شخصية ادبية استطاعت ان تخلد اسمها بحروف من ذهب في سجل الساحة الأدبية الجزائرية بفضل مؤلفاتها دقيقة المعنى وعميقة الرسالة وراقية الكلمات والاسلوب ببصمة ذكية تجذب القارئ وعشاق عالم الفكر والادب انها شخصية الكاتب ابن ولاية ميلة بالظبط بلدية اولاد خلوف ماجد عرعار من مواليد 10افريل 1994 صاحب القلم الحاد الذي يروض مابين سطور محتواه الادبي مبرزا الرسالة الموراد ايصالها للقراء . وفي مستهل حواره تحدث

عن رحلته الأدبية ومتى بدأت قال :
قصتي مع الادب والكتابة تستحق ان تكون احداث رواية عنوانها الكفاح ، هي عالمي الخاص وبقيمة حياة ، أتوه أحيانا لكني أعود لأحضان الأدب والكتابة ككلّ مرة وكأنها عائلتي رغم الظروف القاهرة طبعًا ، أما بالنسبة للمحيط العائلي فما عساي أقول سوى شكرا للمرأة التي لا تجيد الكتابة ولا القراءة لكنها جعلت مني ربما كاتبًا ، لان لقب كاتب مسؤولية عظيمة ليس كما يظنه البعض . عائلتي لا علاقة لها بالأدب لكنهم كانوا سندي الوحيد إن مال كتفي ، الحقيقة المرة انني في محيطي الاجتماعي لم اجد دعما وهذا ما جعلني في كلّ مرة يطوف اليأس حولي أزداد إرادة وعزيمة رغم انف الظروف ، كما أخصّ بالذّكر ظروف المهنة القاهرة والتي تمنعني من مزاولة الادب والكتابة لكني أبيت أن أنصاع واخضع للفشل بل كما يرى الجميع أني كافحت للوصول إلى ما أنا عليه الآن بتوفيق من الله عزّ وجلّ أولّا ثمّ عيوب المجتمع التّي شدّت جماح رغبتي في جلدها بالحرف والقلم .

