|
عرار:
عمّان – الدستور– عمر أبو الهيجاء عن دار موزاييك للدراسات والنشر صدر للشاعر السوري أحمد الصويري مجموعة شعرية بعنوان "تجبُّ ما قبلها" وهي المجموعة الرابعة للشاعر السوري المقيم في السويد بعد دواوينه: "نبوءة لما يأتي من الغيم" ٢٠١٤، و "ثلاثة أرباع قلب" ٢٠٢١، و "ستكون آخر ما كتبت" ٢٠٢٣، قام بتصميم الغلاف: الشاعر محمد الجبوري و لوحة للفنان أيمن حميرة. والشاعر والإعلامي أحمد الصويري من الأسماء الشعرية السورية والعربية التي استطاعت خلال مسيرتها الإبداعية أن تنحاز إلى الشكلين العمود والتفعيلي برؤى فلسفية إلى جانب حداثة النص الشعري المسكون بتأملات الروح وتجلياتها كاشفة عن جماليات اللغة ومنتصرا للقضايا الإنسانية من خلال اشتباكها مع المحيط الحياتي والذاتي وجوهر الذات المنصهرة مع الذات الجمعية راسما جدلية الوجع وتشظيات الروح. شاعر يبحر في أتون الحياة راسما معلقة في سماء الروح العاشقة للجمال، وتضفي شحناته الشعرية إلى أثر المكان وجمالياته لتنعكس أرض القصيدة الموشحة بالغناء وصوفية الشاعر المتوحد والمتجلّي في ملكوت العشق والحياة. ويمثل عنوان المجموعة موقف الشاعر من تجربته الشعرية كاملة وإيمانه بتطور التجربة ونضجها من قصيدة إلى أخرى ومن مجموعة شعرية إلى أخرى، مع إخلاصه لكل لحظة شعرية كانت علامة فارقة في تشكله وتطوره كشاعر، وهذا ما يبرز جلياً في كثير من مفاصل المجموعة التي تعكس رؤاه إلى مغاير ومختلف. ويمكننا القول إن المجموعة بنصوصها الثمانية عشر تمثل مشهداً شعرياً متعدد الجوانب ينتقل من الداخل النفسي المتأرجح بين الفرح والحزن والهواجس التي تعتري الإنسان مع كل حدث. وصولاً إلى القصيدة الإنسانية الشاملة إن جاز التعبير التي تحمل هاجساً جمعياً أو قضية عامة يبرز الشاعر موقفه الشخصي الذي يتقاطع أحياناً مع موقف الآخرين ونظرتهم ويبتعد أحياناً فيغرد خارج سربهم، وقد استطاع الصويري ببراعة أن يمرر كل ذلك من بين خيوط نسيجه الشعري من خلال التوظيف الذكي والسرد المتدفق وقف إيقاع اللحظة الشعرية الجياشة، كما تعمد الكتابة بروحه شكلاً ومضموناً فرسم أحلامه ونزقه وانغلاقه وكل ما ينتابه ضمن الأفق المغلق لواحدة من أقسى المراحل في تاريخ الإنسانية، ويمكن القول إن ذلك برز منذ عتبة المجموعة حيث في قصيدة نقتبس منها حيث يقول: "همْ علّقوا العمرَ في وعدٍ وما جاؤوا و سطّروك على الماضي كما شاؤوا زفّوا إلى اللّيل من عينيكَ قافلةً عطشى ومشيَتُها في القلبِ عرجاءُ وكنتُ عن ليلهمْ أنوي الرّحيلَ ولكنّ الصّباحاتِ مُذْ أبصرتُ عمياءُ (لا بأسَ) قلتُ.. وواصلتُ المسيرَ لكَيْ تجري الحكاياتُ لكنْ.. في فمي ماءُ". المجموعة تقع في 114 صفحة من القطع المتوسط، وتتنوع قصائدها بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة كما تم ذكره سابقا. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 16-09-2024 06:32 مساء
الزوار: 146 التعليقات: 0
|