رأى  أستاذ النقد الأدبي والبلاغة، بجامعة الزقازيق د. الجيار أن الفحماوي قاص مبدع، أكثر مما هو روائي، حتى أن أسلوب الكتابة القصصية يطغى على أعمالك الروائية، بحيث تبدو وكأنها قصص قصيرة مترابطة بطريقة ما.. وهذا هو أسلوب الرواية الحديثة، معلقا على رواية (الإسكندرية 2050) .
وأشار إلى أن الرواية تنتمي إلى روايات الخيال علمي رسمت حلما منفلتا من منطق الواقع، ولكن الروائي هنا جعل الخيال العلمي أكثر منطقية، فجاء مفارقا للصورة التقليدية المعروفة لرواية الخيال العلمي، دون أن تنزلق إلى منطقة الخيال العلمي تماما. كما تتميز الرواية بالقدرة على التعبير عن الأجيال البشرية الثلاثة ممثلة في الجد والأب والحفيد.
من جهته قال د.إبراهيم الحمد من العراق أن «الفضاء الروائي يبدأ في رواية «قصة عشق كنعانية» من مكان أثري هو ((المغارة الغائرة في أعماق التاريخ السحيق) أو منطقة الأحفورات في الزمن الراهن, وينطلق إلى عالم الأسطورة والتاريخ الكنعاني الضارب في القدم.
وبين أن  الكاتب فحماوي استخدم فضاء العتبة النصية (التصدير) في هذه الرواية, لإعطاء قضيته وروايته بعدا انسانيا, اذا يصدر روايته, بمقولات من مثل: (الأمم مثل الروايات, تفقد جذورها في خضم الزمان وأساطيره, ولا تستعيد افقها إلا في الخيال.. الأمم عبارة عن سرد للتاريخ)، للكاتب هومي بابا - كتاب (اختلاق إسرائيل القديمة, إسكات التاريخ الفلسطيني).
ورأى الحمد أن «البعد الإنساني في هذه الرواية, هو البعد الأكثر ظهورا وتجليا فيها, والكاتب حين يرسم معالم العالم الجديد, جيل كنعان الأخضر يتساءل: هل ينجح جيل كنعان الأخضر في لي أذرعة شرور الإنسان ضد أخيه الانسان ؟)),وكنعان الذي يمثل باكورة الجيل الأخضر, فرح بما هو عليه, اذ نجده يقول: ((انا سعيد بكوني من جيل أخضر رائد على سطح الأرض. ليس لوني هو المميز فقط, بل الشكل والمضمون, والأهداف الإنسانية التي تغيرت)).
في كلمة قدمها الكاتب في ورقة بعنوان: «الكتابة على صفيح ساخن» أشعر أنني أكتب على سطح صفيح ساخن، وفي هذه العجالة من الوقت، أستطيع أن أدعي أن تجربتي الروائية قد تأثرت بالدراما التي تعلمتها من المسرح، إذ أنني درست المسرح منذ سوفوكليسويويبيدس وأريستوفان، مروراً بموليير وشكسبير وحتى آرثر ميلر، وحضرت كثيراً من المسرحيات في مسرح الروسي، ومسارح برادوي في نيويورك وقرأت المسرح العربي الحديث، ولهذا جاء أسلوبي الروائي مبنياً على أسس دراماتيكية، فيها الشد والإثارة والغرابة، إذتبتدئ روايتي السابعة، والتي لم تصدر بعد بعنوان ( على باب الهوى ) بعبارة « في هذا الطريق يكمن الجنون « !
ولقد تأثرت بأدبنا العربي خاصة (ألف ليلة وليلة ) والتي أعدها رواية أصيلة بكل معنى الكلمة، ذلك لأنها تبتدئ بعبارة شهرزاد : « مارأيك يأبي أن، تزوجني إياه، فإما أن أكون فداءً لك، أو أكون فداء لبنات جنسي ؟ وتنتهي الرواية بزيارة أبيها للملك شهريار، فيجدها قد أنجبت ثلاثة أطفال ضمن أسرة سعيدة . هذه الرواية تعلم منها معظم الروائيين في العالم، وأخص منهم العرب، ولا شك أن من سبقني من الروائيين العرب، الذين لا مجال لذكرهم في هذه العجالة مثل جبران خليل جبران، وتوفيق الحكيم، وحنا مينا، وأمين معلوف، ونجيب محفوظ، وغالب هلسا، وإميل حبيبي، وغسان كنفاني، وغيرهم كثر، قد أثرو في معرفتي وأسلوبي الروائي، وأما عن تأثيري بماركيز ورفاقه اللاتينيين، وهمنجواي وتوني موريسون، فهو لايقل عن تأثيري بتولستولي وديستويفسكي ومكسيم جوركي وغوغل، مروراً بأدب الياباني ياسوناري كاواباتا، وغيرهم وغيرهم .
وأجدني أضمن في رواياتي الخرافية التي نعرفها شعبياً، وذلك يتضح في خرافية ( الغول)لآ في روايتي (عذبة)، ولا تخلو رواية لي من الحكايات الكثيرة، ومقتطفات من الشعر، لدرجة أن بعض النقاد اعتقدوا أن النصوص الشعرية في روايتي (قصة عشق كنعانية) هي وثائق شعرية كنعانية أصلية .
يهمني بساطة السرد في الرواية وذلك لأقدم رسالة واضحة للقارئ، الذي أشعر أنه شريك في صنع الرواية إذ يتخيل أحداثها بطريقته الفنية الخاصة، ولايمكن أن يتم التواصل بين الكاتب والقارئ إلا بوضوح الرؤيا في نص بسيط واضح المعالم، بما يتضمنه من غموض فني جميل يشبع الضباب الخريفي فوق غابات عجلون الجميلة .
وأجدني أهتم بجمالية اللغة العربية التي أعتقد أنها أجمل لغات العالم، وذلك بقدرتها على توصيل مشاعر البلاغة والمجاز والخيال والفكرة، وقواعد اللغة، فمثلاً كلمات (أنت أنتما أنتم أنت أنتما أنتن) والتي تقابلها في اللغة الإنجليزية you وحدها فتعجز عن تمييز الوصف السردي بين الذكر والأنثى والمفرد والجمع، وفي هذا الصدد أهتم بعدم الفذلكة التي تعقد اللغة العربية .