كتاب الزير وحجازي الصادر عن مركز العودة الفلسطيني.. وثيقة تاريخية مهمة
عرار:
د. زياد أبولبن صدر حديثاً عن دار العودة الفلسطيني في لندن كتاب «العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا: الإنجازات.. التحديات.. الآفاق، مركز العودة الفلسطيني ومؤتمر فلسطينيي أوروبا نموذجاً» تأليف ماجد الزير وماهر حجازي. يتألف الكتاب من خمسة فصول، وتقديم الدكتور حسن خريشة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، وتقديم ثان من صباح المختار رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا، وتقديم ثالث من ماجد الزير، وتقديم رابع من ماهر حجازي، مؤلّفي الكتاب، وقد سبق المقدمات إهداء. يأتي الكتاب استجابة لمرحلة العمل الشعبي الفلسطيني من أجل نصرة القضية الفلسطينية ليس في أوروبا فقط بل في العالم أجمع، ويشكّل الكتاب وثيقة مهمّة من وثائق تاريخ القضية الفلسطينية، ففي الفصل الأول: مركز العودة الفلسطيني في لندن، يلقي الضوء على بدء تأسيس مركز العودة عام 1996 كمؤسسة غير حكومية وغير ربحية مسجّلة في بريطانيا، وعلى المهام والإنجازات والتحديات والآفاق التي واجهها المركز، حيث يُعدّ المركز نقلة نوعية في العمل الفلسطيني والعربي والإسلامي الشعبي والسياسي في المملكة المتحدة، «وجاءت ولادة مركز العودة الفلسطيني ضمن مرحلة صعبة عاشتها القضية الفلسطينية بعد توقيع أوسلو، ومحاولات القفز عن حق الفلسطينيين في العودة وإماتته على المستوى الدولي. وكان ذلك لتأسيس إحدى رسائل الشعب الفلسطيني الواضحة في رفض الاتفاق، وأن الموقّعين على هذا الاتفاق ليس من حقهم اتخاذ قرار بهذا الشكل نيابة عن الشعب الفلسطيني بأكمله. وهو أيضاً خطوة فلسطينية للدفاع عن حق عودة اللاجئين، والسعي لإيجاد خطاب فلسطيني جامع في الداخل والشتات، للتأصيل لفكر العودة والحراك الميداني لرفع لواء التمسك بالحقوق، وهذا يمثل خطوات ميدانية متقدمة تعلن رفض الفلسطيني لاتفاق أوسلو ونتائجه». وفي عنوان آخر في الفصل الأول: العلاقة مع الدكتور سلمان أبو ستة، وبما أن من أهداف مركز العودة الفلسطيني التنسيق مع هيئة أرض فلسطين التي يرأسها الدكتور سلمان أبو ستة، فقد رأى المركز ضرورة دعم الشخصيات والنخب الفلسطينية، ولما للدكتور أبو ستة من إسهامات كبيرة في القضية الفلسطيني، فقد تبنّى المركز طباعة كُتيب للدكتور أبو ستة بعنوان «حق العودة مقدس قانوني وممكن أيضاً»، باللغتين العربية والإنجليزية، كما تم طباعة خريطة فلسطين والقرى المدمرة باللغتين العربية والإنجليزية، وتوزيع آلاف النسخ منها منذ سنة 1998 في أنحاء العالم، وكذلك طباعة «أطلس فلسطين التاريخي» من إعداد الدكتور أبو ستة. هذه الإنجازات وغيرها عَمِلَ ويعملُ مركز العودة على تحقيقها، وهي تؤكد أن رسالة المركز هي رسالة الشعب الفلسطيني للعالم. وفي عنوان «فعاليات المركز واختراقاته»، استطاع المركز بناء شراكات مؤسساتية وعلاقات مع مختلف شرائح المجتمع البريطاني والأوروبي لدعم أهدافه القائمة على تثبيت حق عودة اللاجئين والدفاع عنه، وكذلك استطاع بجهود كبيرة الانضمام إلى عضوية لجنة اجتماعات لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف سنة 2003، فعقد المركز جلسات على هامش اجتماعات اللجنة في مقر الأمم المتحدة في جنيف وفيينا، وتناولت الجلسات موضوعات في غاية الأهمية على صعيد العمل لأجل فلسطين على المستوى الدولي. وفي الفصل الثاني من الكتاب «مؤتمر فلسطيني أوروبا»؛ هذا المؤتمر مؤسسة تؤمن بحق العودة والتمسك بثوابته، ويأتي ردّاً على وثيقة جنيف وضربها لحق العودة، وتحمل رسالة واضحة من الفلسطينيين في أوروبا، تدلّ على تمسكهم بحقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها حق العودة، ويقوم هذا المؤتمر على أساس جمع الفلسطينيين في أوروبا على كلمة واحدة وموقف موحّد ألا وهو التمسك بحق العودة وعدم التفريط به، ورسالة واضحة للموقّعين على الوثيقة أو أية مشاريع مستقبلية تستهدف اللاجئين وقضية العودة. وفي الفصل الثالث «إنجازات العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا»، يصعب حصر هذه الإنجازات في مقالة تعرض أهم ما جاء في الكتاب، وبإمكان القارئ الرجوع للكتاب والإفادة منه، وسيجد عشرات بل مئات الإنجازات التي تحققت بفعل أشخاص قائمين على مؤسسات فلسطينية شعبية في أوروبا، لها حضور كبير لدى الجاليات الفلسطينية ومؤسسات المجتمع الفلسطيني في الشتات، وحضور واسع لدى مناصري القضية الفلسطينية. وفي الفصل الرابع «تحديات العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا»، قد واجه هذا العمل تحديات وصعوبات كبيرة ليتم تحقيق تلك الإنجازات، التي جاءت في الفصل الثالث من الكتاب، فيأتي السؤال في الباب الخامس: ما هي الآفاق والدور المأمول من مركز العودة الفلسطيني ومؤتمر فلسطينيي أوروبا؟ ويجيب على السؤال التوصيات التي جاءت في نهاية الكتاب، وهذه التوصيات تمثّل خطة استراتيجية وطنية لتطوير العمل الشعبي الفلسطيني في القارة الأوروبية لأجل فلسطين. وختاماً، في هذه العجالة لا نستطيع أن نعرض جميع ما جاء في الكتاب، وعدد صفحاته 275 صفحة، وهو يحتفي بمؤسستين كبيرتين قدّمتا للقضية الفلسطينية ما يفوق ما قدّمته مؤسسات فلسطينية سبقتها في هذا الميدان، وإنّ ما قام به ماجد الزير الرئيس السابق لمؤتمر فلسطينيي أوروبا وأيضاً لمركز العودة الفلسطيني، وما قام به ماهر حجازي الباحث والمحلل السياسي السابق في الشأن الفلسطيني، هو جهد فردي يسجّل لهما هذا الإنجاز الكبير، ويضاف إلى جهودهما في القضية الفلسطيني، فأوجّه لهما تحية إكبار واحترام. ولعل القارئ يجد في هذا الكتاب من الوثائق والحقائق التاريخية ما يضيء مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني.