|
عرار:
يتيح المعرض الفني "طبعة محدودة" للجمهور فرصة للاطلاع على نسخ من أعمال الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور تمتد على مدار خمسين عاما وممهورة بتوقيعه، من بينها لوحته الشهيرة "جمل المحامل" التي تصور مسنا فلسطينيا يحمل القدس وحيدا على ظهره المنحني. ويمكن لزائر المعرض أن يتنقل بين 21 لوحة من أعمال الفنان منصور تبرز فيها المرأة والأرض وكثير من عناوين القضية الفلسطينية، والتي ساهمت في نقل أعماله إلى العالمية. وقال منصور (76 عاما) صاحب المشوار الفني الطويل والإسهامات الكبيرة في الفن الفلسطيني على مدار عقود لرويترز خلال افتتاح معرضه في قاعة "غاليري زاوية" أمس السبت إن "المعارض ثلاثة أنواع: معرض يقدم جديدا للجمهور، ومعرض ثان للبيع، وهو ما لا أحبه، ومعرض استرجاعي لتاريخ طويل من الفن"، وهو ما يرى أن معرض "طبعة محدودة" يحققه. وبرزت القضايا الوطنية الفلسطينية في معظم أعمال منصور، سواء من خلال المرأة الفلسطينية بثوبها المطرز أو أشجار الزيتون والبرتقال، وكذلك البحر والأماكن الدينية، ومنها المسجد الاقصى. وأوضح منصور أنه في الفترة التي عاشها جيله من الفنانين كانت القضية الفلسطينية أساسا لعملهم الفني، وقد ساعدهم ذلك على الانتشار محليا وعربيا ودوليا، وقال إن "اهتمام العالم بالفن الفلسطيني لأهمية قضيته". وأضاف "الفنان يعكس المزاج العام لشعبه، شعبنا بعد (اتفاقية) أوسلو تقريبا فقد البوصلة قليلا ولا يعرف إذا كان بحالة سلام أم بحالة تحرر أم بحالة احتلال، حصل نوع من الغبش (عدم الوضوح)، وانعكس ذلك على المجتمع وبالتأكيد انعكس على الفن". وتبرز المرأة في كثير من أعمال منصور مرتدية الثوب الفلسطيني، فهي تظهر مدافعة عن الأرض وفلاحة شامخة تساعد في قطف ثمار البرتقال أو تحمل القدس بكل ما فيها على رأسها. وقال منصور "المرأة في لوحاتي رمز أكثر منها امرأة معينة، رمز للثورة ورمز للوطن ورمز للأرض". واختار القائمون على المعرض عرض مجموعة تضم 21 عملا من الطبعات المحدودة الموقعة من أعمال منصور الأيقونية التي أنتجها خلال أكثر من نصف قرن. وقال مدير معرض "غاليري زاوية" يوسف حسين في رام الله "اخترنا سلسلة من أعمال منصور، من السبعينات لغاية اليوم". بدوره، قال زياد عناني -وهو مسؤول في "غاليري زاوية"- إن المعرض "يحتفي بفن سليمان منصور وأعماله التي تروي حكاية من الصمود الفلسطيني والتمسك بالهوية والارتباط الوثيق بالأرض". ومن الأعمال المعروضة من اللوحات ما أنتج في أوائل مسيرة منصور الفنية في السبعينيات، مثل جمل المحامل (1974) ولوحة بعنوان القدس (1978) وتظهر فيها امرأة يافعة ترتدي الثوب الفلسطيني وتحمل الحمل ذاته الذي يحمله الرجل العجوز في "جمل المحامل"، ولكن برقبة قوية مشدودة ورأس مرفوع. واستلهم منصور لوحته عند رسمها الأول من مشهد الشيخ الكبير الذي يعمل في أسواق القدس (العتال)، ويحمل على ظهره بضائع تفوق حجمه وقدرته، ومثّل الرجل المنهك في اللوحة الشعب الفلسطيني الذي يحمل قضية القدس على أكتافه، كما قال للجزيرة نت سابقا. وأضاف منصور أن المسن في اللوحة يرمز إلى الفلسطيني صاحب الجذور العميقة، وفي الحلة الجديدة رأى منصور الشباب يحملون القضية، وهم مستقبلها "وهذا يعني أن الشباب يأخذون دورهم بقوة وبنجاعة أيضا" كما قال. وترتدي جميع النساء في لوحات منصور الثوب الفلسطيني المطرز باختلاف تصاميمه، فهو أحيانا مطرز بالكامل وفي أحيان أخرى يغلف قليل من التطريز أطراف الثوب. ويستمر المعرض حتى نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأربعاء 16-08-2023 08:23 مساء
الزوار: 697 التعليقات: 0
|