المكتبة الوطنية إشهار ديوان «يهزني الشوق» للشاعر عبد الرحمن المبيضين
عرار:
نضال برقان وقّع الشاعر عبد الرحمن المبيضين ديوانه الجديد «يهزني الشوق»، يوم الأحد الماضي، في المكتبة الوطنية، خلال حفل رعاه الدكتور صلاح جرار، وشارك فيه الناقد الدكتور عدنان حسونة، فيما أدارت مفرداته الكاتبة الدكتورة شيرين العواملة. وقال الدكتور صلاح جرار إن دواوين الشاعر المبيضين تحمل من رسائل لا يمكن فصلها عن الأدب والفن، معتبرا أن الفن من غير رسالة فارغ من المضمون، «إذ لا يمكن قراءة شعر لا معنى فيه»، مشيراً إلى أن وجود شكل فني مناسب يتطلب مضمونًا يحمل رسالة، ولا يمكن الفصل بين الفن والمضمون لتحقيق ما يخدم القضية التي يطرحها الأديب. وبيّن د. جرار أن «قصائد هذا الديوان منخرطة بالواقع بحرارة وحميمية، وكأن الشاعر المبيضين يقول لنا إن للشعر وظيفته ورسالته لمعالجة قضايا الواقع والمحيط، فقد خصص عددا غير قليل من قصائد الديوان للحديث عن أسرته الصغيرة، كما خصص بعض القصائد للحديث عن قريته (الثنية)، كما تغنى بمدينته (الكرك)، وعندما تغنى بالأردن وقف عند كثير من تفاصيله، فتحدث عن مئوية الدولة وعن الدفاع المدني والقوات المسلحة وعن المتقاعدين. وبسبب انشغاله بالواقع المحلي خصص عددا من قصائده لوباء كورونا، كما لم يغفل المناسبات الوطنية في قصائده». تاليا قدّم الناقد الدكتور عدنان حسونة، ورقة نقدية حول الديوان الجديد، الذي صدر حديثا عن دار «كفاءة المعرفة»، أشاد بها بالتنوع الذي جمعه الكتاب بين التغني في الوطن بمواقعه ووقائعه، والتحليق بالشعر الذي يتناول المجتمع بقضاياه وتحدياته، إلى جانب الشعر القومي، والمدائح النبوية، وشعر المناسبات. وقال د. حسونة إن قصائد الديوان ينتظمها محوران إيجابيان وركيزتان أساسيتان للشعر الذي أراد أن يكتب له الخلود وهما: الالتزام والحلم، فالالتزام هو ما يطبع أغلب قصائده ومسكون بهموم ومشكلات وطنية والآمال والتحديات التي تواجه امته. وتحدث عن صراحة الشاعر وعفويته وتلقائيته في كتابة قصائده ناهيك عن المباشرة في كتابة قصائده والإيحاء وتضمين الصور الشعرية والأخيلة والأساليب البنائية الرائعة مع التقليل من المباشرة والحرص على تمثيل الإيحاء. وقال المبيضين إن قصائده تترجم مشاعره الداخلية فتبعث فيه الأمل مستذكراً الأحداث والمناسبات والمواقف التي مرت وقرأ عدد من قصائد ديوانه منها « قهر وجهل، أعطني سيفاً وحبراً، الناجحون، سراب، معاناة (نحن وكورونا)، ماذا أقول وكل الربع». ومن أجواء الديوان نقرأ من قصيدة (هو الرحمن): «لغير الله لم أرفع سؤالا/ ولا أرجو من الناس النوالا/ وأرجو الله أن أبقى سليما/ أقول الشعر أرتجل ارتجالا/ فأشعل نار قلبي حين تخبو/ أقول الحق لا أخفي مقالا/ فإن الشعر إحساس رقيق/ وخير الشعر في ربّي تعالى..». وفي قصيدة أخرى بعنوان «إلى المتنبي في زمن الكورونا» يقول: «الخيل والليل ولّتْ لم تعد تُرَمُ/ والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ/ فاليوم يلعب فيروس بديرتنا/ قد أنهك الناس فالأبطال تنهزم/ ما عاد للسيف دور كي نلوذ به/ أو عاد للرمح أدوار فينتقم/ حتى القراطيس ما عدنا نطالعها/ قد جفت الصحف لا حبر ولا قلم..».