|
عرار:
عمان – استضاف بيت الشعر في المفرق الشاعرين د. حكمت النوايسة ونضال برقان، في أمسية أدر مفرداتها الدكتور ماجد العبلي، وتحركت قصائدها في فضاءات وجدانية، مطلة على شؤون الذات المفردة والجمعية، ومشتبكة مع الواقع وشجونه تارة، ومحلقة في فضاءات روحانية وصوفية تارة أخرى. وقد حضر الأمسية كوكبة من أصدقاء بيت الشعر وغطتها فضائية الشارقة. وفي مستهل الأمسية تطرق د. العبلي إلى المبادرات الثقافية الرائدة التي يرعاها صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي كان من ضمنها إنشاء بيت الشعر في المفرق، وهي الذي غدا حاضنة للشعر والشعراء وصاحب مساهمة فاعلية على صعيد رفع الذائقة الشعرية وتشجيع الحراك الثقافي والشعري في الساحة الإبداعية الأردنية. وقد رسم الشاعران بتجربتيهما الإبداعيتين المختلفتين، وبنصوصهما المتنوعة، لوحة مشتركة من الجمال والبهاء أسعدت الحضور ونالت إعجابهم. القراءة الأولى كانت للشاعر حكمت النوايسة، ومما قرأ: «قبلة مايا في زمن الكورونا/ طيّريها في الهواء/ طيّري قبلتك البيضاءَ في هذا الفضاء/ طيّريها في الهواء/ لي مجسّات ستؤويها إلى قلبي بحبّ وانتشاء/ طيّريها... ابتعدي عنّي فعندي خبرة كافية أن أجعل البعدَ اقترابا/ والحنينَ الذي يجرف ليلا بلياليه احتفاء/ طيّري القبلة لا تقتربي... إنّه عصر الوباء/ طيّريها يا ابنتي إنّ أباك اعتاد أن يسرق رشفًا من نجومٍ في السماء». كما قرأ قصيدة «حصان على الورق»، وفيها يقول: «رسمت حصانًا وركبته في الحدود طلبوا الحصان!/ قلت لهم: إنّه حصاني/ وإنّه ورق.../ قالوا: (حصانك) نفهمها.../ وأما كونه ورقًا فتهمة تستحق عليها العودة مشيا؛/ لأنّك تستخفّ بنا.../ عدتُ مشيًا، ولكنني رسمت حصانًا على التراب/ وركبته... كان سريعًا، وكنت متعبًا وأبحث عن ورق/ وجدت ورقًا، ورسمتُ زورقًا، وهمت في صحراء العرب/ لا أحد يصدّق أنّ هذه القصيدة زورقٌ/ هكذا أعبر الحدودَ كلَّ ليلةٍ». والشاعر حكمت النوايسة حاصل على الدكتوراة في الأدب العربي، الجامعة الأردنية،2012. وله العديد من الكتب النقدية منها: «المآل: قراءة تأويلية في نماذج من القصّة القصيرة في الأردن»، عمان، دار أزمنة للنشر والتوزيع. «وعي الكتابة: دراسة في تجربة إلياس فركوح السردية»، عمان، منشورات أمانة عمان الكبرى. ومن مؤلفاته الأدبيّة: عزف على أوتار خارجية، شعر، جمعيّة عمال المطابع التعاونية، عمان، 1994. كأنني السراب، شعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، عام 2002. أغنية ضدّ الحرب، شعر، وزارة الثقافة، عمان، الأردن، عام 2005 م. «ظل غيمة: مختارات شعرية»، وزارة الثقافة. الأردن. ورقة التوت الأخيرة/ شعر/ الشارقة للآداب. وهو عضو في العديد من الهيئات الثقافية. القراءة التالية كانت لنضال برقان، ومما قرأ قصيدة بعنوان «ليلُ الوردةِ»، وفيها يقول: يا ليلُ هبْني شرفةً وكلاما/ قلبُ الكليمِ هوى وضلَّ إماما/ هبني نديمًا، كلّ ندمانِ المساءِ تبدلوا، وتصيروا أصناما/ هبني لِعارفةٍ غوايةَ نجمةٍ/ هبني لأبناءِ السبيلِ مَقاما/ قلبي كقلبِكَ، مشرعٌ للريحِ، في/ جسدي استطابَ الراحلون مُقاما/ وشربتُ في غبشِ المجازِ وصحوِهِ/ وجعَ الطريقةِ والطريقِ مُداما/ الوجدُ وجدي، الواجدون عِتــرّتـي/ والنارُ تقدحُ في الضلوعِ ضِـراما/ في القلبِ أنتَ، وأنتَ في مرآتِهِ/ حيٌ ووحيٌ لا يحيدُ غراما..». برقان نفسه شاعر وإعلامي، حاصل على بكالوريوس لغة العربية وآدابها/ الجامعة الأردنية. يعمل مديرا للدائرة الثقافية في جريدة (الدستور)/ الأردن. شارك في مجموعة من المهرجانات الشعرية المحليّة والعربيّة والشرق أوسطيّة. صدر له شعرا: «مصاطب الذاكرة»/ بيت الشعر الفلسطيني، رام الله/ 1999. «مصيدة الحواس»، دار أزمنة، عمان/ 2003. «مطر على قلبي»، وزارة الثقافة الأردنية/ 2005. «مجاز خفيف»، دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، عمان/ 2010. «ذئب المضارع»/ دار الأهلية للنشر والتوزيع، عمان/ 2015. وفي الدراسات الأدبية: «مقاوم من أجل الحياة/ هشام عودة شاعرا»/ دار دجلة»، عمان/ 2016. نال عددا من الجوائز، منها: جائزة على جائزة الدولة التشجيعية في حقل الآداب/ الشعر – 2006. جائزة الحسين للإبداع الصحفي من نقابة الصحفيين الأردنيين، لأفضل قصة إخبارية، للعام 2020. جائزة «تلك الأشعار» للعام 2021، عن قصيدته «تحت سماء واحدة». جائزة مجمع اللغة العربية الأردني لأفضل تحقيق صحفي حول اللغة العربية للعام 2022. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 18-08-2023 09:07 مساء
الزوار: 489 التعليقات: 0
|