|
عرار:
عمر أبو الهيجاء يري الشاعر الأردني الشاب حسام شديفات أن القصيدة في العصر الحالي وصلت إلى مرحلة ما بعد الحداثة، لذلك صارت بحاجة إلى روح جديدة بغض النظر عن القوالب التشكيلية لها. ويقول الشديفات إنّ القصيدة بنتُ جيلها، فهي في جيلها الحالي لها متطلباتُها الخاصة مِن النفَس المُختلف والخروج عن الكلاسيكية الشعريّة والخوض في غُبار الصور المُبتكرة والموسيقى الفريدة؛ لأنّ البصمة الشعريّة المُختلفة مطلب لا يُساوَمُ عليه عند الشاعر الحقيقي، وبالتالي أردت من القصيدة التي أقدمها أن تكون لها روحها الخاصة وصورها ومعانيها التي - قدر ما أستطيع- لم تطرق من قبل، فأرى قصيدتي تأخذني إلى حيثُ البوح يسيل كالماء والجماد ينعدم والزمن المُطلق يصيرُ أكثرَ مرونة فأسافرُ إلى حيثُ أتطلع وأميل إلى حيثُ أطرب، فالقصيدةُ تأخذني إلى لا مكان يُجبرُني ولا زمانَ يُسيّرُني. ويضيف الشديفات، في حواره مع مجلة «القوافي» التي تصدر عن دائرة الثقافة في الشارقة: إن الجوائز الثقافية وعلى مر العصور الشعرية مُنذُ سوق مجنّة وعكاظ مروراً وصولاً إلى أمير الشعراء والبُردة وبجميعِ أسسها وشروطها وجوائزها، كانت ولا تزال حافزاً كبيراً لإنصاف الشعر الحقيقي ودافعاً للتنافس بينَ الشعراء للوصول إلى التفوق والتفرد والابتكار، تُثري المشهد وتجعلُهُ أقوى وأكثر تنافسية، وبذلك فالشعر هو المستفيد الأكبر من ثم يستفيد الشعراء مِن هذه الجوائز معنوياً ومادياً في تجربتهم، أما عن تجربتي الخاصة فالجوائز الشعرية التي لم أفز بها بجائزة فزت بها بنصٍّ أتبناه. وبخصوص المنتج الشعري خلال جائحة كورونا، يقول شديفات: الجائحة حدث كغيره من الأحداث وفترة كغيرها من الفترات له منتجه الخاص وله دورهُ في إضافة قضية جديدة للشعر العربي ونحنُ نعلم أنّ الشاعر مؤرخ لعصره وبذلك فهذه الجائحة ستكون جزءاً من هذا التأريخ الشعري بالضرورة. وبخصوص العصر الرقمي وأثره على جسد القصيدة قال شديفات: العصر الرقمي سلاح ذو حدّين بطبيعة الحال لأنّ انتشار القصيدة صار أكثر سهولة وأوسع في المدى، ولكنني أرى أن ضررهما أكثر من نفعهما لأنّ الجميع صارت بيده هذه الأدوات فكثر الشعراء وقلّ الشعر، وضاع السمينُ بالغث الكثير مما قلل من جودة القارئ والكاتب على حدٍّ سواء، في اليوم الواحد أقرأ مئات الأبيات على جوّالي الخاص بينها الجيد والمبهر والعادي والرديء، وهذا يؤثر سلباً على ذائقتي كقارئ وعلى جسد قصيدتي عند الكتابة. هذا واشتمل العدد 33 من مجلة «القوافي» الشهرية على إطلالة العدد حملت عنوان «شعراء مدارس.. عبقريات فذّة ممتدة الظلال» وكتبها الشاعرة الدكتورة حنين عمر. وفي باب «مسارات» نطالع ما كتبه الشاعر الإعلامي عبدالرزاق الربيعي عن «الخطاب الصحفي تحت أضواء الشعر». وتضمن العدد أيضا لقاء مع الشاعر المصري أحمد سويلم حاوره الإعلامي السوداني محمد نجيب علي. واستطلاعا حول «أثر المدن على الشعراء ونوافذهم الإبداعية». في باب «مدن القصيدة» كتب الشاعر الإعلامي الدكتور أحمد الحريشي عن مدينة فاس المغربية. وتنوعت فقرات «أصداء المعاني» بين حدث وقصيدة، ومن دعابات الشعراء، وقالوا في، وكتبها الإعلامي فواز الشعار. في باب «مقال» نقرأ ما كتبه الشاعر محمد العثمان عن «التجارب الشعرية المؤثرة وسماتها التعبيرية المنفردة». أما في باب «عصور» كتب الشاعر حسن شهاب الدين عن الشاعر ابن خفاجة الأندلسي. وفي باب «نقد» كتب الشاعر عقبة مزوزي عن «رمزية الظمأ في قصائد الشعراء»، كما كتب الإعلامي حسين الضاهر عن «الزمن و رمزيته في القصيدة العربية». وفي باب «تأويلات» قرأت الشاعرة الدكتورة باسلة الخطيب قصيدة «خفيفاً كظل الغيم» للشاعر السوري حمزة اليوسف. في باب «استراحة الكتب» تناول الشاعر الدكتور أديب حسن ديوان «كمآذن ألِفت مراثي الريح» للشاعر أحمد شكري. وفي باب «الجانب الآخر» كتب الدكتور أحمد شحوري عن «شعراء أقاموا صروحهم الروائية بجانب القصيدة». وزخر العدد بمجموعة مختارة من القصائد التي تطرقت إلى مواضيع شعرية شتى. واختتم العدد «بحديث الشعر» لمدير التحرير الشاعر محمد البريكي بعنوان: «النقش في جدارية القصيدة» ومما جاء فيه: إنني أبحث عن جزيرة لا يتكلّم أهلها سوى الشعر، وطعامها من الشعر، ومساؤها شعر وأشجارها بلون الشعر؛ هذه المدينة تخيّلتها كثيراً في أحلامي. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأحد 15-05-2022 09:12 مساء
الزوار: 913 التعليقات: 0
|