يواصل مهرجان الفنون الإسلامية الذي تقيمه دائرة الثقافة في إمارة الشارقة، والتي تحت عنوان «تجليات»، تقديم تجارب فنية عربية وعالمية متميزة، ضمن معارض فردية ومشتركة، تعزز الفنون الإسلامية وتجديدها وترسيخ حضورها على الساحة العالمية المعاصرة للإبداع البصري.

الفنان أحمد قشطة شارك بعمل بعنوان «اللانهائية والتجلي»، حيث اختار «قطعة الشطرنج»، بوصفها عنصرا منتشرا وشائعا في الحياة اليومية، وقام بوضعها في إطار، وشكّل بها عددا من الأعمال المختلفة وتشكيلات الأرابيسك والأشكال التراثية.

ويرى الفنان قشطة أن الجندي هو اللبنة الأولى في جدار الحماية والأمان، وهو القاسم المشترك في حكايات التاريخ الكامنة في طبقات الحضارة الإنسانية، وأن الجندي قد يرتدي زيّا محددا وقد يغير أسلحته ودروعه، لكنه يظل حاضرا بروحه وبحضوره الطاغي، وفي فلسفة لعبة الشطرنج يكون العنصر الأضعف، عير أنه العنصر الوحيد القادر على التحول والتجلي من جديد.

يذكر أن أحمد قشطة هو فنان عربي يعيش في إسبانيا من ربع قرن، وهذا المشاركة هي الثالثة له ونظم من قبل معارض في فرنسا وإنجلترا وإسبانيا وفي السعودية والكويت وما باحث مهتم بدراسة الفنون في حضارات ما قبل التاريخ.

ما عمل «الإشارات» فهو تجهيز فني مصنوع من خطوط متقاطعة وزوايا معقدة تدفع المشاهد إلى عالم من التماثل والانسجام، ومع التعمّق أكثر في تفاصيل هذه المنحوتة، فإنها سرعان ما تكشف عن طبقة أعمق من الرمزية التي تتجاوز الملموس. و»الإشارات» عمل مصنوع من شبكة فولاذية وترمز الأشكال الهندسية فيه إلى التفاعل بين المادي والمتخيّل، والمرئي وغير المرئي، يدعو المشاهد إلى التأمل. ويعد العمل الفني تذكيراً لنا بالدور الحيوي للهندسة في العالم العربي ويستكشف أهميتها في حياتنا ليُذكّرنا بصمت وببلاغة بالروابط الدائمة بين الفن والمعرفة والروح الإنسانية.

أما «متاهة المرايا»، للفنانة البريطانية سامينا فيراني، فيسبر مواضيع الذِكر وتداعيات الرحلة الداخلية المرتبطة به، والذي يكشف عن نفسه من خلال رمز سحري لا شعوري يربطنا ببعضنا البعض. ويجسد العمل اكتشاف الفنانة لأبحاثها الأدائية التي أجرتها على مدار 7 سنوات.

المهرجان نفسه «يشارك في مهرجان هذا العام 50 فناناً من 25 دولة مثل: الإمارات، العراق، ومصر، والسعودية، وفلسطين، والكويت، وسوريا، ولبنان، والبحرين، والأردن... كذلك من دولٍ أجنبيةٍ منها: إسبانيا، وبولندا، وتركيا، وكولومبيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والأرجنتين، واليابان، وروسيا، وكازاخستان، وغيرها من الدولِ».

ويقدم الفنانون خلال المهرجان 319 عملاً فنياً من تجهيزات، وحروفيات، وجداريات، ولوحات في الخط الأصيل والزخرفة، فيما سيتم تنظيم 81 ورشة فنية، كذلك سيتم تقديم عرض مرئيّ لتجاربَ فنيةٍ متنوعةٍ. ويستضيف المهرجان أكثر من 80 ضيفاً من إعلاميّين ومحاضرين وخطّاطين ومشرفي الورش الفنية.