ويسعى إلى بيان الآفاق الثقافية التي تسير فيها هذه الأنشطة ، مع تركيز الكتاب على تنوع أشكال التعبير الثقافي في الأردن بدءا من القوانين والتشريعات الضامنة لحرية التعبير الثقافي مرورا بالنسيج الاجتماعي الأردني المتنوع ، والمؤسسات والهيئات الثقافية المعبرة عنه ، وليس انتهاء بأشكال التعبير المتنوعة التي رصدها البحث من خلال الإعلام المرئي المسموع ، والإعلام المقروء .
وقد شارك في هذا الكتاب نخبة من المختصين برصد آفاق التنوع الثقافي في الأردن ، وقدموا فيه جهدا تأسيسيا في توثيق الذاكرة الثقافية الأردنية ، سيكون إن شاء الله - بداية لطريق طويل وجميل في رحلة التوثيق ، وسيؤسس لذاكرة محفوظة ، تظهر الوجه الحقيقي للحياة الثقافية في الأردن وتعكس الأفق الرحب الذي تتنوع فيه أشكال التعبير ، وتمتزج فيه التجارب المحلية والعربية والعالمية ، في اجواء من القبول الرحب نفاخر بها ونعتز .
وفي الفقرة المتعلقة بالتنوع الثقافي من خلال التشريعات تناول البحث النصوص الدستورية الضامنة لحرية التعبير الثقافي في الأردن وتجلياتها ، من خلال الواقع العملي ، مع التنويه بدور وزارة الثقافة في تعزيز أشكال التعبير الثقافي في المملكة.
وفي البحث الخاص بالنسيج الاجتماعي تناول البحث مكونات المجتمع الاردني الإثنية والدينية والاجتماعية ، وصورة القبول التي تسير عليها الحياة في الأردن . معززة بالفعاليات ، والمؤسسات المعبرة عن هذا القبول .
كما أبرز البحث تنوع الهيئات الثقافية والمؤسسات الثقافية الأردنية ، وتوزعها النوعي والكمي ، وتمثيلها لشرائح المجتمع الأردني كافة ، دون تميز أو تحيز ، وانتشارها في بادية الأردن وقراه ومدنه ، وفق إحصائيات دقيقة ، تعبر عن هذه الهيئات والمؤسسات لغاية تاريخ إصدار الكتاب .
وفي مجال التنوع الثقافي في الإعلام ، رصد البحث البرامج والأعمال التلفزيونية التي ترصد الفعاليات الثقافية ، وتوثق للعادات والتقاليد والتعابير الثقافية في المجتمع الأردني ، في بحث هو الأول من نوعه الذي يرصد مثل هذه الفعاليات ويوثقها .
كما رصد البحث المتعلق بالتنوع الثقافي من خلال الإعلام المقروء الفعاليات الثقافية المعبرة عن هذا التنوع والأخبار الصحفية التي غطتها في فترة البحث ، وهي الفترة الممتدة من العام 2007 إلى العام 2010 ، وعَكَس البحث ثراء الحراك الثقافي الأردني وغناه بالتنوع الثقافي والحضاري للفعاليات الثقافية التي تمت في فترة البحث.
وبعد, فهذا جهد تفتح فيه الأبواب لتوثيق الذاكرة الأردنية ، وإبراز الوجه المشرق في الثقافة الوطنية الأردنية ، بما يؤهلها أن تكون ثقافة التنوع الاحترام والقبول ، وأن تشكل نموذجا حقيقيا للثقافة التي تحترم وتعزز تنوع أشكال التعبير الثقافي ، وتفتح المجال أمام جميع مكونات المجتمع لتعبر عن ذاتها وخياراتها الاجتماعية والثقافية .