى حَوْلَكَ سِياجاً لا يَتَخَطاك..". تاليا قدم الشاعر توفيق أبو خميس إضاءة حول (شعر الهايكو)، وهو فن "حديث العهد بعالمنا العربي، رغم أنه توجد محاولات جادة ومهمة منذ منتصف القرن الماضي لعدد من الشعراء العرب لترسيخ ثوابت عربية لهذا الفن. وكانت من تلك التجارب تجربة الشاعر عزالدين مناصرة ومحمد الأسعد ولؤي ماجد سليمان، وهي من التجارب المهمة الدالة على ذلك، وحاليا يوجد عدد كبير من الشعراء المهمين والمهتمين بهذا الجنس الأدبي الراقي الذين طوّعوا اللغة العربية واستنبطوا نماذج جديدة، ولكن كل هذا الحراك مازال ببداياته، وربما يستمر لفترة زمنية أخرى داخل المختبر اللغوي كي ينضج وينتج عنه "هايكو" بهوية عربية يُعتد به على المستوى العالمي". وقدم أبو خميس تاليا مجموعة من نصوصه التي تندرج في إطار هذا الفن ومنها: "مُطَاوِعًا لِلرِّيح../ بِدَايَةُ الْعُلُوّ اسْتِقَامَة/ خَيْطُ دُخَان!". "بعَصْفِ الرِّيح/ تُجْلَدُ بِأَطْنابِها الخِيَام/ أَوْتَاد رَاسِيَة!". "هَبَّة رِيح../ يُرَافِقُ بِيضُ الفَرَاش/ بَتْلات يَاسَمِين!". "عَاصِفَةٌ رَمْلِيَّة/ عَمْيَاءُ عَن قُرَاهَا/ أَسْرَابُ النَّمْل!". "حُلْكَةُ اللَّيْل/ مَا بَيْنَ شَعْرِهَا وَالْأَكْتَاف/ خَيْطٌ أَبْيَض!". "(اولوفيرا)/ لَم كُلُّ هَذِهِ الأَشْوَاك/ وجَارُك الْيَاسَمِين؟". الشاعر نايف الهريس، رئيس الديوان، قرأ قصيدة بعنوان "أين رحمة القانون" وقد نظمها على بحر (المنسرح)، وفيها يقول: أنام والداء بالفراش معي/ يرمد عيني في مِرود السُهُدِ/ ..ما زالت (السبعينات) تحملني/ فابتاعها الداءُ والحساء ردي/..تبا لدنيا نخاسها مرضٌ/ يقتل نفسا في خيفة الوأدِ/ ..ندب لأعمارنا بلا قدر/ حتى نُهرنا في وصمة الجُحُدِ/ على القهر في حجر والقرار دنا/ ونحن نمشي في غلة الوجد/ فالموت حق والناس تدركه/ ما عاف ذا منعة ولا زَهِدِ/ يا قدرة الله أنت لي أمل/ بمحق كورونا في بنان يد". وقد علق الناقد فوزي الخطبا على القصيدة بالإشارة إلى أن الشاعر نايف الهريس صاحب قاموس شعري ملفت النظر، وقد استحضر في هذه القصيدة آيات قرآنية من أجل تعميق الصورة في ذاكرة وذهن الملتقى ولها أثرها وتأثيرها في النفس والقلب وإضاءة النص. كما جعلنا الشاعر عبر قصيدته نتعاطف مع كبار السن وهم يواجهون جائحة الكورونا بألم ويصف شعورهم و إحالتهم بحزن شفيف. والصورة الشعرية في القصيدة حسية مؤثرة. وجاءت ألفاظ القصيدة مشبعة في الوجد الإنساني بدلالات عالية تكشف ما في دواخل الشاعر من إحساس ومشاعر إنسانية صادقة ونابعة من قلب يفيض محبة وإنسانية تجاه قضايا الناس والمجتمع. الدكتور رائد الحاج كان قدم مداخلة نقدية حول التجربة العربية بـ(الهايكو) نافيا أن تكون لها جذور في التراث العربي، لافتا النظر إلى أن الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة كان أول من كتبها عربية، وكان ذلك في عام 1964. ومن ثم قدم مداخلة تأملت جماليا التجربة الشعرية لدى رئيس الديوان الشاعر نايف الهريس. وتاليا ناقش المشاركون في الأمسية كيفية إعادة الناس للقراءة والكتاب، وبخاصة الشباب والفتيان منهم. المصدر: الدستور الاردنية الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 16-07-2020 11:39 مساء
الزوار: 1129 التعليقات: 0
|