|
عرار:
اربد - احتفى منتدى الفكر الاشتراكي في أربد، نهاية الأسبوع الماضي، بكتاب الكاتب والمصور الفوتوغرافي صالح حمدوني "زر وسط القميص" بإقامة ندوة شارك فيها الكاتب د. محمد جرادات والشاعرة والروائية صفاء أب, خضرة، وأدار مفرداتها هوازن الصليبي وسط حضور من المثقفين والمهتمين. واستهل الحديث د. محمد جرادات وقدم قراءة بعنوان "زر قميص صالح حمدوني" أكد فيها: أن زر قميص صالح حمدوني في سرديات عديدة عابرة للجغرافيا وتخطت الحدود، انتقال من دون جواز سفر أو هوية هنا وهناك، لعلها كسرت سايكس بيكو، ولو على الورق والذاكرة والحلم. وقال: مع حمدوني، وعلى الرغم من زر قميصه المقطوع، طربنا واكتشفنا لغة جميلة هي لغة مصور طوّع عدسة الكاميرا لتحكي لنا تلك الصور والالتقاطات، وتحولها الى كتابة مباشرة محكية بوضوح كما هو وضوح عدسة الكاميرا التي جابت مختلف المواقع والأماكن وترجمتها بحب وألم وطموح وأمل وقهر مجبول بأفق مفتوح على مدى يعانق السماء ولا يكتفي. وبيّن د. جرادات أنه لم يغب الوطن والحلم عن تلك السرديات في مختلف عناوين الكتاب، وبغض النظر كيف يمكن لك أن تقرأ زر القميص بالترتيب التقليدي كما هو ظاهر في الكتاب، أم تبدأ من الصفحة الأخيرة، "العنوان الأخير"، أو تنتقل إلى موقع آخر، هو قابل للقراءة " في البدء والنصف والخاتمة"، بمعنى هو قابل للقراءة، ولك حرية الاختيار من أين تبدأ. إلى قدمت صفاء أبو خضرة قراءة بعنوان " زر وسط القميص نصوص مفخخة" قالت فيها: من أزقة المُخيم، من حانات دمشق العتيقة، من ذكريات مقهورة، خرج إلينا صالح حمدوني بسردياته التي بين يدينا اليوم "زر وسط القميص"، ومن صوت فيروز يلوح في المقاهي وفي البال حين منعطف لحنين مارق، خرج إلينا من معطف أرسطو حيث اعتبر الوسط هو الشجاعة لتوازنها الحرفي ما بين التهور والجبن. واعتبرت أبو خضرة أن هذه السرديات اتخذت شكلا نثريا يمتشح بالشعرية ويهجس بالوطن الكبير، والمخيم، والحب، والمرأة، والعتبات الكثيرة التي اعتلتها الذكريات القديمة والحزينة، تنقل بين الفصحى والعامية انتقالا سلساً يخلو من الشذوذ أو النشاز بل أعطى كاريزما خاصة للنص أفضت عليه الكثير من الحيوية والبساطة. برد ووجع وسطر بعد السهو، حب ونورس على شط البحر وموجة ضاحكة تزحف بصمت لتلمس قدمك الغافلة." قالها بلغة العارف، والعازف، والمتهكم على سخرية الزمن المتشظي في فناجين قهوتنا المرة، حيث تجرعناها سواسية مع غربتنا وبحثنا الطويل عن ممر أقصر مما نتخيل للعودة الى ذلك المكان الذي انسلخنا عنه سلخاً وبتنا في المخيمات مجرد أرقام ولاجئين. وأضافت: تتجلى صورة المرأة في السرديات، تلوح لنا من الزواريب الضيقة من مقهى النوفرة في دمشق، ويرتد طيفها في المخيم، ثم نتراشق الوجع بانتظاره ذوبان الثلج ليطلق سراحه من باب الهوى، وتلك النافدة الصغيرة التي شهدت على آلامه وتساؤلاته وانتظاره الطويل، أخذ الثلج مجده في تعذيبه وأصابعه تنشر أطراف الورق لتكتب ما تفضي إليه الروح، وحمدوني مصور فوتوغرافي، هذا يعني أنه سيد التفاصيل، يقتنص الفكرة ويعصر منها الدهشة لتصلنا صافية بغير ندوب، ونراه يستشهد بالنثر، وبزغ من بين مقتطفاتها حساً روائياً قد يكونه يوماً ما إذا ما أحكم أزرار قميصه وكانت العروة متناً جيداً للفكرة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: السبت 04-12-2021 08:04 مساء
الزوار: 690 التعليقات: 0
|