|
صدر حديثاً، عن "منشورات المتوسط – إيطاليا"، رواية جديدة للكاتب اللبناني عبده وازن حملت عنوان "الحياة ليست رواية". وفي هذه الرواية الآسرة، يأخذنا الكاتب لنرافق "القارئ" (بطل هذه الرواية) الذي لا يُفارق الكتب وتحديداً الروايات، وهو يكتشف أن الحياة، بكل ما فيها من حب وفقد وغموض، لا تُقرأ كما تُقرأ الرواية. فمن خلال علاقته بجوسلين، المرأة التي منحته لقبه هذا، وجوزف، الصديق الذي كان له كالأخ والغريم، يخوض بطلنا رحلة شخصية عميقة، يلاحق فيها ظلال الحب الملتبس، والرغبة المجروحة، وارتباك الهُويّة، وندوب الحرب التي لا تنتهي. يعيش الأشخاص الثلاثة في الرواية، تجربة الحب المتراوح بين امرأة ورجلين، هما صديقان وخصمان في وقت واحد. وبين الصمت والبوح، تنسج الرواية مشاعر الثلاثة وصراعهم السري، بلغة حسّاسة، مملوءة بالحنين والأسئلة. هل يمكن للقراءة أن تَقي من الفقد؟ وهل يمكن للكتابة أن تُعيد تشكيل العالم حين يتحطم؟ القراءة هنا ليست خلفية، بل بطل حقيقي، نص موازٍ يُغذي الحكاية من الداخل، حيث تتحوّل الروايات إلى مرآة للقارئ، وإلى كائنات تؤنّس وحدته: دوستويفسكي، كافكا، بروست، صموئيل بيكيت، ألبير كامو، نجيب محفوظ، ألبير قصيري... وغيرهم ممن يملؤون مكتبته ومخيلته. أما الكتابة، فهي هذه الرواية التي عن الذين يحبّون بصمت، ويكتبون عندما يعجزون عن الحداد. أخيراً، صدر الكتاب في 296 صفحة من القطع الوسط. من الرواية: كان يحلو لي دوماً أن أسمّي نفسي قارئاً مثلما يُسمّى الطبيب طبيباً والمهندس مهندساً والنجّار نجّاراً ... ولطالما خطر لي أن أجيب الذين يسألونني عن اختصاصي أو مهنتي قائلاً: قارئ. ولكن، لم أجرؤ مرّة على مثل هذا الجواب. سيظنّونني مجنوناً أو أبله، أو قد يظنّون أنني أمازحهم. ولكن، لو أكّدتُ لهم هذه الصفة لضحكوا حتماً وسخروا منّي. ماذا يعني أن يكون الشخص قارئاً؟ أهذه مهنة حقّاً؟ لم يهمّني يوماً ما يُمكن أن يقول الآخرون عنّي، ولم تكن تعنيني الصّورة التي يرسمونها لي. كنتُ قرّرتُ من تلقاء نفسي أن أكون فقط قارئاً. بل أن أخلق مهنة جديدة لا تتطلّب اختصاصاً ولا دراسة: القارئ. لم يكن من معنى لحياتي خارج الكُتُب، بل الروايات. خارج القراءة كنتُ لا أحدَ. أصبحتُ قارئاً من دون أن أفسّر هذه القضيّة. ولم أبحث في كُتُب النقد عن مفهوم القراءة والقارئ. أنا قارئ وكفى. عبده وازن شاعر وكاتب وصحافي لبناني، من مواليد بيروت 1957. أصدر أكثر من عشرة دواوين شعرية وروايات نالت صدى واسعاً، منها “قلب مفتوح” و”البيت الأزرق”. يشغل عبده وازن موقعاً مرموقاً في الصحافة الثقافية العربية، فهو عمل في جريدة “النهار”، ثم محرّراً للشؤون الثقافية في صحيفة “الحياة” اللندنية، وحالياً في الاندبندنت العربية. له ترجمات عدة من العربية وأعمال نقدية، تُرجمت أعماله إلى لغات منها الفرنسية، والإنكليزية، والإيطالية، والإسبانية. تمتاز كتاباته برهافة لغتها، وانفتاحها على التجربة الذاتية، وعمقها الوجودي، مع وعي نقديّ لتقاطع الأدب مع الحياة والعالم والتاريخ الشخصي.. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 26-06-2025 10:58 مساء
الزوار: 45 التعليقات: 0
|