نظمت لجنة النشاطات في رابطة الكتّاب الأردنيين أمسية شعرية ضمن برنامج "فصول ثقافية صيف "2021، شارك فيها الشعراء: محمد سلام جميعان، جاسر البزور، محمد خضير، وقدمتهم الشاعرة لينا جرّار، وتابع الأمسية التي أقيمت في قاعة الرابطة حشد من المثقفين والشعراء والمهتمين.

وهذه هي الأمسية الثانية التي تقيمها لجنة النشاطات ضمن برنامج فصول ثقافية، وتأتي هذه الأمسيات بعد فترة ركود عاشتها قاعات الرابطة بسبب جائحة "كورونا" التي عطّلت مسيرة الرابطة وفرضت قوانينها على الجميع، وقدمت الشاعرة لينا جرّار الشعراء بالقول: "سننثر الدهشة طائرًا مكتمل الأجنحة  يفر من صدور الشعراء ليعشعش في صدوركم… أنتُم حضورنا الكرام يا من  تعنيتم الحضور في هذا الصيف اللاهب لنبترد معًا من قطوف الشعر.. في آب تتعتق عناقيد البوح ليختمر في شهدها الكلام.. نحن المجانين المترعين بالحياة، نصنع نصوصاً جامحة... لا تتقن الالتزام بالطرقات البليدة!

قرأ الشاعر محمد سلام جميعان غير قصيدة، منها:

" لا، لم تَعُدْ تَخفى عليَّ

المَرْأةُ الزَّرقاءُ

حين كنتَ تَهذي باسْمها

أمامَ صفحةِ المرآةِ

حينَما تشتاقُها، 

فَطَيْفُها لا يَبْرَحُكْ

كثيرةٌ هي القَصائدُ الَّتي

تنامُ في أدراجِها

لا شَيْءَ في مَجازِ الشِّعرِ يكْبَحُكْ

أنا الّتي تدْري بكلِّ ما

يَجْري عليهِ مَسْرَحُكْ

ما عادَ قَلْبي في الهَوى

يَسْتَسْمِحُكْ

لكنّني يا غادري

بالأمسِ طافَ بخاطري

حُلُمٌ جميلٌ

رُبَّما تفسيرُهُ قدْ يَجْرَحُكْ

رأيْتُ في عِزِّ المَنامِ

دونَ أنْ يَرِفَّ لي جَفنٌ

رأيْتُ أنّي أذْبَحُكْ".

كما قرأ الشاعر جاسر البزور القادم من محافظة المفرق عدّة قصائد شعرية لم تبتعد عن بحور الفراهيدي، منها:

"حنانَيكِ في هجري تَموتُ قصائِدي

وموتُ بناتِ القلبِ يكفي لتَقْنَعي

أريدُكِ أفكاري وصِبْغي وريشتي

على لوحةِ الشِّعرِ المُقيمِ بأضْلُعي

تُشَتِّتِني في الإنزياحِ مخاوفِي

لِأَلقى على  كَفِّ الرَّتابَةِ مَصْرعي

أنا لا أريدُ الأخرياتِ جَواهِراً 

فوصلُك كَنزٌ  جاءَ فوقَ التَّوقُّعِ".

واختتم الشاعر محمد خضير الأمسية بقراءة عدد من قصائده التي حلّقت بالحضور في سماء ديوان العرب، ومما قرأ: 

"نقولُ الشِعرَ في كَذَبٍ، متى ما 

أصَبنا صِدقهُ أمسى كلاما

كأنَّـــــا والحقيقـــةُ في صـراعٍ

يُـحيــــلُ حَـلالَ نشْوتـهـا حَراما

فَـيـأْسِرنــا بــلا حـربٍ، ونرضـى

ويُــرْسِلــنــــا بـلا سِلْــمٍ حَماما

ومـا في بَحـــرنــــا مــاءٌ لطيــرٍ

وما كـنّـا لمن عطِشوا غَماما

أبانَـــا الشعــرَ، في مـوتٍ وُلدنــا

على أعـتـابِ قافيــةٍ يتامى

لنا في كفِّ مَن حضَروا سَلامٌ

وفي كفِّ الغيابِ لَنا سُلامى".