وأشارت الشاعرة مي الأعرج مقدمة الحفل إلى الإنجازات العظيمة للأم والصديقة الأديبة فاتن أبو شرخ.
وبدورها، فقد شكرت الأديبة أبو شرخ ذاكرة الوطن المكتبة الوطنية ممثلة برئيسها الدكتور نضال العياصرة، كما شكرت الحضور على محبتهم لها.. قائلة : على صراط الإبداع نلتقي هنا من مكان الضيافة من المكتبة الوطنية بقيادة صديق الجميع الدكتور نضال العياصرة.. ذاكرة تميز وتفوق.

و تحدّث المواج عن الأساليب اللغوية المختلفة التي استخدمتها الكاتبة في طرح نصوصها، وعن تميزها في طرح اللغة بما يتناسب والمضمون الأدبي، حيث قال : تتكئ فاتن على معجم لغوي دافئ وعلى مخيلة خصبة وعلى عمق فلسفي واضح.
وقال: إن فاتن قدّت قميص اللغة وهي تنفتح على شلال لغوي من الجمال في التعبير والبناء فيصبح الحرف حكاية غواية وتفتح الكلمة ذراعيها لتحتضن الذائقة السمعية فكانت فاتن في نصوصها دافئة كموقد حارّة كصفيح في يوم صيفيّ حارّ صامتة كتمثال ساكنة كحجر في قاع بئر مشعّة كنجمة متوقدة حزينة كبينلوب في انتظار غائبها ذكية كلاعبة شطرنج تستدرج المعنى إلى مخبأ لغتها وأبجديتها تغري المتلقي بالقراءة تباغت القارئ تشد أوصاله تهزه حتى تحدث تلك الدهشة المقصودة فيه وتسقيه المعنى ممتزجاً باللذة الشعورية.

أما الشاعر الصمادي فقد قدّم إضاءة فنية عن محتوى الكتاب، ورؤيته الفنية.
وقال : اليوم نجلس قبالة إدب جميل، مواجهين لذاكرة الصلصال الأبيض في الإنسان، أمام صدق النية وبياض العاطفة ونقاء الروح.. نتطلع إلى فاتن الإنسانة قبل الأديبة.. وكلاهما يسير على نهج واحد ولا يمكننا أن نفصل بين فاتن الأمسيات الثقافية، أو بين فاتن والنص الأدبي العالي.
إن فاتن لا تكتب كالجميع، فهي مائزة ماتعة في كل سطر وفي كل فقرة وفي كل نص تقدمه. فهي تقدّم الأدب على ثلاثة طرائق، وكل طريقة لها بصمتها الخاصة.
هي تكتب أولاً للجميع حيث يقرأ الجميع الأدب من صفحتها بعين القارئ المتذوق، ثم تأتي إلى إدب الخصوص وتمدّها بشيء من الرمز، ثم تأتي لأهل الدرس وتضع لهم مفاتيح الأفضل لهم ألا يتربوا منها.. لأنك كلما اقتربتَ من الفكرة كلما اقتربتَ من الوجع أكثر. ولا قيمة للأدب إن لم يلامس الوجع كما يلامس الحب فيك. ففاتن أبو شرخ تكتب بعاطفة حقيقية تسير مع الوضع كتفاً بكتف، كتفا متحركاً قوياً بكتفٍ ساكنٍ يومي العاطفة قوية تدفق من القلب.. وطالما كانت اللغة قائمة على حركاتها قبل أن تقوم على ألفاظها.

و تحدّث الأستاذ حسان المجالي بكلمة فريق قامات ومنارات أدبية، حيث أثنى على الجهود التي تبذلها فاتن للأدب والأدباء، وبارك لها بولادة مولودها “صلصال أبيض” مؤكداً دعمه الدائم للثقافة والمثقفين.

كما تحدّثت الشاعرة إسراء حيدر محمود بكلمة عن فريقها شذا الروح مرحبةً بالضيوف.

وتحدثت عن مسيرة فاتن مذ عرَفَتها، وقالت إنها صاحبة حضور مميز معطاءة محبة للجميع تساند كل من احتاج لها وتقدم لهم يد العون والنصح الإرشاد.
وباركت لها بولادة مولودها الثاني ” صلصال أبيض” وتمنت لها مزيداً من النجاحات.

من جانبه، فقد هنأ مدير المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة المرأة بيومها العالمي وقال إن الاحتفال بالمرأة ليس يوماً وإنما في كل يوم، فهو يوم للأم والأخت والزوجة والابنة، متمنياً لهن الصحة والعافية.
وشكر الحضور على تشريفهم وحضورهم ومساندتم لفعاليات ذاكرة الوطن وضمير الأمة.
كما أنه هنأ الأديبة أبو شرخ على ولادة مولودها الثاني مع أمنياته لها بمزيد من التقدم والنجاح.

وأما الأديب جروان المعاني فقد هنأ الأديبة فاتن باسمه وباسم منتدى الجياد على هذا المولود مثنياً على ما قدّمت للثقافة والمثقفين، متمنياً لها مزيداً من النجاح.

هذا وقد قدّم المتحدّثون شكرهم للمكتبة الوطنية ولمديرها الدكتور نضال العياصرة للدور البارز الجهود الواضحة في تعزيز الحراك الثقافي الأردني ورعاية الأدب والأديب العربي والأردني على حد سواء.

واختُتِم الحفل بقراءة لبعض النصوص من كتاب ” صلصال أبيض” قدّمتها الأديبة فاتن أبو شرخ.
وحضر الحفل حشد من الأدباء والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي