في أمسية مختلفة ومتنوعة، استضاف بيت الشعر بالمفرق مساء الأول من أمس، الشاعرين: الدكتور هاني عبد الجواد وحسن حسن، أدار مفرداتها الدكتور ماجد السرحان بحضور مدير البيت فيصل السرحان ووسط حضور نوعي من المثقفين والمهتمين.

واستهل مدير الأمسية تقديمه بتوجيه بطاقة محبة وتقدير لراعي الأدب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة لرعايته للحقول الثقافية والمثقفين في مختلف أقطار الوطن العربي، من ثم قدم السرحان الشاعرين بما طاب من القول والبيان.

القراءة الأولى كانت للشاعر هاني عبد الجواد الذي استحضر جدته في واحدة من قصائده المشحونة بالذكريات وطقوسها، عبد الجواد شاعر يمتلك لغة عالية ومتقدة بنار اللوعة وتجليات الروح.

من قصيدته «شأنُها شأنُ جدّاتكم.. جدّتي» نقتطف منها حيث يقول: «جدّتي/ شأنُها شأنُ جدّاتكم:حين أُغرِقَتا رئتاها بتلكَ المياهْ/ وفاضتْ إلى ساحلِ القدمَيْنِ/ أجازتْ لنا أنْ نشبّههَا بالمحيطْ/ فهْيَ أمُّ ثلاثةِ أبناءَ، أمُّ ثماني بناتٍ/ وذلكَ يجعلُ من أمرِ تشبيههِا بالمحيطِ بسيطْ/ جدّتي/ منذُ عاينتُها بيديّ وطبّبتُها بالنظرْ/ عدتُ من حينها/ ومنعتُ الأمانةَ عنْ سمْعِ أمّي/ مخافةَ إرهاقِها بالتّرقّبِ/ محتَمِلًا أنَّ آخرَ أيّامِها بيننا هيَ هذا الشهَرْ/ حينَ كان ازرقاقُ الشفاهْ/ لا يشي بتشاخيصَ إلّا: (فَلَيتَ طالِعَةَ الشَمسَينِ غائِبَةٌ .. وَلَيتَ غائِبَةَ الشَمسَينِ لَم تَغِبِ/ وَلَيتَ عَينَ الَّتي آبَ النَهارُ بِها.. فِداءُ عَينِ الَّتي زالَت وَلَم تَؤُبِ)/ جدَّتي/ شأنُها شأنُ جدّاتِكم/ أنجبْت منجلًا للحقولِ/ وصارتْ هي الحقلُ والموسمُ».

القراءة التالية كانت للشاعر حسن حسن وهو شاعر في قصائده ذهاب إلى الشأن الذاتي وحالات الشاعر وكتاباته في احتراق الروح بجمر القصيدة حيث جال الشاعر في أوراقه الأولى الطعم الآخر لمعنى الشعر.

من قصيدته «أوراق» بقول: «لم أمسك قلما من عامين لأكتب شعراً/ كان لذلك طعم آخر/ كان لذلك طعم/ طعم الخشب الحبر والبلاستيك/ شيء يلمس ويشم/ لم أمسك من عامين سوى صفحات من وهم/ أنقرها آلاف المرات ولا تتكسر/ تتماثل فيها الأحرف/ يتوحد فيها الحجم/ لا تقدر أن تكتب فيها شعرا من عامودين/ ولا تقدر أن ترسم في الزاوية اليسرى بعض الغيم/ أحن لأيام الأوراق المنزوعة من نصف الدفتر/ كنا ندعوها «طبقاً»/ ونقيم الإفطار الشعري عليها/ والدفتر يستعصم بالصوم».

ومن الجدير بالذكر أن بيت الشعر يتابع إقامة أمسياته الشعرية ويعمل على متابعة الحركة الشعرية في الأردن بشكل حثيث؛ ما يعطي مجالا لإبراز الأصوات الشعرية الجديدة من خلال استضافة مبدعي الشعر العربي.