وتفرد لهذه الأعمال المساحة المستحقة، وتوفر الإمكانيات المادية والفنية، بغية إعادة نشرها بالشكل اللائق، ورفد الأسواق والمكتبات المحلية والخارجية بها، وإبقاء هذا الإرث الغني ، والذي حمل في طياته ملامح مراحل مختلفة من تاريخ البلاد السياسي والاجتماعي والثقافي بالمتناول، حيث تنظر إلها وزارة الثقافة باعتبارها ذخيرة حية، وأساس متين تنطلق منه وتُبني عليه الكتابات والإبداعات الجديدة.

وبيّن البراري أن نهج وزارة الثقافة هذا ليس جديداً، لكنها خلال هذه المرحلة تخصص مساحة أكبر وأرحب لكتابات الرواد، وهم كتّاب كبار منهم من رحل ومنهم من ما زال ممسكاً بقلم الإبداع والفكر، والوزارة لا تقدم جنساً إبداعياً على آخر، أو كتابة فكرية على أخرى، وذلك من خلال موأمة  بين الإمكانيات المالية المتاحة، وبين ما يتوفر من حقوق وظروف نشر، وكذلك مدى غياب هذه المنجزات من أرفف المكتبات، بالإضافة إلى جدارتها الفنية والفكرية بالنشر أو بإعادة النشر، ويأتي هذا التوجه المعبر عنه عملياً، بالتوازي مع مشاريع وبرامج النشر الأخرى للكتابات الجديدة، كإصدارات الوزارة ضمن سلسلة إبداعات وسلسلة كتاب الشهر للدراسات والفكر، وكتب الأطفال، وسلسلة الكتاب الأول، التي خصصت لنشر الإصدار الأول للكتاب الشباب، بالإضافة لسلسلة التفرغ الإبداعي الخاصة بنتاجات مشروع التفرغ الإبداعي الأردني، كما أن مدن الثقافة الأردنية لديها برنامج نشر خاص بها، ينفتح على الساحة الثقافة الأردنية كاملة، أن مشرع مكتبة الأسرة الأردنية من مشاريع النشر الرائدة في المنطقة.

وأوضح مدير الدراسات والنشر أن الوزارة قد أصدرت مؤخراً في هذا السياق، مقالات الأديب حسني فريز في ثلاثة أجزاء، من أعداد وتحرير الدكتور هاني العمد، وتعمل على إصدار طبعة جديدة ومحررة لموسوعة العلامة روكس العزيزي " معلمة للتراث الأردني " في خمسة أجزاء، كما أن الوزارة تقوم بدعم إصدار الأعمال الكاملة للمؤرخ الكبير سليمان الموسى، وقد صدر عدد من هذه الأعمال والأخرى قيد الإنجاز، وستصدر الوزارة قريباً الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الدكتور جميل علوش، وقد أصدرت الوزارة في وقت سابق الأعمال الشعرية الكاملة لكل من أمجد ناصر وطاهر رياض، وتعمل الوزارة حالياً على طباعة " مذكرات خالد حجازي " ووفرت دعم نشر الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر خالد الساكت، الذي سيصدر قريباً، وفي السياق ذاته تدعم الوزارة نشر مختارات من شعر مصطفى الجعيدي، ودعمت نشر الأعمال القصصية للقاص والروائي إلياس فركوح، ورسمي أبوعلي، وإبراهيم العجلوني، يوسف الغزو.

وسبق للوزارة أن أعادت طباعة مجموعة من أمهات الكتب، ضمن إصداراتها في احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية، فأصدرت الأعمال المقدسية الكاملة لكل من، كامل العسلي، الدكتور عبد الجليل عبد المهدي، كتاب الأنس الجميل، ورحلة عبد العني النابلسي، وغيرها من المراجع الرئيسية، مما يوفر للدارسين والقراء، معارف غنية ومتنوعة، وبأسعار رمزية لا تصل إلى سعر الكلفة.