عمر أبو الهيجاء دأب «بيت الشعر» بمدينة المفرق على استضافة شعراء من كافة المدن الأردنية بحثا عن الأصوات الشعرية الجادة، حيث استضاف مساء أول أمس، الشاعرين: أحمد مرضي وسلطان الركيبات من مدينة العقبة ثغر الأردن الباسم في أمسية شعرية أدارها الزميل الشاعر والإعلامي عمر أبو الهيجاء بحضور مدير البيت السيد فيصل السرحان وبحضور لافت من المثقفين والمهتمين. أبو الهيجاء بداية قال: بيت الشعر بمدينة عمل مديره السرحان منذ تأسيسه قبل سبع سنوات على نهج متميز في استقطاب كافة الشعراء المميزين في المشهد الشعري العربي، إلى جانب البحث الدؤوب عن الأصوات والمواهب الشعرية الجديد وإشراكها مع الشعراء المكرسين، وكذلك عقد الندوات النقدية التي تعنى بالشعر وقضاياه. إلى ذلك استهلال القراءة الأولى كانت للشاعر أحمد مرضي صاحب ديوان «عندما احمرت خدود الياسمين» فقرأ مجموعة من القصائد اشتبكت مع الهم الإنساني التي لا تخلو من السخرية السوداء والنقد اللاذع لواقع مرير، و كما استحضر الموروث الديني في قصيدة «عائشة» مسقطا مضامين هذه الموجعة على المعطي اليومي، مرضي شاعر يجيد الرقص على حبال القصيدة بالعذاب وتباريح قلب ملتاع. من قصيدته «نحت» نقتطف منها: «هذي المَحَبَّةُ لا فوقٌ ولا تَحْتُ/ فما تعذَّبتُ في يومٍ ولا ارتحْتُ/ تَمُدُّ لي طرفَها شوقًا وتُمسِكُهُ/ نِدَّانِ في مٌقلتيها الجُودُ والسُّحْتُ/ تُفشي لعينِي حديثًا وهْيَ صامِتَةٌ/ كما يُحَدِّثُ عن أخبارِهِ النَّحْتُ/ ولستُ أَذكرُ أنِّي في مغازلةٍ/ أَمعَنتُ في فَهمِ عينيها فأفلَحْتُ/ وقد تصفَّحتُ ماضينا على مَهَلٍ/ فلَمْ أجدْ متعةً فيما تصفَّحْتُ/ كأنَّها درسُ فيزياءٍ معقَّدةٍ/ وفي هواها احتمالٌ واحدٌ بَحْتُ/ وإنِّني شاعرٌ لَمْ أخشَ لائمةً/ إنْ قلتُ قلتُ وإنْ صَرَّحْتُ صَرَّحْتُ/ وما تَزَحزَحَ شِعري قيدَ قافيةٍ/ عن مَذْهبِ الحُبِّ يومًا أو تَزَحْزَحْتُ». إلى ذلك الشاعر سلطان الركيبات صاحب ديوان «باب النجار مخلّع» الذي استقاه من الأمثال الشعبية، قرأ جملة من القصائد محكمة البناء اعتمد فيها التناصات الدينية والتاريخية التي منحت النصوص بعدا فنيا ومعرفيا حيث عاين منازل الروح في البلاد العربية الممزقة والأكثر تشظيا. من قصيدته السردية «القبر» نختار منها: «يصحو الصُّبحُ قُبيلَ الظُّهر/ والشَّمسُ تغيبُ مِنَ العَصرِ/ ونجومُ اللَّيلِ قَدِ انطفأتْ/ واعتزلتْ حفلاتِ السَّهر/ والبدرُ مِنَ المغربِ يغفو/ -إن جاءَ- بمنتصفِ الشَّهر/ والغيمُ تَحجَّرَ في الأعلى/ إذ نَفِدتْ قطراتُ المَطَرِ/ عمَّ الدِّيجورُ على الدُّنيا/ وتوارى النُّورُ عَنِ النَّظَر/ ما عادَ الدِّيكُ يُؤذنُ في/ أسماعِ القريةِ في الفجرِ/ وربيعٌ تطردُ خضرتُهُ/ الصُّفرةَ من ورقِ الشَّجَرِ/ قصَّ البُستانُ خَمائلِهُ/ جفَّ نَدى الصُّبحِ مِنَ الزَّهر».ِ
جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 23-09-2022 10:27 مساء
الزوار: 666 التعليقات: 0