«مكتبجي» مؤسسة شبابية ثقافية تسعى إلى «صناعة قارئ مثقف»
عرار:
نضال برقان
مؤسسة مكتبجي شبابية ثقافية، تسعى إلى «صناعة قارئ مثقف»، تلك هي مؤسسة الوراقون الثقافية «مكتبجي»، التي تجتهد في سبيل تغيير جودة القراءة والارتقاء بنوعية القرّاء، من خلال عقد جلسات نقاشية ومحاضرات توعوية، بالإضافة إلى الأمسيات الشعرية والندوات العلمية، والصالونات الأدبية، وورش عمل في الفلسفة والفكر، وتقدم للقارئ مكتبة رقمية آمنة عبر قناتها على التيليجرام، إضافة إلى إقامتها معارض كتب ورحلات ثقافية. «الدستور» التقت بسامر أمين/ مدير عام المؤسسة، وسألته عن فكرة المؤسسة وتأسيسها، فقال: «جاءت الفكرة من خلال انخراطي بالساحة الثقافية في الأردن فكانت معظم المبادرات والمؤسسات تسعى للتشجيع على القراءة -أيا كانت- وزيادة القراء، وهذا أمر جيد، ولكن ما لاحظته أصبح الأمر ينصب بالكمية لا النوعية.. وأصبح الأمر بأن هنالك عددًا كبيرًا من القراء ولكن لاتوجد مخرجات لهم أو أثر، بعيدا عن نوعية الكتب التي تقرأ وطريقة القراءة ذاتها، فما كان مني إلا أن اتحرك نحو بادرة مختلفة قليلا تعمل على تحسين نوعية القارء ورفع جودة القراءة والكتب». وسألته: لديكم العديد من المشاريع القائمين عليها، وكان آخر مشروع هو «مشروع مكتبجي لإحياء الأدب الأردني»، كيف جاءت الفكرة؟ فقال سامر: «جاءتْ فكرة تسليط الضّوء على الأدب الأردنيّ، روّاده ومعاصريه، من مناقشات تديرُها جهات تُعنى بالقراءة وجلّ تركيزها كان إمّا على الأدب المترجم عمومًا وإمّا المعروف من الأدب العربيّ؛ فاتّخذت مؤسسة مكتبجي فكرة القيام بمناقشات لكنها تخدم بالدّرجة الأولى الأدب الأردنيّ وتعيد تقديم قديمه وجديده، وسبب آخر كان بعد القيام باستطلاع عن كبار أدباء الأردن، فنتائجه كانت مقلقة في جهلهم بها. فكان أوّل ما ناقشناه (قامات الزّبد) لإلياس فركوح، ثم أعدنا التجربة مع (القطّ الذي علّمني الطّيران) لهاشم غرايبة، وخضنا بتجارب مع أقلام شبابية، فكان (قابض الرّمل) لعمر خليفة و(الماتريوشكا) لسوار صبيحي. وكنا نحرص في المشروع على أن نجمع بين قراءة للمؤسسين والرواد والمعاصرين وأقلام الشباب؛ لنُلم المشهد الثقافي الأردني بين قديمه وحديثه ومعاصره». تاليا سألناه: حين قررتم القيام بهذا المشروع ما السؤال الذي كان يَلُح عليكم؟، قال: «كان سؤال يراودنا دائمًا: من سينقل شعلة الأدب الأردنيّ إلى الجيل الحاليّ والأجيال القادمة؟؟ ولا نجد إجابة، فما كان علينا إلا أن نكون نحن الإجابة. وأضاف: «من يتتبّع مسيرة الأدب الأردنيّ على مرّ السّنين وحتّى الآن يدرك انعكاسات الإبداع في إنتاج أدب الأردنيّين، ورغم ذلك، ظلّ شيءٌ من الأدب الأردنيّ مخفيًّا عن القارئ العاديّ؛ فمعظم ما توصّل إليه المبدعون الأردنيّون في الساحة الأدبية لم يعرفه أكثر القرّاء في المحيط نفسه وذلك لعدّة أسباب أهمّها أنّ الإعلام حتى الآن لم يضمّ فكرة قوية تُخرج الأدب الأردنيّ إلى القرّاء بشكل حقيقي، فلذلك سيكون هذا المشروع مشروعًا طويلًا قد يكون سنة أو يمتد لربع عقد».