وزيرة الثقافة تلتقــي مجلس نقــابــــــة الفنانين وإداريــة رابطــــة الكتاب
عرار:
ياسر العبادي التقت وزيرة الثقافة هيفاء النجار يوم أمس، في مقر الوزارة رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية لنقابة الفنانين الأردنيين، بحضور أمين عام الوزارة هزاع البراري، لمناقشة القضايا التي تهم النقابة. وقالت النجار خلال اللقاء، إن النقابة تلعب دورا هاما في تنظيم المهن الإبداعية، مؤكدة على دور الفنان الأردني في التكوين الوجداني للمجتمع، و أن له مكانة خاصة وصورة جميلة في الوجدان الوطني.
وأشارت إلى أن الأمن الثقافي لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود الفنان القادر على حماية الهوية الوطنية وإيصال الرسائل الإيجابية، مشيرة إلى أن الأردن لطالما تميز بطاقاته البشرية المبدعة التي تستطيع حمل الأمانة و إيصال الرسالة بكل اقتدار. من جهته، أكد نقيب الفنانين حسين الخطيب، أهمية ما تقوم به وزارة الثقافة تجاه الفن والفنان، مؤكدا على أن الشراكة الدائمة مع وزارة الثقافة هي مرتكز أساسي في بناء الثقة مع الفنان و المبدع الأردني، والمجتمع بشكل عام. وأن الاهتمام بالمنتج الثقافي يمنح الفنان الفرصة الأوسع لحمل رسالته الوطنية والتعبير عن خطاب الدولة الحضاري والتاريخي. إلى ذلك، التقت النجار رئيس وأعضاء من الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين. وأكدت في اللقاء الذي حضره مدير مديرية الدراسات والنشر مخلد بركات، عن اعتزازها بالعلاقة التشاركية مع الرابطة، كمؤسسة ثقافية وطنية لها حضورها الهام على الصعيدين المحلي والعربي، مشيرة إلى أن هذه الشراكة تعزز الهوية الوطنية وقيمها الأصيلة. مؤكدة حرص الوزارة على دعم برامج و مشاريع الرابطة. وبدوره، ألقى رئيس الرابطة أكرم الزعبي الضوء على نشاطات الرابطة التي تحمل صورة الأردن حضاريا بحضورها العربي والعالمي، مؤكدا دورها الثقافي والفكري، مستعرضا بعض القضايا التي تتصل بأوضاع الرابطة ومقرها وبرامجها المستقبلية وسبل تعزيز و تطوير شراكتها مع وزارة الثقافة و مؤسسات المجتمع المدني كافة. ..وتشارك في مؤتمر المجتمع الأردني في مئة عام
شاركت وزير الثقافة هيفاء النجار ضمن جلسات مؤتمر المجتمع الأردني في مئة عام الذي عقد يوم أمس في الجامعة الأردنية. وقدمت الوزيرة النجار خلال المؤتمر ورقة بعنوان «التعليم في الأردن في مئة عام.. تاريخ مضيء ومستقبل واعد»، أشارت فيها إلى أن الأردن الحديث تأسس على مبادئ الوسطية والاعتدال والتنوير، والاستثمار في موارده البشرية، وإيمانه بالإنسان الأردني وارتقائه ضمن مشروع ثقافي تربوي قومي وإنساني يهيئه للحياة والمستقبل. وقالت النجار إن العلاقة بين الثقافة والتعليم، هي علاقة عضوية متينة، تأسست عليها البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تصوغ خطاب الدولة، ومن هنا تبرز أهمية العلاقة في كون التعليم مسؤولية جماعية واجتماعية، تشاركية بين مختلف القطاعات العامة والخاصة والمجتمع المدني، واجتماعية تغطي حاجات المرأة، الشباب، الأطفال، ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتيح لهم تفجير مواهبهم. وبينت النجار أن التركيز على تاريخ التعليم في الأردن خلال مئة عام هو مراجعة للينابيع والتحولات والآفاق المتاحة للفضاء الثقافي الذي يتغذى على القيم والمهارات والمفاهيم التي نبذرها في غرفة الصف وساحة المدرسة والمقررات اللامنهجية والأندية والمنتديات والمراكز الثقافية والشبابية التي تحتاج إلى مناهج متكاملة للارتقاء بالوعي وتعميق الانتماء وتمتين النسيج الوطني والاعتزاز بالإنجازات. وأضاف النجار أن الأردن يسعى من خلال تلك المبادئ إلى بناء قدراته التنافسية وتعزيز قدرته على التفكير والتحليل الناقد، وبناء منظومته القيمية التربوية والثقافية المبنية على المواطنة والإنتاجية، بالإضافة إلى انفتاحه على العالم واحتفائه بالتعددية، عبر منظومة ثقافية تنويرية تنطوي على نظرة عقلانية في بعدها الأخلاقي والإنساني. وزادت النجار أن الدولة الأردنية الفتية قامت على التعليم بوصفه الحاضنة والأرضية الخصبة للنهضة ولغرس القيم الثقافية للمجتمع، وقد تجسد في التشريعات المبكرة التي ركزت على التعليم، كما تجلت في مجلس الملك المؤسس الذي كان يمثل المدرسة الثقافية الأولى التي أسست لهوية الدولة في انحيازها للمستقبل وانفتاحها على الحداثة، ومراعاتها للأصالة من خلال مجالس الفكر والثقافة التي شارك فيها عدد من الشعراء وأصحاب الفكر واللغة والفقه والقانون. وختمت النجار: إننا اليوم ونحن نتجه نحو المستقبل علينا المجابهة وتعزيز ثقافة الحوار وإعادة النظر جذرياً في كثير من مفاهيمنا وأدوارنا وأفكارنا ورؤانا، لذا علينا أن نتعلم كيفية إضفاء الديمومة على ما صح من وسائلنا في العمل، ومراجعة ما لم يصح، وفي تصويب أخطائنا دون أن نخاف النقد الذاتي.