جرش تتزين بعرض لطارق الناصر و»رم» بمشاركة وائل الفشني وميس حرب
عرار:
جرش تزين المسرح الشمالي في مدينة جرش الأثرية مساء الأربعاء خلال افتتاح الدورة الـ 36 لمهرجان جرش للثقافة والفنون بصوتي ضيفين عربيين هما الفنان وائل الفشني من مصر والفنانة ميس حرب من سوريا، مع موسيقى وأغنيات مجموعة «رم» بقيادة الموسيقار طارق الناصر الذي أحيا حفل الافتتاح. وشكل اللون الفلكوري وأغنيات التراث صبغة أساسية للعرض الذي شارك فيه كل من فرقة «معان للفنون الشعبية» وفرقة «صوت الأردن للفنون الشعبية» من الرمثا. وجاء العرض بعد الطقس المعروف لبدء فعاليات المهرجان الذي يأتي تحت شعار «نورت ليالينا» هذا العام، وهو إشعال شعلة المهرجان التي أوقدها مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، رئيس الوزراء بشر الخصاونة، سبقها كلمة لوزيرة الثقافة ورئيسة اللجنة العليا للمهرجان هيفاء النجار. العرض الموسيقى والغنائي لمجموعة «رم» – طارق الناصر بدأ بجديد الناصر وأغنية «جراسيا» من كلمات الشاعر حيدر محمود وألحان الناصر الذي أهداها لروح الشاعر الراحل جريس سماوي. تقول الأغنية «حجارتها لم تزل تنطق وأرجائها بالشذى تعبق، ومن عجب أن كل الشموس تغيب وشمس محبتها تشرق.. وتغزل كف الجميلة من هدبها قلادة عشق لمن تعشق... هي الآن عرس القصيدة في شارع الأعمدة.. إفرشي ثوبك الجرشي المطرز وردي بشالك لفح الشموس»، وغناها نجما الأردن نتالي سمعان بأدائها المتقن وعدي النبر الذي أضفى نكهة الغناء الأوبرالية. ومن مقطوعات الناصر الموسيقية قدمت «رم» التي تكونت من 31 موسيقيا في هذا العرض مع الجوقة الغنائية مقطوعة «أردن» وكما هي العادة بتوزيع موسيقي جديد. العرض جمع أغنيات تراثية من شمال الأردن إلى جنوبه، ومن منطقة وادي موسى تحديدا، جاء صوت نداء الجمعاني بأداء تراثي متفرد دون مرافقة الموسيقى لتقدم «المربوعة»؛ وهي من الأغنيات التي وثقتها مؤسسة «تجلى» للموسيقى والفنون»، ويغنيها النساء والأطفال في وادي موسى في المناسبات السعيدة مثل الأعراس وموسم الرعي، ومن كلماتها: يمِّ لِعيونِ المِسوَدَّة ناسيتي هَرجَ المَودَّه نسيتَي المَقعَد عالرِجِم وَالصَفرا تَلعَب بَالعِدّه لَقاني على الرِصيفِ طِويلُ وخَصرَه نِحيفِ طِويلُ وخَصرَه نِحيفِ أَخذَ القَلبُ ولا رَدَّه يا ذا ديوان معزبنا مثل ديوان الاماره جَذَبني صَليلَ النِجِر وِدلالَن تِفوحَ بْهارَه ومن جنوب الأردن إلى شماله حيث سهل حوران جاءت الأغنية الشعبية «يا علا» متبوعة بـ «لوحي بطرف المنديل». بدأت «يا علا» بموال بصوت الموسيقي أحمد السيلاوي- الذي يعزف على اليرغول أيضا- ترحيبا بالحضور، وبإيقاعها الفرح: «يا علا يا لقطات السمسم يا علا خلو السمسم بجراسه، عالعين يا علا عالعين يا علا...»، ليدخل أعضاء فرقة «صوت الأردن للفنون الشعبية» من الرمثا بدبكاتهم وإيقاعاتهم التي نشرت الفرح في فضاء المسرح الشمالي، خاصة مع إيقاعات أغنية «لوحي بطرف المنديل» التي تبعتها. وحضر حفل افتتاح المهرجان عدد من الوزراء والأعيان والنواب والسفراء المعتمدين في الأردن وجمع غفير من محبي الموسيقى. فرحة افتتاح مهرجان جرش شارك فيها أيضا الفنان وائل الفشني والفنانة ميس حرب اللذان أطلا على الجمهور بغناء مشترك في أغنية «يا محلا الفسحة « من التراث المصري القديم، وقدمتها ميس حرب بصوتها الناعم ووائل الفشني بصوته العميق لتأتي الأغنية بتوليفه جديدة. وكان الناصر قد أعاد إحياء أغنية «يا محلا الفسحة» حين استمع لتسجيل لها في اللاذقية عندما كان يعمل على الموسيقى التصويرية لمسلسل «نهاية رجل شجاع» عام 1998 ، واستخدم ثيمات موسيقية من الأغنية وأعاد توزيعها في الموسيقى التصويرية البديعة، حيث شكلت موسيقى مسلسل «نهاية رجل شجاع» منعطفا في توجه وشكل الموسيقى التصويرية في الدراما السورية من بعدها، كما اشتهرت الأغنية من بعد المسلسل وغناها كثيرون. ومن مقطوعات الناصر جاءت «جرش» بمشاركة الفنان وائل الفشني الذي صدح بصوته العميق والمتميز بارتجالات وموالين هما «الكبر على مين» و»صبح الصباح» وأرسل سلامه لمصر من فضاء المسرح الشمالي في جرش. ومع فقرة أخرى من التراث جاءت «يا بنات المكلا» من تراث سهل حوران وغناها بشكل فردي خالد حداد قائد الجوقة الغنائية، تبعتها «معانية» والتي شارك فيها فرقة معان للفنون الشعبية بدبكتها وضربات الأقدام الموحدة. الختام كان مع صوت ميس حرب وأغنية «ما إنت روحي» للناصر والمعروفة لدى الجمهور والتي أدتها حرب بشكل جميل. شارك في العرض، الذي تولت «تجلّى للموسيقى والفنون» إدارة الإنتاج التنفيذي له كل من الموسيقيين: طارق الناصر (بيانو) نور الدين أبو حلتم (ناي) أمجد عبداللطيف من العراق (ساكسفون)، أحمد السيلاوي (غناء وكلارينت ويرغول)، حذيفة عبد القادر (قربة)، بالإضافة إلى الكمنجات من سوريا: رشيد هلال، ومهدي المهدي ومثنى علي، وعلى الكيبورد: إلين بندلي (كيبورد) بالإضافة إلى عمرو أبو خليف (إلكتريك جيتار)، وزاهر مدانات (بيس جيتار). الإيقاعات: علي دباغ (طبلة ورق وطار) وحسن أبو حماد (إيقاعات إلكترونية) ومصطفى رشيد (دي جمبة وطار وبنغز) وقيس الفارس (درامز) أما الجوقة الغنائية فكانت بقيادة خالد حداد وضمت كل من: خلدون حداد، راشد قندح، نورا الخوري، هلا شحاتيت، رمزي حداد، نتالي السمعان، رين البواب، عاصم صويلح ورند جريسات. هذا وكانت مجموعة «رم» طارق الناصر قد اختتمت فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في عامي 2000 و 2011. الموسيقار طارق الناصر عبر تأليفه وتوزيعه الموسيقى التصويرية للمسلسل السوري» نهاية رجل شجاع» عام 1998، اعتبر النقاد عمله الموسيقي هذا نقلة في صناعة الموسيقى التصويرية للدراما العربية خاصة في سوريا، ليكون بذلك أسس مدرسة جديدة اتبعها من بعده كثيرون، وانتشر اسمه بعد ذلك خاصة مع تأليفه وتوزيعه للعديد من المسلسلات المشهورة مثل «الكواسر» و»أخوة التراب» و»يوميات مدير عام» و»الملك فاروق» و»أبواب الغيم» وغيرها، وتعامل خلال مشواره مع الكثير من المخرجين منهم نجدة أنزور والراحل حاتم علي وهشام شربتجي. تاريخ الناصر حافل بتـأليف الموسيقى التصويرية وتوزيعها والتلحين، وقد حاز على الجائزة الذهبية لأفضل موسيقى تصويرية في مهرجان القاهرة للإعلام عام 2007 عن تأليف وتوزيع موسيقى مسلسل «الملك فاروق» ومسلسل «رسائل الحب والحرب». و»رم» هي مساحة موسيقية مستقلة للناصر ولمن يشارك في عروضها. تأسست المجموعة منذ أكثر من 24 عاما بجهد مشترك ما بين الموسيقار طارق الناصر والناشطة في المجال الثقافي ومؤسسة «تجلى للثقافة والفنون» رسل الناصر. ضمت «رم» في مشوارها أكثر من 200 موسيقي أردني وعربي ومن العالم، وهي تجربة ساهمت في تأسيس الحراك الموسيقي الحقيقي في الأردن، وساهمت بوجود فرق موسيقية مستقلة أصبح لها صيت في الوطن العربي. أطلت «رم» على تجارب موسيقية عالمية، من خلال مشاركات المجموعة التي وصلت إلى أكثر من 400 عرض في أكثر من 50 مدينة حول العالم عبر مشاركتها في مهرجانات محلية وعربية وعالمية ثقافية.
جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 29-07-2022 10:38 مساء
الزوار: 459 التعليقات: 0