ماهي أهمّ مؤلّفاتك الأدبية وما مضمون رسالتها ؟

أهمّ مؤلفاتي الأدبية هي كتاب تناهيد وجدانية ورواية المذكرّة السّوداء
بالنّسبة لمضمون كتاب تناهيد وجدانية والصادر عن دار المثقّف للنشر والتوزيع قبل عامين فينحصر في مجموعة من الخواطر متنوّعة المواضيع , تجمع بين جمالية النّص وبلاغة الرّسالة والهدف ، رتّبتها حسب طابعها إلى ثلاث فصول يجد فيها الإنسان القارئ والقارئ الإنسان نفسه ، ذاته ، هواجسه ، مشاكله ، أحلامه ، همومه وحتى طفولته ، وهنا طبعًا مزجت بين الألم والأمل معًا ، إذ تكلّمت في الفصل الاول والمعنون بتناهيد صارخة ، عمّا يعانيه المرء في مرحلة الشباب وما يتوجب عليه فعله سواء عاطفيا او اجتماعيا ، كما يعالج ما يمر به الشاب من ظروف ومعاناة تجعله يلجئ الى الوحدة والعزلة ، وتنتهي المواضيع المتطرق اليها بوصايا ، عبر وجرعات امل انطلاقا مما عشته .
أما الفصل الثاني فجاء بعنوان تناهيد خرساء ، تناولت فيه مواضيعا اجتماعية بالغة الاهمية ، اروي به احاديث عقلٍ وزفرات قلبٍ تلقنتها في مدرسة الحياة ، ومرايا تعكس خفايا ارواحٍ وهمسات أملٍ أبت أن تنطق فنثرتها حروفًا بين أسطره ، بحبرٍّ يرتشف من كلّ بصمة تركتها الحسرة على ما آل إليه مجتمعنا والذّب أصبح مسلمًا بالفطرة ، وتحاكي مواضيعه أمورًا إجتماعية واخرى دينية بطريقة واسلوبٍ خاص ، كنفاق البشر وهلاك الضّمائر ، كما يذّكرنا بالقبر وانّ الفناء مصيرنا لا محالة ، ويكشف للقناع عن شياطين الانس التي تلبس ثوب الملاك ، وخجل الشيطان مما يفعله الانسان .
أنهيته بفصلٍ ثالث حمل عنوان تناهيد منسية ، يزفّ في مواضيعه الكثير من الحب والألم معًا .، يروي قصتي مع العتمة وسبب اختياري لهذا اللقب " سيّد العتمة " .
أمّا بالنسبة لروايتي المذكّرة السوداء والصّادرة أيضا عن دار المثقف للنشر والتوزيع ، فعالجت في اسطرها 54 قضية إجتماعية ، حيث كان مضمونها مرآة عاكسة لواقع مجتمعنا الجزائري بمختلف قضاياه ومشاكله كما قدّمت بعض الحلول وان كانت بسيطة للقارئ ، هي عبارة عن قصّة إجتماعية وجمعٌ لروايات حقيقية عِدّة وقعت أحداثها على أرض الواقع ومع أشخاص حقيقيين جمعت مشاعرهم في فصولها ال 21 ، كما تركت بعض البعض منّي بين أسطرها ، ونثرت بأحرفها معاناتنا معًا ، هي نفسها أزمة ومزيجٌ بين الألم والأمل ، مزيجٌ من الأحاسيس المتناقضة تبحث عن لحظة صفاء ، يفصل فيها البطل " سراج" بينهما ، حيث يحتفظ بما يجب الاحتفاظ به ، ويرمي خلفه كلّ ما هو في غنًى عنه بين طيّات النّسيان ، ليبني حاضرًا جميلا ويرسم مستقبلا يعوّضه في كلّ ما مرّ به من مآسٍ ومحنٍ وحرمان .، وهذا ما يتوجّب علينا فعله جميعا لبناء حاضرٍ جميلٍ ورسم مستقبلٍ يُعوّضنا في كلّ ما مررنا به من مآسٍ ، محنٍ وحرمان .

ما هي مشاركاتك الادبية في المعارض و المسابقات والامسيات الشعرية ؟

في الحقيقة أنا لا أشارك كثيرا في الملتقيات الأدبية والجلسات الشعرية وهذا بحكم إرتباطي بالعمل وظروف المهنة ، لكنّي تشرّفت في العديد من المرات بالمشاركة بعض المعارض والملتقيات الأدبية الدّولية كالمعرض الدّولي للكتاب سيلا ، والمحليّة في رحاب بعض الجمعيات والأندية الأدبية وحتى المجموعات الشبانية .
أخصّ بالذّكر مجموعة رسالة نور لواقع أجمل في مناسبتين بالعاصمة ومدينة تيزي وزو ، حيث أقامت هاته المجموعة الشبانية التي تستحق لقب مجموعة الأبطال بعض المعارض للكتاب والفنون التشكيلية وجلسة بيع بالتوقيع لكتابنا الصاعدين وأمسيات شعرية تزيّنت بقصائد شعراء ونصوص كُتّاب المستقبل .
عائلتي الثانية نادي أولاد أخلوف تقرا في العديد من المناسبات الثقافية والتاريخة وحتى الأعمال الخيرية التطوّعية ، حيث برهننا للجميع أنّ تلك اللحمة وروح الكفاح هي نبع الإبداع والرّقي الفكري ، كما يُعدّ هذا النّادي بصيص أملٍ لبلديتنا التي تفتقر إلى كذا نشاطات أدبية وثقافية ، ومن هذا المنبر أقدّم كلّ الشّكر وكلّ تحايا الودّ والإحترام إلى كلّ أعضائه .
نادي بوقرّانة تقرأ في مناسبة اليوم الوطني للشهيد ، حيث شاركت في جلسة بيع بالتوقيع والإهداء وأمسية شعرية شارك فيها أسياد الحرف والقافية من أبناء ولايتي على غرار الشاعر القدوة كمال طويوي ، الشّاعر جمال بعلي ، الشّاعر عادل بوسجرة والشاعرة رتيبة لطرش .
تعاملت مع احدى الجمعيات الثقافة بمدينة الورود بمناسبة الأسبوع الثقافي ، 

ماهي أهمّ إنجازاتك المحقّقة الي اليوم ؟

أهمّ الإنجازات المحققة بالنّسبة لي هي عودتي إلى عالم الكتابة بعد ركودٍ دام سبع سنوات بسبب المهنة طبعا ، ونشر مؤلفي الأول والمعنون بتناهيد وجدانية عام 2020 ، ثمّ رواية المذكّرة السوداء صيف العام الماضي ، وهنا ربحت التحديات التي خضتها مع نفسي وأهل القلم وأسياد الحرف حين وُفِّقت في إثبات حقيقة أن كاتب الخواطر بإمكانه إتقان باقي الأجناس الأدبية والعكس غير صحيح ، وأنّ أيّ نصٍّ يحمل ويزفّ هدفًا أو رسالة نبيلة يُعدّ أدبًا .
وكي لا أنسى مشاركتي هذا العام في المعرض الدّولي للكتاب سيلا برواية المذكّرة السّوداء كأوّل مشاركة لي والتّي كانت حلم الصّبى ، وتوفيقي في نشر أصوات الأرواح الضعيفة التي لا جهد لها سوى الدّعاء والصّبر والأنين في صمت .

ما هي أهدافك ومشاريعك المستقبلية ؟

عند الحديث عن أهدافي المستقبليّة فكلّنا نطمح للوصول إلى هدفٍ ما ، يختلف بإختلاف الاشخاص والشخصيات ، أما عن المشاريع فستصدر الطبعة الثانية لكتاب تناهيد وجدانية وكما ذكرت سابقا بأنها ستكون بوجه مغاير تماما للطبعة الأولى ثم الطّبعة الثانية والمنقّحة لرواية المذكرة السّوداء ، ومؤلفين آخرين ذكرت عنوان أحدهما ونشرت غلافه المقترح في مواقع التواصل الإجتماعي حيث سيحمل عنوان ( رسائل ما بعد منتصف الليل ) ، ويتميّز بكونه بمثابة جزء ثانٍ لكتاب تناهيد وجدانية ، يحمل بين صفحاته نصوصا نثرية تعالج بعض القضايا الإجتماعية ، الدّينية وحتى العاطفية ، وقدّمت في معانيه بعض النّصائح والوصايا إنطلاقا ممّا عشته وما مررت به ، أما المؤلف الثّاني فلا يسعني سوى القول أنّه سيكون مفاجأة لقرّائي الأعزاء في ظهوري بقالبٍ أدبي جديد بحول الله تعالى .

كلمة أخيرة ..

أولا أتقدّم بجزيل الشّكر لك مرّة أخرى شقيقتي مليكة زاهي التي القبها بالصحفية المحنكة على هاته المقابلة الثانية والتي تشرّفت وسررت كثيرا بها ، كما أتمنى لك دوام التألق والتّوفيق لأنّك تستحقّين ذلك حقًا .
شكرا لعيوب المجتمع التي جعلت مني كاتبا يجلدها بالحرف والقلم ولتلك المرأة التي لا تجيد الكتابة ولا القراءة لكنها جعلت مني كاتبا ( غاليتي أمّي ) كما لا أنسى الصديقة الرائعة أميمة ثامر والتي قدّمت لي دعما معنويا وماديا عظيما كما شدّت جماح رغبتي في العودة إلى الكتابة وأشرفت شخصيا على دعمي في تدقيق ونشر الطبعتين الثانيتين لكتاب تناهيد وجدانية ورواية المذكرة السوداء .. شكرا بحجم السماء
و أود القول .. المجد لنفسي لأنّي وحدي من عشت تلك المواقف التّي كادت أن تهزمني لكنّها لم تفعل ، بل جعلت منّي أقوى ، أعلم وأدرى .

            مليكــــة زاهــــــــي 
نائب رئيس تحرير المكلف بشؤون الجزائر