عرار:اختتمت مساء الأربعاء الماضي فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان ليوا للرطب 2012، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
وأعرب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي وعضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، عن اعتزازه بالمستوى المميز الذي قدمه المشاركون هذه الدورة والذين فاقت مشاركاتهم 1500 مشاركة، وثمن عالياً حرصهم على الحفاظ على موروثهم الثقافي والاجتماعي، وصناعات الأجداد المرتبطة بالشجرة المباركة، والتي قدموها للجيل الشاب لضمان استمرارية هذا التراث العريق.
وأكد أنّ المهرجان يمثل ركناً أساسيا في التراث الإمارات الأصيل، وحدثا أساسيا على أجندة الفعاليات التراثية والسياحية في الدولة، خاصة وأنه يقام في منطقة ليوا حيث روعة الطبيعة وغناها بالنخيل وبمقومات السياحة الثقافية بمختلف أوجهها.
وأشاد محمد خلف المزروعي بالاهتمام الكبير الذي يُبديه سنوياً لحضور فعاليات المهرجان واللقاء مع المشاركين وتشجيعهم، سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، مُشيراً إلى أنّ تأكيد سموه على نجاح مهرجان ليوا للرطب في الحفاظ على التراث وتحقيق رسالته النبيلة، يُمثل ثقة غالية نعتزّ بها، وأكبر تتويج لجهود اللجان المنظمة وكافة الجهات الرسمية والخاصة التي عملت بتعاون وتنسيق رائعين.
وأكد أنّ هذا النجاح إنما يأتي بالطبع مواصلة لمسيرة العطاء والخير التي أسسها ودعم خطاها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، والتي ينتهجها اليوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من حيث الاستمرار في بذل الجهود وتسخير الطاقات لتطوير زراعة النخيل وتفعيل دوره الاقتصادي.
وتوجه محمد خلف المزروعي بخالص الشكر والتقدير للدعم الدائم لجهود صون التراث الثقافي من قبل سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ولسمو راعي هذا الحدث التراثي المميز الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، مما ساهم في ترسيخ هذا النجاح الكبير.
وأشار سعادته إلى أن إدارة المهرجان حرصت على تقديم كل الدعم اللازم لإنجاح هذه الدورة، وتقديم كل المساعدات وتذليل العقبات وتوفير كافة الإمكانيات لدعم المزارع الإماراتي، خصوصاً مع المكانة الرائدة التي تشغلها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال صناعة التمور وتصديرها، لافتاً إلى أن إدارة المهرجان اشترت من المزارعين أنواعاً مختلفة من الرطب بما قيمته 2 مليون درهم إماراتي، هذا فضلا عن منح الفائزين جوائز بقيمة 4 مليون و200 ألف درهم في إطار تشجيعهم ومكافأتهم على جودة إنتاجهم وعنايتهم بأفضل طرق الزراعة.
كما أشاد سعادته بحرص السيدات الإماراتيات على المشاركة في هذا الحدث الذي يبرز أهمية دورهن في المجتمع الإماراتي وما يقدمونه من دعم ومشاركة جنباً إلى جنب مع الرجل في سبيل تنمية وتطوير المجتمع، وتقديم صورة مشرقة عن الدور الذي تلعبه المرأة الإماراتية في الأسرة، لافتاً إلى أن عدد المشاركات في السوق الشعبي تجاوز 350 سيدة إماراتية حرصن على التواجد يومياً، لتقديم روائع التراث الإماراتي للزوار من المواطنين والمقيمين والسياح الذين توافدوا بالآلاف لحضور فعاليات المهرجان.
وتوجه سعادته بالشكر إلى كافة وسائل الإعلام التي ساهمت في تسليط الضوء على هذا الحدث المميز، من صحف وإذاعات وتلفزيونات محلية ودولية ناطقة باللغات الحية على ما قدمته في إظهار فعاليات هذه المناسبة الهامة. 
وعبر محمد خلف المزروعي عن اعتزازه بالدعم المتواصل من المؤسسات الحكومية والخاصة التي كانت حريصة على الدعم والمشاركة في مهرجان ليوا للرطب، حيث أسهمت أكثر من 50 مؤسسة حكومية وخاصة في إنجاح ودعم المهرجان، وخص بالذكر الراعي الرئيس أدنوك ومجموعة شركاتها والراعيالذهبي شركة الظاهرة الزراعية، وشركة الفوعة لتطوير زراعة النخيل وتنميتها، إضافة إلى شركاء المهرجان ديوان ممثل الحاكم في المنطقةالغربية- بلدية المنطقة الغربية- القيادة العامة لشرطة أبوظبي شرطة المنطقةالغربية- هيئة البيئة" أبوظبي- مجلس تنمية المنطقة الغربية- هيئة أبوظبي للصحة- دائرةالنقل- جهازأبوظبي للرقابة الغذائية- شركة أبوظبي للتوزيع- مركز إدارة النفايات بأبوظبي- ومركزخدمات المزارعين أبوظبي.

