النجار ترعى حفلا موسيقيا أوبراليا بقيادة المايسترو «ريكاردو موتي»
عرار:
جرش - ياسر العبادي أعربت وزيرة الثقافة هيفاء النجار عن امتنانها الكبير للمايسترو العالمي الإيطالي ريكاردو موتي وفرقته الموسيقيّة، في ختام حفله الذي أحياه مساء الأحد الماضي على المدرج الجنوبي للمدينة الأثريّة بجرش، مؤكّدةً باسم الفنّ الأردني وطاقم الوزارة، أنّها لحظات رائعة في جرش الحضارة والفن، أن يصدح على مسرحها العابق بالتاريخ فنان مبدع يعكس حضوره أنّ الأردن سيظلّ دائمًا مركزًا للإنسانيّة والصداقة، وهو العنوان الذي يستضاف فيه الفنان ريكاردو بتنظيم من منتدى التعاون الأردني الإيطالي تحت عنوان «طريق الصداقة». وأثنت النجار على الأصوات الأردنيّة المشاركة التي قدّمت ما يليق من إبداعات بمجاورة الفنان ريكاردو، مشيدةً بأداء الفنانة زين عوض والفنان عدي النبر والفنانين السوريين ميرنا قسيس ورزق البيطار. وقال وزير السياحة والآثار مكرم القيسي إنّ الحفل بأجوائه الرائعة يعيدنا إلى آلاف السنين من عمر مدينة جرش وحضارتها العريقة، مؤكّدًا عظمة المدينة الإيطاليّة والأردنيّة، ممثلتين بمدينتي رافينا وجرش، وأعرب القيسي عن شكره لما قدّمته الأوركسترا من نشاط مميز يعتبر مكسبًا للفن والإبداع، من خلال الموسيقى الإيطاليّة العالميّة. وكرّمت النجار والقيسي، الفنان ريكاردو بهدايا تذكاريّة فنيّة، كما تمّ تكريم الفنانين المشاركين ورئيسة منتدى التعاون الأردني الإيطالي شرمين الدجاني. وقدّم الفنان ريكاردو ما يقارب الساعتين، العديد من الفقرات الموسيقيّة الكلاسيكيّة بمصاحبة وصلات من الغناء الأوبرالي الذي حاز على رضا الجمهور وتعبيره عن ذلك بالاستماع والإحساس بقيمة الأداء، حيث استهلّت الأوركسترا بعزف السلام الملكي الأردني وكذلك السلام الجمهوري الإيطالي. وقبل أن ينطلق الفنان ريكاردو في فقرات الحفل، الذي حظي بحضور دبلوماسي وفنّي وشعبي كبير، قدّم شكره الجزيل لجمهور جرش ولمنظمي الحفل ولوزارتي السياحة والثقافة ولمنتدى التعاون الأردني الإيطالي، وقال إننا هنا لأنّ الموسيقى هي الجسر الأفضل الذي يربط بين البلدان، بما تخاطب به الموسيقى الروح، كونها لغة العالم التي تعبّر عن الإنسانيّة وتدخل من القلب إلى القلب، مؤكّدًا ما بين إيطاليا والأردن من صداقة، وقال إنّ حفلاته في العالم هي في الدول التي تعاني من الحروب لتجنيبها المآسي التي تتعرض لها، وكذلك في الدول التاريخيّة ذات الأثر الإنساني والحضاري، مثل مسرح ومدرج مدينة جرش التاريخيّة. وغلبت أجواء البهجة والانتقال السلس ما بين المعزوفات في أجواء احتفاليّة وتصفيق حار عقب كلّ فقرة، حيث حملت الفرقة وقائدها بكلّ الألق والشجن الذي تخللته أصوات أوبراليّة غاية في النقاء والتعبير، لتكون كلّ وصلة لها ما يميّزها من انفعالات التلقي لجمهور كان للجالية الإيطاليّة والسفراء الأجانب نصيب كبير في حضوره، فيما أكّدت الحفلة أنّ الجمهور الأردني هو ذوّاق وحضاري في التعامل مع الضيوف من الفنانين والدبلوماسيين العرب والأجانب، كما كانت «لغة الشعوب» تدخل بلا استئذان في طبقات صوت مميزة وإحساس عالٍ تحت سماء مظللة بالموسيقى والإبداع. وكان لتوقّف الفنان ريكاردو وفرقته، لحين رفع آذان العشاء، تعبيرًا عن احترام مشاعر الحضور، أكبر الأثر في الجمهور الذي احترم في المايسترو مرافقته لكلّ فنانة مغنيّة بعد انتهاء وصلتها وعودته، لنكون مع مزيج من الأحزان الشرقيّة التي شاركت الفرقة، حيث غنّت الفنانة زين عوض لعاصي ومنصور الرحباني «احكيلي عن بلدي»، فيما أدّى عدي النبر موشّح «لما بدا يتثنّى»، كما أدّى الصوتان الأوبراليان ميرنا ورزق البيطار مواويل حازت إعجاب الجمهور. وفي إطار الحفل، قال السفير الإيطالي لدى الأردن لوتشانو بيتسوتي، إنّ المكان التاريخي لمدينة جرش الأثريّة يلعب دورًا كبيرًا في حضور الأجواء المشجّعة على الموسيقى والغناء، مؤكّدًا أن جرش تحمل إرث روما التاريخي، ولذلك كان الإبداع على مسرحها بحجم حضور المكان وانعكاسه على جماليّة الأداء. وقال السفير لوتشانو إنّ الأمسية هي تعبير عن الصداقة التي تربط بين الأردن وإيطاليا في المجال الفني، عدا المجالات الأخرى، مشيدًا بالتمازج الحضاري بين البلدين، وعن مشاركة الفنان ريكاردو موتي بحفل في الأردن، أشاد لوتشانو بالفنان وسمعته العالميّة وتعبيره الدائم عن الصداقة الإيطالية مع العديد من الدول والبلدان.