|
عرار:
عمر أبو الهيجاء استضاف بيت الشعر بالمفرق، مساء الأول من أمس، مجموعة من الشعراء هم: محمد العموش، جاسر البزور، ومحمد خليف العنزي، في أمسية شعرية أدارها المحامي الشاعر محمد حمدان بحضور مدير ثقافة المفرق مدير بيت الشعر فيصل السرحان، و وسط حضور من المهتمين. السرحان بداية ألقى كلمة أكد فيها على أهمية الشعر كونه ديوان العرب والوسيلة التي حافظت على تراث الأمة، وأن هو الذي يبث قيم التسامح والمحبة بين الشعوب من خلال الكلمة الصادقة والمعبرة عن تطلعات الأمة ومستقبلها المنشود، مشيدا بتجربة الشعراء المشاركين في هذه الأمسية المتميزة. القراءة الأولى استهلها الشاعر محمد العموش وقرأ مجموعة من قصائده المحكمة البناء لا تخلو من الحنين والوجع الروحي، ممعنا في الذات الشاعرة المسكونة بالعصف والأنين، لغته تعبر موحية ومعبرة رؤاه وشجونه. يقول في إحدى قصائده: «كأعيادِ اليَتيمِ/ أتي خَدَاجَا/ وَبَاغَتَهُ الحَنينُ بها فَهَاجَا/ وما تَرفاً يَثورُ البَحرُ مَوجَاً/ لقد عَصفَ الأنينُ بِهِ/ فَمَاجَا/ يُودِّعُ أمَّهُ الدّنيا اكتمالاً/ بِنقصٍ كانَ أصدَقَهُ عِلاجا/ تُقاسِمني صِغارُ اللّيلِ مَهداً/ هَرِمتُ بهِ/ ويا شَهِدَ انبِلاجا/ مَرَرتُ على نَوافذِها خَيالاً/ لِضَوءٍ/ ما خَدَشتُ لها زُجَاجَا» . فيما قرأ الشاعر جاسر البزور غير قصيدة، باثا شؤونه وشجونه، محاورا نفسه – ذات الشاعر- ومعرجا إلى تلك الأوهام التي تفرد أجنحتها النفس، راسما سيناريو للطفل فيه وذكرياته المشحونة بالألم. من قصيدته «حديث مع النفس» نختار منها: «فُؤادُكَ مَقبوضٌ وعيناكَ تُبْصِرُ/ ورُوحُكَ في فُرنِ الغِوايَةِ تُصْهَر/ تُحاصِرُكَ الأوهامُ من كلِّ جانبٍ/ ويُبقيكَ فوقَ الموجعاتِ التَّصَبُّرُ/ وما زالَ فيكَ الطِّفلُ يَبكي وَيَصْغُرُ/ وما زِلتَ تَبْني الذِّكرياتِ وَتَعْبُرُ/ وما زالَ في الذكرى حديثٌ مُسجَّلٌ/ كأنِّي بهِ (والرِّيمُ) كالرِّيمِ تَنظرُ/ جَمالُكِ خَلَّابٌ وَروحُكِ تَعْطرُ/ وَصَوْتُكِ أَنْغامٌ وغَنْجُكِ يُسْكر».ُ واختتم القراءات الشعرية الشاعر محمد خليف العنزي فقرأ مجموعة القصائد المشحونة بالموسيقى العالية والتي أخذنا فيها إلى فضاءات النفس الحالمة تجاه الحياة والأمل... شاعر يمعن كثيرا بالذات الإنسانية التواقة لكل ما هو جميل ومزهر. من إحدى قصائده نقرأ :» أهـذي بها يسـمعُ الـوادي يـردُّ صدا/ وقبلَ صوتي لا ... لم يستمع أحدا/ امشي على صـخـرةٍ كـفّـايَ أزهـرتا/ أرضَـيْــنِ من روقٍ قـطّـعـتـها بـددا/ وزلَـتِ الـقَـدَم اليُـمـنـى على حَـجَر/ من شِـدّةِ الـبـأسِ إني خلـتها وتَدا/ صـعدتُ سـهـواً إلى روحٍ أهـيمَ بها/ والـقـلبُ مشـتعلٌ والخمرُ قـد بَرَدا/ وكـنـتُ آتـي خـيـالاً كـي يعـانـقـها/ وجدتُ حارسَها في قصرِها رَصَدا/ وحينما جــاء قلـبـي هـائـمــاً ولِهاً/ جيشانِ من حبـ رِ عينيها لي احتشدا/ سيفٌ من الحبرِ يرمي الصخرَ من شُهُبي/ والرملُ من خطوتي في صـدرهِ جُـلِدا/ هل يـرسـمُ الطـيـنُ كرسيّـينِ من أثَـرٍ/ عـيـنـاكِ عـرشـايَ أعطيها لمن وَفَـدا». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 04-06-2021 12:35 مساء
الزوار: 542 التعليقات: 0
|