حضرها حاكم الشارقة د.سلطان بن محمد القاسمي، وأدارهاد.عبدالله عمران تريم.
ناقش وزير الثقافة والإعلام في السعوديةد.عبد العزيز خوجة،موضوعة «الاستثمار الثقافي عربياً»، ذاهباً إلى أن الأدب والثقافة هما العاصمتان الأخيرتان لمنظومة القيم التي يتسلح بها الإنسان في هذا العصر، خصوصاً أن ظواهر كثيرة شاعت بسب قيام الفلسفة الحديثة على فكرة المنفعة. ولفت خوجة إلى أن هناك صلة عميقة بين الثقافة والاقتصاد، وأن أسواق العربفي الجاهلية وفي الإسلام شاهد على تلك العلاقة، وهي مثال لالتقاء رأس المال الثقافي المعبَّر عنه بالشعر، ورأس المال الاقتصادي المعبَّر عنه بالتجارة.
وقال الوزير إن الاستثمار الثقافي بات واقعاً ملموساً، مثلما هي الحال في الغرب الصناعي، وفي مظاهر ثقافية كثيرة تحولت فيها الأعمال الثقافية والفنية إلى صناعة ثقافية واقتصادية ذات مردود عال، وحققت استقلالاً مادياً للمبدعين والفنانين والمؤلفين، داعياً في هذا السياق إلى هيكلة النشاط الثقافي والاستثماري الجديد في الدول العربية.
أما وزير الثقافة والفنون والتراث بدولة قطرحمد بن عبد العزيزالكواري، فتناول الثقافة العربية في عصر الوسائط المتعددة، مؤكداً على أهمية تسخير الإمكانات للانخراط في هذا العالم، وتوفير الطاقات البشرية والقدرات العلمية التي تجعل من العرب فاعلين وقادرين على التأثير بحجم قدرتهم على التأثر، وأوضح أن الطريقة التي تعامل بها شباب الربيع العربي في استثمار الوسائل الحديثة، لخدمة أمتهم وتطلعاتها، تعد نموذجاً للتنمية، بما في ذلك كيفية التعامل مع هذه الوسائل.
وأوضح أن من ثمار «الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010» تجذر الوعي بأهمية الثقافة، وإنجاز بنية تحتية ثقافية، متحدثاً عن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بوصفها منارة علمية ثقافية ومصدر إشعاع بجامعاتها وبما تقوم من إنجازات متواصلة لها مردودها الثقافي والعلمي، إضافة إلى التفاعل مع الثقافات الأخرى.
واختار وزير الثقافة المصري د.عماد الدين أبو غازي موضوع «السياحة الثقافية»، بوصف هذه السياحة رافداً مهماً من روافد القطاع السياحي والتنمية الاقتصادية والثقافية التي تسهم في تطور الدول وازدهارها. وأكد أن ميدان التحرير تحول بعد الربيع العربي إلى مزار سياحي عالمي، وأصبح من أهم المزارات السياحية في مصر،يؤمه آلاف السياح من جميهع أنحاء العالم.
بينما قدمت وزيرة الثقافة الفلسطينيةد.سهام البرغوثي، ورقة بعنوان «واقع الثقافة العربية»، تناولت فيها خصوصية الواقع الثقافي الفلسطيني، لافتة إلى أن الثقافة الفلسطينية تأثرت بعد العام 1948 بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في كل مجتمع فلسطيني أو جالية فلسطينية، وأوضحت أن أبرز نتائج التشتت وغياب التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية السياسية الواحدة، غلبة الإنتاج الثقافي الذي لا يحتاج إلى بنية مؤسساتية ،كالشعر والرواية والقصة واللوحة الفنية والكاريكاتير والنقد الأدبي.
واختتمت الوزيرة ورقتها بتقديم مجموعة من المقترحات لتطوير واقع الثقافة العربية والنهوض به، منها: تنمية روح التسامح بين الأديان، الاعتراف بالتنوع الثقافي واحترام المعتقدات، تفعيل دور المؤسسات الثقافية العربية في تنمية الثقافة العربية والانسانية، دعم الكتاب وتعزيز مفهوم الانتماء للأمة العربية.
من ناحيته تطرق وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات عبد الرحمن محمد العويس، إلى الثقافة في الإمارات التي رأى أنها انطلقت بجهود فردية، وتوقف عند أهم المحطات المهمة في تاريخها. ونوه بجهود حاكم الشارقة في دعم الثقافة،ما أهّلَ الشارقة لتكون عاصمة للثقافة العربية منذ العام 1998 واختيارها لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014 تقديراً لدورها الثقافي والريادي في هذا المجال، مشدداً على أهمية الإنجازات الكبيرة التي تحققت في مجالات متعددة، مثل المسرح والفنون التشكيلية والتراث والآثار.