|
عرار: عرار:دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها في الثاني من ديسمبر عام 1971، على يد المؤسس الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على مقارعة التحديات بمختلف أشكالها وألوانها، والتغلب عليها بعزيمة وإصرار وإرادة قوية، إذ أصبح كسب الرهان هو ديدنها في الماضي والحاضر والمستقبل. وقد عمل أبناء الإمارات على تحقيق المنجزات تلو المنجزات من دون كلل أو ملل، لأنهم عشقوا خوض غمار التحديات، وكانوا على قدر المسؤولية في التغلب عليها، بدعم ومساندة وتشجيع من القيادة الرشيدة للدولة. لقد أصبحت دولة الإمارات اليوم نموذجاً في التنمية الحضارية والإنسانية الشاملة والمستدامة، يسعى كثير من دول العالم إلى الاحتذاء به، لأنه النموذج الذي يمتلك كل مقوّمات النجاح والبناء والتطوّر. والذي أشاد به مختلف الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية، ما منح دولة الإمارات مراكز متقدمة في مختلف التصنيفات العالمية، سواء على مستوى المنطقة العربية أم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أو حتى على مستوى العالم. وهو الأمر الذي أهلّها لأن تحظى بتنظيم العديد من الفعاليات العالمية الكبرى، واستضافة أبرز الأحداث السياسية والاقتصادية والرياضية وغيرها. وكان لها قصب السبق في بعض منها، كاجتماعات المنظمة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا» وقمة الطاقة، والمنتدى الاقتصادي العالمي ومعرض «آيدكس» والبطولة العالمية للفورمولا-1، فضلاً عن اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وفعاليات كأس دبي العالمي للخيول، ومعرض دبي الدولي للطيران، ناهيك عن معارض الكتب الدولية، ومهرجانات السينما العالمية، والمسرح والأدب والثقافة عموماً. ما أكسبها خبرة واسعة في هذا المجال، حظيت من خلالها بمكانة رفيعة مدعومة بمصداقية عالية في المجتمع الدولي. واليوم تقف دولة الإمارات أمام تحدٍّ جديد، يتمثّل في استضافة «إكسبو 2020»، ونحن على يقين بأن الإمارات عموماً، ودبي على وجه الخصوص، قادرة على الفوز بهذه الاستضافة، وستتغلب على المدن الأربع العالمية التي تتنافس بقوة لاستضافة الحدث الأبرز، وهي: «أيوتهايا» التايلاندية، و«إيكاترينبرغ» الروسية، و«إزمير» التركية، و«ساو باولو» البرازيلية، وذلك لما تملكه الدولة من مقومات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وحضارية، تجعلها في مقدمة الدول والمدن التي تتنافس على استضافة الأحداث العالمية. فعلى الصعيد الاقتصادي، لدينا اقتصاد قوي تجاوزنا من خلاله جميع الأزمات المالية العالمية المتتالية، التي ما زالت تعصف بالكثير من الدول المتقدمة، كما أننا نملك عدداً من أكبر المطارات الدولية في العالم وأكثرها ازدحاماً وتطوراً، فضلاً عن البنية التحتية المتكاملة من طرق وشوارع وجسور ومراكز تسوق وفنادق، هي الأفضل عالمياً، وشبكة مواصلات وقطارات ومرافق ومنشآت طبية وترفيهية ورياضية وثقافية، بالإضافة إلى البنية التكنولوجية الحديثة التي ساهمت في وصول الدولة إلى اقتصاد المعرفة، كما لدينا أعلى برج في العالم «برج خليفة». ومدن وجزر عالمية محروثة في البحر، ولدينا مدينة «مصدر»، أول مدينة خالية من الانبعاثات الكربونية في العالم، إضافة إلى مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا»، ولدينا عاصمة الثقافية العربية والإسلامية، ولدينا مواقع آثارية ومناطق طبيعية من جبال وبحار وسهول وصحارى ومحميات بحرية وبرية، كما تحتضن الإمارات مقيمين لأكثر من 200 جنسية، يتعايشون معاً في تناغم وتجانس وسلام أشاد به العالم. ولدينا الأمن والأمان عصبا الحياة المستقرة والهانئة، ولدينا الإنسان الإماراتي الذي هو ثروة الوطن الحقيقية، ولدينا روح الإسلام السمحة التي تدعو إلى التسامح والمحبة والسلام بين مختلف الأجناس البشرية.. هذا على سبيل المثال لا الحصر، فما لدينا لا يمكن حصره في مقالة قصيرة. نعم، إن الشيء الوحيد الذي لا يوجد على خريطة دولة الإمارات هو «المستحيل»، فهذا المصطلح قد مُحي من قاموس مفرداتنا منذ زمن بعيد، فلم نعد نعرف عنه شيئاً، لأننا نتحدى الثوابت فنبتكر معالم جديدة ونرسي معايير مغايرة، فمن خلال الإرادة القوية والتخطيط السليم، يمكن أن نحقق كل شيء على هذه البسيطة. وعلى ضوء هذه المقومات، تعمل اللجنة العليا لاستضافة «إكسبو 2020» بحيوية وفاعلية كبيرتين. للترويج لإمارة دبي لاستضافة هذا الحدث الكبير، بتوجيهات ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو الرجل الذي قال يوماً: «إن الهدف واضح، والطريق ممهد، والساعة تدق، لا مجال للتردد، كثيرون يتكلمون ونحن ننجز»، وهذا ترجمة للواقع الذي تعيشه دبي اليوم. نعم، فسموه قهر المستحيل. وتغلب على أكبر التحديات، فأصبح المركز الأول عشقه وهدفه الدائم. وفي هذا الإطار، فإننا كإماراتيين معنيون بشكل كبير بالعمل مع اللجنة العليا الموقرة لاستضافة «إكسبو 2020» في دبي، فبدءاً من الفترة التي بدأت فيها «اللجنة» عملها وحتى نوفمبر 2013. وهو موعد التصويت النهائي لاستضافة الحدث، يجب علينا جميعاً أن نرفع شعار إكسبو دبي 2020 «تواصل العقول.. وصنع المستقبل»، ليكون عنوانا لنا في حِلّنا وترحالنا، في مهرجاناتنا ومؤتمراتنا واجتماعاتنا المحلية والإقليمية والدولية، سواء كنا رجال سياسة أم دبلوماسيين، رجال أعمال أم اقتصاديين، إعلاميين أم مثقفين، أدباء أم مواطنين عاديين.. فكلنا سفراء للترويج لاستضافة إكسبو 2020 في دبي. ولا نستثني الإخوة العرب أيضاً، سواء من المقيمين عندنا في الدولة أو في بلدانهم، حكومات وشعوباً، لأن الفرحة ستكون عربية بامتياز، خاصة أن دولة الإمارات تعتبر الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي ستنظّم مثل هذا المعرض، فضلاً عن أن دبي هي المدينة الوحيدة العربية التي تتنافس مع المدن الخمس الأخرى على استضافة الحدث. إن التحدي قائم، ونحن واثقون بكسب الرهان، لأن نجاحنا الكبير في استضافة «إكسبو 2020»، يرسخ إيماننا القائل «ما يراه الآخرون إنجازاً، هو نقطة في بحر أحلامنا». لا مبالغة في كلامي، ولا تعصّب لبلدي، لكنه الحق والحق أقول: هل بعد هذا المجد مجد؟ وهل بعد هذه الحضارة حضارة؟ الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 05-07-2012 02:29 مساء
الزوار: 5890 التعليقات: 0
|