في كل دورة جديدة يحتل «بيغ باد وولف»، مكانة مميزة وراسخة بين معارض الكتب الكبيرة التي تقام في الدولة مثل «الشارقة الدولي للكتاب»، و«أبوظبي الدولي للكتاب»، حيث أصبح من المنصات المهمة، خاصة أن هذا المعرض له سمعة كبيرة في العالم؛ إذ يتنقل بين الدول والعواصم العالمية، حيث أقيم في عدة مدن مثل: جاكرتا ومانيلا وسيبو وكولومبو وبانكوك وتايبيه وأخيراً دبي، ولم يكتفِ مؤسسو المعرض بهذا الصدى الكبير والشهرة الواسعة، بل يعملون كذلك على التوسع ليشمل مدناً إفريقية إلى جانب عواصم عدة في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يعني نجاح فكرة المعرض الذي يهدف إلى التشجيع على القراءة والحصول على الكتب بأسعار رمزية ومناسبة.

امتلأت الصالة الكبيرة في «استوديوهات دبي»، بالكتب في شتى المجالات من أدب وعلوم وهندسة وفلسفة، وكانت الغلبة لمؤلفات الأطفال التي جاءت في صيغ مختلفة، فهناك القصص المصورة، والمؤلفات ثلاثية الأبعاد، إلى جانب كتب «المانغا»، وتلك المصنوعة من الكرتون والورق المقوّى، والألعاب الذهنية، وشكلت مؤلفات الخيال العلمي حضوراً مميزاً، إلى جانب كتب التنمية البشرية والفكر وعلم النفس والسياسة، وإصدارات متخصصة في التلوين والمسابقات، ويضم المعرض كذلك كتباً متخصصة في فنون الطبخ، وقسماً للمؤلفات الأدبية تضم أعمالاً لكبار الروائيين حول العالم، إضافة إلى مؤلفات في الاقتصاد والأعمال، وأخرى تتحدث عن تجارب كثير من الدول في النمو، وهنالك كتب الخيال وروايات الفنتازيا والقصص البوليسية، مع وجود أقسام متخصصة في عرض وبيع أعلى الكتب مبيعاً، و«10 مؤلفات في القمة»، و«مختارات لكتب نادرة»، و«أرخص الإصدارات»، بجوار الكتب الإلكترونية، وقسم للألعاب والهدايا للصغار، ومساحة للمؤلفات المتخصصة في الحرف والهوايات، وأخرى لكتب الموسيقى والأفلام، وإلى جانب عرض المؤلفات والإصدارات، هناك مسابقة يحصل الفائز فيها على حسم إضافي في قيمة الكتب التي يقوم بشرائها.

التنظيم داخل «استوديوهات دبي»، جاء بصورة أكثر من رائعة، فإلى جانب القاعة الرئيسة التي تعرض فيها الكتب، هناك مكاتب للاستعلامات والاستفسارات، إضافة إلى منظمين يتوزعون في أنحاء الصالة المختلفة، مع ممرات واسعة يتجول فيها المشترون، وحتى يتم تسهيل عملية الشراء فإن الاستفسار عن الأسعار يتم عبر «قارئ الباركورد»، مع وجود لافتات توضيحية، فوجود كل هذه الكتب في صالة واحدة سهّل كثيراً من تجوال الجمهور والبيع والشراء، وشهد اليوم الأول للمعرض إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور، خاصة من قبل النساء والأطفال، حيث يمني الجميع أنفسهم بحصيلة جيدة من الكتب التي توفرها المنصة الأرخص في العالم.

مؤلفات خاصة

بعض المؤلفات عرضت داخل القاعة بطريقة خاصة ومميزة، حيث وضعت ملصقات بأغلفة الكتب على لوح في واجهة مدخل المعرض، وهي كتب لمؤلفين عرب ومن مختلف أنحاء العالم في تخصصات مختلفة، كما أن هناك إصدارات ومراجع أخرى تتناول سيرة شيوخ وقادة الدولة الكرام، حيث تتوفر كتب عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد بن مكتوم آل مكتوم، إضافة إلى مؤلفات تحكي تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فضلاً عن مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهناك عدد من الإصدارات المهمة الأخرى التي تتناول معالم المدن الإماراتية مثل كتاب «الأطلس البيئي لإمارة أبوظبي»، وهو من إصدارات هيئة البيئة في أبوظبي، وتضمن المعرض كذلك إصدارات متنوعة حافلة بمفردات ومضامين ثقافات العالم المتنوعة مكرساً أهمية ومكانة دبي بوصفها ملتقى للحضارات والفكر والتسامح والانفتاح.

أجيال

وتشهد دورة هذا العام من المعرض توسعاً في المؤلفات والكتب الصادرة باللغة العربية، ويلاحظ انتشار المؤلفات الإماراتية، للعديد من الكتّاب من أجيال الرواد والشباب على مستويات الكتابة الإبداعية المختلفة، إضافة إلى الكثير من المؤلفات والمراجع في شتى المجالات، مما جعل المحتوى العربي يظهر بصورة زاهية، فهنالك مؤلفات الأطفال المتنوعة، ولعل اللافت وجود مؤلفات متخصصة لعدد من أقطاب التصوف العرب والمسلمين، مثل جلال الدين الرومي وأبو حامد الغزالي. الخليج