|
عرار:
عمّان - نضال برقان عقد منتدى الفكر العربي، يوم الأربعاء 29/6/2022، لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه نائب رئيس جامعة اللاعنف في بيروت وعضو المنتدى من العراق د.عبد الحسين شعبان حول مضامين كتابه "دين العقل وفقه الواقع"، وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د. محمد أبو حمّور، كل من: الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب وعضو المنتدى من لبنان الأستاذ عمر زين، ورئيس مجلس أمناء جامعة كردستان والمستشار الأسبق لرئيس وزراء إقليم كردستان للتعليم العالي وعضو المنتدى من العراق د. شيرزاد أحمد أمين النجار، وأستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية د.ليلى شمس الدين، والأستاذ في كلية الإعلام ورئيس تحرير جريدة "الزمان" العراقية من بغداد د.أحمد عبد المجيد، ورئيس مجلس أمناء جامعة الزرقاء ورئيس الجمعية الأردنية للثقافة والعلوم الوزير الأسبق المهندس سمير الحباشنة، ورئيس اللجنة العلمية في الجامعة الهاشمية د.جمال الشلبي، ورئيسة جامعة اللاعنف في بيروت د.إلهام كلّاب، والشاعرة والإعلامية والكاتبة ومقدمة البرامج الثقافية من سوريا د.نوال الحوار، وحضر اللقاء سفير جمهورية العراق لدى المملكة الأردنية الهاشمية السفير حيدر العذاري، وعدد من الأكاديميين والمتخصصين الإعلاميين والمهتمين. أوضَحَ المُحاضِر د.عبد الحسين شعبان أن الدعوة إلى حوار معرفي وثقافي يتعلق بالفكر العربي وما يندرج تحته من فكر يساري وسياسي وإسلامي هو أمر مهم في ضوء ما يمر به الوطن العربي من حالة اغتراب عن الواقع الذي يعيشه العالم بما فيه من اكتشافات علميّة وتقنية، وأفكار وقوانين ومؤسسات وتشكيلات تتوالد في خضم ما يشهده هذا العالم من تغييرات فائقة السرعة في مجالات الحياة كافة. وأشار د.شعبان إلى أننا بحاجة ماسة إلى إخضاع كل ما لدينا من مؤسسات، وسلطات، ومعارف وموروثات، وثوابت وقوانين ومعلومات تكدست عبر العصور للنقد، وذلك للبحث عن الحقيقة، وهذا يحتاج إلى انفتاح واستعداد فكري يسعى لفتح العقل من أجل أن يتقبل ما ينسجم مع المتغيرات السريعة التي يشهدها القرن الحادي والعشرون. وأضاف د.شعبان أن عملية التغيير والوصول إلى المعرفة والحقيقة والحكمة يحتاج إلى وعي بالذات، وإلى حوار معرفي ودي منفتح وعقلاني، ويركز على العقل واستشراف المستقبل، ويحترم الآخر، وأن يكون على المستويات كافة سواءً أكان حواراً مع الذات أو حواراً مع الآخر، وذلك من أجل الوصول إلى الأزمات والتحديات الموجودة، ومعرفة كيفية التعامل معها، وتدارس سبل الخروج منها. وقال د.شعبان: إن المشاريع والطروحات المتعلقة بنقد الفكر والخطاب العربي والإسلامي وتحديثه تحتاج إلى جهد جماعي، وفتح قنوات متعددة ومتنوعة متعلقة بالتراث والتاريخ والفلسفة والاجتماع السياسي والقانون والاقتصاد، وتعاون ومشاركة متبادلة بين مدنيين حداثيين ودينين مؤمنين، لقراءة المسائل والإشكاليات وإلقاء الضوء عليها. ومن جهته بَيّن د.محمد أبو حمّور أن كتاب الله تعالى وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - هي المرجعيات الأساسية لأمور الدين والدنيا كافة، ثم يأتي بعد ذلك الإجماع وهو ما اجتمعت عليه الأمة، ويليه باب الاجتهاد في معرفة واستنباط الأحكام الشرعية؛ وأشار د.