نظمت اللجنة المشرفة على ديوان «رباعيات جنين»، حفل إشهار للديوان، في رحاب المكتبة الوطنية، بحضور الشعراء المشاركين الذين قدموا من مختلف محافظات المملكة، وبحضور ممثلين عن الهيئات الثقافية في الأردن، وعدد كبير من الرموز الثقافية والأدباء والشعراء، وأساتذة الجامعات والمهتمين بالشأن الثقافي، ليتسلموا نسخا من الديوان وشهادات تكريمهم، برعاية معالي الشاعر العربي الكبير حيدر محمود.

وكان أول المتحدثين في الحفل الدكتور أمجد الفاعوري، الذي رحَّب باسم الأستاذ الدكتور نضال العياصرة مدير عام المكتبة الوطنية بالحضور، وقال إن المكتبة الوطنية هي ضمير الأمة وذاكرة الوطن ورسالة نهضة، وهي بؤرة إشعاع ثقافي وحضاري، يعكس الوجه المضيء والمشرق لوطننا الغالي، وهو يشكل حاضنة للمبدعين والمثقفين الأردنيين، بما يقيمه من فعاليات وأنشطة ثقافية، تهدف إلى إبراز المنتج الثقافي، ودعم المثقفين وهو أحد أهم الثوابت في سياسة المكتبة الوطنية، وأهدافها السامية.

ثم تحدَّث راعي الحفل الشاعر حيدر محمود، الذي أشاد ببطولات أهل جنين وتضحياتهم، ودفاعهم عن شرف الأمة وكرامتها، ووقوفها في وجه الاحتلال الذي يرتكب الجرائم بحق أهل فلسطين، وأشار إلى أهمية الديوان باعتباره يمثل النبض العربي الحقيقي، من خلال رباعيات الشعراء الذين شاركوا بالديوان، ووجَّه الشكر والتقدير للقائمين على هذه المبادرة المهمة، التي تهدف إلى جمع كلمة الشعراء العرب وتوحيد موقفهم إزاء القضية العادلة، وهي قضية فلسطين.

ثم تلاه في الحديث الأستاذ الدكتور صلاح جرار، رئيس اللجنة المشرفة على الديوان، وقال في كلمته: هذا مهرجان في ديوان، يخلِّد البطولة ويعتز بالشهداء، وفي المواقف المشرِّفة لأهل جنين ومخيمهم، في التصدي للاحتلال والصمود أمام آلة الدمار الصهيوني، واستعرض مراحل العمل في الديوان وشكر الشعراء المشاركين، وحيَّاهم على موقفهم من القضية الفلسطينية، وأثنى على الجهود التي بذلها المدير التنفيذي للمبادرة الشاعر سعيد يعقوب، وأوضح أن عدد المشاركات بلغت مئة وخمسة وعشرين شاعرا، توزَّعت على عدد من الدول العربية، كان للأردن وفلسطين نصيب الأسد منها، فقد بلغت مشاركاتهم أربعا وثمانين مشاركة، وكان لشعراء اليمن والجزائر الحظ الوافر منها، وكانت هناك مشاركات لشاعرات عربيات مبدعات، بلغت حوالي إحدى وعشرين مشاركة.

وقال في كلمته إن هذا اليوم من أيام الشعر، ومن أيام العزة والكرامة ،يهبُّ فيه الشعر والشعراء للدفاع عن كرامة الأمة، وقيمها السامية، ويقفون مع الباذلين أرواحهم ودماءهم من أجل حريتها ووحدتها، والشعر العربي الأصيل هو الذي يؤمن بوحدة الأمة ،ويتعالى عن دعوات التنافر والتناحر بين أقطار الوطن العربي، وهو الذي يتألم لأي جرح عربي، ويفرح لأي فرح عربي ،وشكر المكتبة الوطنية ممثلة بمديرها العام عطوفة الأستاذ الدكتور نضال العياصرة، وجمعية أبناء جنين الخيرية، والسيد عبد الكريم الحموري، والسيد محمد الحاج، والسيد عادل القاسم، والسيد ظاهر أحمد العمرو، على دعمهم الكريم للمبادرة.

ثم تلاه في الحديث المدير التنفيذي للمبادرة الشاعر سعيد يعقوب، الذي رحب بالحضور، وشكر الشعراء المشاركين بالديوان، وقال في كلمته إننا اليوم نستذكر الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية، بأرواحهم الطاهرة، في سبيل الدفاع عن كرامة الأمة العربية، من أبناء فلسطين وأبناء الجيش العربي المصطفوي، في معارك الشرف والرجولة والبطولة التي خاضها أبناء قواتنا المسلحة، في وادي التفاح واللطرون وباب العمود وعلى أسوار القدس الشريف، ووجَّه تحيَّة إلى الشعب الأردني الأصيل، وقيادته الحكيمة، الذين وقفوا مع كل قضايا أمتهم، وعلى رأسها قضية فلسطين، وكان الأردن الرئة التي يتنفس منها أهلنا في فلسطين، وقال يعقوب في كلمته إن كل التعب والعرق والجهد الذي بذل في إعداد هذا الديوان، لا يساوي قطرة دم واحدة نزفت من شهيد ،أو آهة من أم ثكلى، أو تنهيدة من طفل يتيم، وأن الشهداء هم وحدهم من يستحقون أن نحني جباهنا أمام تضحياتهم وبطولاتهم. ثم تحدَّث السيد ظاهر أحمد العمرو، الذي كان من أبرز الداعمين للمبادرة، وقال إن لي أمَّين: أمَّا ولدتني وأمَّا ربَّتني الأمُّ الأولى فلسطين، والأم الثانية الأردن، وأنا مدين لهما بكل ما أنا فيه، ولذلك ولائي وانتمائي لهما غير محدود، ويقتضي الوفاء أن أقف معهما، وأن أبذل كل ما أستطيع لكسب رضاهما، وقال مستأنفا: إن الشعر سلاح مهم في معركة الحق والباطل، والشعراء ألْسِنَةُ الحق، ويجب التنويه بجهودهم، وتكريمهم ودعمهم.

وكان الشاعر شفيق العطاونة والروائية عنان محروس قد أدارا مفردات الحفل بكل مهارة واقتدار، وقرأا مشاركات الشعراء حيدر محمود، وصلاح جرار، وسعيد يعقوب ،في مستهل كلماتهم، وكان الدكتور جرَّار قد قرأ مشاركات مميزة، لشعراء من اليمن الدكتور الشاعر إبراهيم طلحة، ومن الأردن السفير الشاعر إبراهيم العواودة، والشاعر الموريتاني الدكتور أدي ولد آدب، ومن فلسطين مشاركة الشاعر عقل ربيع، ومن الجدير بالذكر أن هناك طبعة جديدة للديوان منقحة وسيكون الديوان متاحا في معرض الكتاب الدولي بعد أيام في عمَّان عبر دار الخليج للنشر والتوزيع، وفي نهاية الحفل قدِّمت نسخ من الديوان، والدروع وشهادات التكريم ،للشعراء المشاركين، وقدمت الضيافة للحضور.