المعرض المقام بمناسبة يوم المرأة العالمي والمتضمن 28 لوحة ممثلة عديد الاتجاهات الفنية، عكس بألوانه وخياراته التعبيرية والتكوينية تبايناً في المستوى، وتنوعاً في الرؤى، واختلافاً في المرجعيات التشكيلية. كما تقاطعت كثير من أعمال المعرض باحتوائها نساء يدرن ظهورهن لفاعلية التلقي، مدبرات غير مقبلات.
الفنانات المشاركات هن بحسب ورود أعمالهن فوق جدران المعرض: نوال عبد الرحيم، وداد الأورفلي، سحر دغلس، فرناز بطيخي، عبير ضمرة، مريم الكسجي، مليحة عزو، بسمة النمري، سعاد عقروق، وداد الناصر، إيلينا لبتفيا، مريم السوداني، أحلام احميدان، ساحرة مانكو، هبة إبراهيم، دلال يوسف، هدى الشاعر، عبير الحنبلي، آلاء بسيسو، سهى الكيلاني، أمل فاخوري، نور العزام، خلود أبو حجلة، غدير حدادين، أنيسة أبو بكر وشيخة إبراهيم.
نوال العبد الله رسمت قبة الصخرة من زيت على قماش، وكعادتها احتفت وداد الأورفلي بالقباب المنسوجة من وقت ومن حرير، سحر دغليس رسمت من ماء فوق الورق مشهداً لحي وأبنية وسيارة وناس، فرنار البطيخي اختارت امرأة تناجي عصفورها وسط سماء الأزرق ومحيطه السابح في الملكوت. وجه نسائي يملأ الصورة في لوحة عبير ضمرة، وبحس كلاسيكي واقعي رسمت مريم الكسجي امرأة تجلس على الكرسي وخلفها بيانو، سيدة تدير ظهرها للتأمل في لوحة مليحة عزو، بسمة النمري رسمت كما في كثير من أعمالها وجهاً نسائياً متطاولاً على امتداد بياض السطح، وذاهباً بخطوط دقيقة نحو التعبير والسوريال. تضاريس الأرض والمكان فوق القماش رصدتها سعاد عقروق في عملها للمعرض، وبألوان الحليب المشع بالضوء رسمت وداد الناصر مفردات تجريدية بلمسة مؤثرة. بهجة الطمأنينة ظهرت واضحة في لوحة الروسية المقيمة في عمان إيلينا لبتيفا التي رسمت سلة الفواكه وإناء العصير وأص الزينة متجاورين بحس مدرسي ملتزم. وفي لوحتها، ترصد مريم السوداني الطبيعة الداكنة من خلال نظرة متأملة ذاهبة نحو الغروب، وتحاور البيوت المطوية بالصمت والقتامة. أحلام احميدان تنشغل في لوحتها بتكثيف انسيابات دقيقة بحس معماري دائري وألوان مدروسة وأنيقة. القرية وعين الماء والفلاحة الحاملة الجرة والقاصدة تلك العين، هي المفردات التي اختارت ساحرة مانجو رسمها والتركيز عليها. نساء إفريقيات محتشدات بالرموز والأساطير في لوحة هبة إبراهيم. دلال يوسف تجترح عبر نسائها الثلاث الذاهبات نحو الغياب، تفاعلاً تعبيرياً مع لوحتها المسكونة بالغموض والطقوس والأساور والمعتقدات، وفق حركية العتمة والضوء، وجدلية الخنوع والتمرد. سوق قديم مسقوف سَكَنَ خيال هدى الشاعر ورسمته محتفية بأجوائه وبسيدة تعبره محملة بالأكياس والأشياء. أجواء طفولية وبعد كرتوني ظهر واضحاً في عمل عبير الحنبلي، فيما تضمنت لوحة آلاء بسيسو بعداً حروفياً وتحبيراً من شعر وكلام، سحر دغليس مرة أخرى ترسم رقصة التنورة المصرية بإيقاع قوي التعبير، فيما تؤسَر سهى كيلاني لراقصات الباليه، وترسم اثنتين منهما برشاقة توازنية لافتة. تجريد فوضوي في لوحتيّ أمل فاخوري، وبعد أسطوري في عمل نور العزام، وخطوط ووجوه وألوان فائضة في لوحة خلود أبو حجلة، وقتامة غارقة في التجريد في لوحة غدير حدادين، تبقيع لوني كمحاولة لاختبار طاقة اللون في عمل أنيسة أبو بكر، وتناسل حيوي متحرك مسربل بالغرابة والابتعاد عن الواقعية في لوحة شيخة إبراهيم.