أبو حمّور إلى أنه وفي ضوء ما تمر به الأمة العربية من تطرف وعنف وإرهاب، أصبح من الضروري العمل على تناول القضايا المتعلقة بالحكمة وتطوير الخطاب الديني بما يتناسب وينسجم مع تعاليم القرآن الكريم والسنّة النبوية. ودعا المهندس سمير الحباشنة في كلمته إلى تجديد الخطاب الفكري العربي بأركانه الثلاثة من خلال صنع السياسات المبنية على الأدلة، وتعزيز الفكر النقدي التحليلي الإيجابي، واستخدام آليات النقد الذاتي، وفتح الحوار الرصين مع الأديان كافة، والاعتراف بالآخر لترجمة مفهوم دولة المدنية والمواطنة على أرض الواقع. وأشار الأستاذ عمر زين إلى أهمية قراءة ودراسة النصوص الدينية بأريحية ضمن بُعد نظري، بحيث تكون دراسة تاريخية تأصيلية مرتبطة بالحياة، والعمل على قراءة المجتمعات وما تعيشه من تعصب، وتطرف، وضياع بفكر تنويري تقدمي يحمل رؤى واقعية مستمدة من العامل الديني، مما يعزز الهوية الثقافية، كما تناول مفهومي الحداثة والتقليد، وأهمية الوعي التاريخي، ودور الاجتهاد في الإسلام. وبَيّنَ د.شيرزاد أحمد النجار دور عدد من الفلاسفة الكبار في نهاية العصر الوسيط في تعزيز النقاشات التي تناولت جوانب الحياة كافة وبعض المسائل الجدلية، موضحاً أن العقل والعقيدة شكل من أشكال المعرفة يتكاملان للوصول إلى الوحدة والإصلاح، وأن استخدام المنهج النقدي العقلاني والاستعداد الفكري والانفتاح على الآخر من أهم العوامل التي تساهم في حل الأزمات المختلفة. وتحدثت د.ليلى شمس الدين عن المناظرات التي تتمركز رحاها بين الفكر والواقع الملموس، لما فيها من دعوة للتفكير والتفكر، وقراءة معمقة يُتأمل من خلالها العصر الذي نعيش فيه بمتغيراته الكلية والجزئية، لكونها ترسي منطلقات جديدة وعميقة تؤثر في المجتمعات وتعزز تطورها، وتساهم في الخروج من حالة التخبط والجمود في بعض القضايا والمسائل الفقهية. ولفت د.أحمد عبد المجيد النظر إلى أهمية النقاش في عدد من القضايا والتساؤلات التي غالباً ما يتم تناولها من خلال حوار ينطوي على العمق، والإحاطة الشاملة، والإيمان بثقافة الاختلاف، والتنوع الرأي والمرجعيات في ظل التحولات الفكرية التي يشهدها العصر الحالي، وجعل الاختلاف أداة تفكير، وتوظيف التاريخ لأخذ المعلومات والحقائق في العديد من وجهات النظر والاجتهادات. وتحدث د.جمال الشلبي عن منهجية التفكير السائدة في المجتمعات العربية وما يتبع ذلك من سلوكيات تبعد الإنسان العربي الحديث عن العقل وهو الأداة القادرة على قيادة المجتمعات والوصول بها إلى الحداثة، مشيراً إلى أهمية الدعوة للحوار الديني–الديني، والديني – السياسي، والسياسي– السياسي، وإخضاع جميع المفاهيم والطروحات المتعلقة في السياسة والدين والثقافة والفكر للنقاش. وأشارت د.إلهام كلّاب إلى أهمية إثراء المؤلفات العربية الدينية بالحوار الديني الفسيح المتنامي والشامل من خلال وضعه في إطار منهجي ومفهومي ينبثق عن غزارة المراجع وتنوعها ودينامية الفكر واليقظة الذهنية، وقراءة التراث بعين معاصرة هدفها الإنسان أولاً، وذلك لمواجهة التقهقر المعرفي، وتكاسل العقل، ونمو العصبيات في المجتمعات العربية. وأكدت د.نوال الحوار أن كل إصلاح يحتاج إلى الفكر الديني واتباع المنهج العقلاني، مشيرةً إلى أهمية رفد المكتبة العربية بمثل هذا النوع من الكتب التي تناقش الأزمات الفكرية والأسئلة التي تلقيها الحداثة على الواقع، وتتميز بالوضوح والبحث عن الحقيقة واستخلاصها، وإخضاع الآراء إلى النقد بما ينسجم مع التحديث الذي يسعى إليه الإنسان. هذا وجرى نقاش موسع بين المتحدثين في اللقاء والحضور حول القضايا التي طُرحت. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 05-07-2022 08:40 مساء
الزوار: 705 التعليقات: 0
|