|
عرار:
ضمن نشاطاته المتعددة والمكثفة ونقلها إلى باقي المحافظات، أقيمت نهاية الأسبوع الماضي أمسية شعرية موسيقية بالتعاون مع مديرية ثقافة إربد، في المدينة الأثرية أم قيس – جدارا، للشاعرين أمين الربيع و محمد تركي حجازي، بمشاركة الفنان الموسيقار نبيل شرقاوي وأدار مفرداتها موسى النعواشي بحضور مدير بيت الشعر مدير ثقافة المفرق ومدير ثقافة إربد الشاعر عاقل الخوالدة. مدير الأمسية النعواشي في تقديمه عرّف بتحفة الجمال أم قيس و بمبادرة بيت الشعر بإقامة هذه الأمسية في الجمال المكاني التراثي، ومبادرة تكريم المبدعين في أوطانهم من قبل حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، مشيدا بتجربة الشاعرين الربيع وحجازي. تلا ذلك عرض فيلم عن المكرمين الذين تم تكريمهم نهاية الشهر الماضي وهم: د. ابراهيم السعافين، نايف النوايسة، سليمان القوابعة، وهشام عودة، وكما استعرض انجازات ومبادرات حاكم الشارقة، ونشاطات دائرة الثقافة في الشارقة المتميزة . إلى ذلك ألقى مدير بيت الشعر فيصل السرحان كلمة أكد فيها على دور بيت الشعر في دعم الحركة الشعرية ومد يد التشاركية لكافة الأطياف الثقافية على مساحة الوطن الحبيب الأردن. من جهته ألقى الشاعر عاقل الخوالدة كلمة أكد فيها على أهمية مبادرة بيوت الشعر التي تعنى بالشعراء المبدعين، ونوه بالأهمية البالغة لمجلة الشارقة التي تصدر عن دائرة الثقافة في الشارقة والتي أعدت تقريرا في عددها الأخير»57» حول مدينة اربد عاصمة الثقافة العربية للعام 2021/ 2022 حيث تم توزيع هذا العدد من مجلة الشارقة على الجمهور . القراءة الأولى كانت مع الشاعر أمين الربيع صاحب ديوان «قوارير» والذي يعد من الشعراء الذين تركوا بصمة واضحة في المشهد الشعري العربي، شاعر صاحب رؤيا عميقة تجاه الحياة وفلسفتها، يبحث من خلال قصائده عن حداثة النص الشعري كاشفا عن معنى أصالة اللغة والمكان راسما بانوراما إنسانية مفعمة بالأحاسيس وبلاغة القول الشعري. ومن مُكاشَفاته الشعرية الجدلية التي تخلو من الوجد الصوفي.. قرأ: «بينا أعبرُ نعماءَ الصَّمتِ/ أُقلِّبُ ما في السَّهوِ من الحَيَواتِ جِهَارْ/ دارَ الثلجُ بقلبِ الكأسِ/ ودار/ قلبي دورةَ صوفيٍّ/ ناداهُ عزيفُ الأسرارْ/ هل يتبعها، هل يتركها رَهْواً، حار/ لن يدخُلَها أحدٌ غيري هذي النَّارْ».. ويواصل تجلياته حين يحدثه فيقول: «حدَّثني قلبي عن ربِّي»: سَتَظلُّ الرِّيحُ تؤلِّفُ شُعْلَتَها/ مِن قَدْحِ الغيمةِ بالغيمةْ/ سَتَظلُّ الزهرةُ أجملَ دَورَقْ/ حدَّثني قلبي/ : ماذا سيُضيفْ/ نصرُ الرِّيح على زهرةْ؟/ «حدَّثني قلبي عن ربِّي»/ : شَغَفَ الحبُّ فهمَّا في الحبِّ غموضا/ كانَ الحُبُّ على الإنسانِ نصيباً مفروضا/ حدَّثني قلبي: لنعُدْ حيثُ الفكرةُ عمياءَ/ كشيءٍ/ والحبُّ دُخانٌ يتهجَّى بمرايا أخيلتي وجْهَهْ / لنعُدْ / حيثُ الشَّهوةُ مُعْلَنةُ الإبرةِ كالعقربِ/ والحبُّ بلا أيَّةِ نكهَةْ». إلى ذلك قرأ الشاعر محمد تركي حجازي الذي يملك زمام القصيدة بطريقة مدهشة ومخلصا للقصيدة العمودية التي اتسمت بها تجربته الشعرية، فأخذنا إلى فضاءاته في محاكاة الجمال وتجليات الروح وعشقها الشفيف. شاعر يشدُّ المتلقي إليه بتلاوة قصائده بطريقة لا تخلو من المسرحة مانحا كل بيت شعري في قصائده حالة خاصة من الرؤى الفنية، شاعر يمعن كثيرا الحياة ومبحرا الموروث الديني والمادة التراثية مما أكسب شعره لمسة إنسانية عميقة. ومما قرأه من «قِبلَة العاشقين» التي تحمل في ثناياها فلسفة العشق وتجلياته، يقول فيها: «أرخي الثِّيابَ وغلّي الحُسنَ مُنتَظِمَا/ وأطبِقيهِ عَلى عَرشِ الجَّمــالِ فَــما/ وأَمطِــري في فَضاءِ القَصـرِ أنجُمَـهُ/ مُلألئـاتٍ على شُطآنِهِ الظُّلــَــــما/ وأَرسِلـي مِن سَنا عَينَيكِ أَشرِعَـــــةً/ تُراوِدُ البَحرَ، والبَيداءَ، والقِمَـــــما/ يا مَن لها أَنفُسٌ تَسعَى وأَفئِــــــدَةٌ / إِن ساكـنٍ قِشـرَةً أو آنـسٍ رَحِــمَا/ كَم جالَ في جَـوفِ لَيـل الظُّلم مارِدُهُ/ تَجتَرُّ أَنفاسَهُ أَشباحُ مَن ظَلَــــمَـا..؟لا النّومُ بَين نُيوبِ الأرض يُسلِمُــهُ/ إلى نَعيمٍ، ولا غلُّ السَّمـاءِ حِــمى/ تلك النَّوامِيسُ من أَعـفَتهُ نِعمَتَهــا/ يَـدُبُّ تحتَ نِعالِ الشّائفين عـمى». وفي الختام قدم الفنان وعازف العود نبيل الشرقاوي معزوفات موسيقية وأغاني وموشحات أندلسية تفاعل معها الحضور المصدر: بترا الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأحد 11-07-2021 10:27 مساء
الزوار: 1221 التعليقات: 0
|