السوق الشعبي محطة أساسية
مثل السوق الشعبي في مهرجان ليوا للرطب أحد أبرز الفعاليات المرافقة لمسابقات الرطب، وذلك من خلال تقديم الصناعات اليدوية التراثية المرافقة للمهرجان والتي ما زالت تمارسها سيدات المنطقة الغربية وغيرها من مناطق الدولة في بيوتهن، وكان المهرجان فرصة بالنسبة إليهن لاستعراض هذه المهارات وبيع منتجات تظل هدايا تذكارية لزوار المهرجان، حيث خصص المهرجان حوالي 160 محلاً تقدم منتجات تتراوح بين الأزياء التراثية والمصنوعات اليدوية التقليدية ومواد غذائية مصنوعة بإتقان ومهارة بأيدي النساء الإماراتيات.
من خورفكان جاءت السيدة فاطمة المغني لتسجل مشاركتها للعام السادس على التوالي في المهرجان، حيث تعد مشاركتها فرصة لتسويق المنتجات، وفرصة لتساهم المرأة الإماراتية جنباً إلى جنب مع الرجل في زيادة دخل الأسرة، وأشارت إلى أن مشاركاتها لم تقتصر على المشاركات المحلية إنما سبق لها المشاركة في ملتقى العمل الخليجي في البحرين، وفي الملتقى التراثي الثقافي في مسقط، كما شاركت في معرض أعضاء الأسر المنتجة في نيوبري في بريطانيا.
كما رأت المغني المهرجان فرصة للقاء مع سيدات منتجات من إمارات مختلفة وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين المشاركات، والتعارف فيما بينهن، والاطلاع بكل جديد، ومن خلال تواجدها في ركن لؤلؤة التراث تحرص على تقديم أعمال يدوية مميزة، كما ترحب بأي زائرة ترغب في معرفة طريقة صنع هذه المنتجات المصنوعة من خوص النخيل.
وبمنتجات مصنوعة من سعف النخيل شاركت السيدة سميرة العامري في السوق الشعبي الذي يقام على هامش مهرجان ليوا للرطب وقدمت السلال الملونة، وأطباق السفرة، وعلب تقديم الحلويات، وأشارت إلى الإقبال الكبير الذي تحظى به هذه المنتجات من قبل السياح وزوار المهرجان من المواطنين والمقيمين، ولفتت إلى أن مشغولاتها اليدوية سبق لها المشاركة خارج الدولة في معرض الأشغال اليدوية في ماليزيا للتراث والأشغال اليدوية.

الدهشة ترافقك عند الوصول إلى جناح السيدة نورا صالح المزروعي حيث تعرض عليك كوباً من القهوة المصنوعة من نواة التمر، فتغسل نواة التمر وتتركها مدة لتجف، ومن ثم تحمّص وتخلط معها الهيل والقرنفل والدرسيل (المعروف بالقرفة) ومن ثم تكيس وتغلف، كما أنها طورت طريقة لصناعة القهوة من ماكينة طحن اللحم العادية وأضافت بعض الشفرات المزدوجة والحادة حتى يسهل طحن نواة التمر بسهولة. وقدمت خلطات طبيعية لمعالجة بعض الأمراض، وصنعت كحل العين من نواة التمر المطحون أيضاً، كما قدمت في جناحها فحم الأراجيل من نواة التمر.

سفير السودان: أشعر أني في بيتي وأنا في ليوا
وقد زار المهرجان أمس الثلاثاء سعادة سفير السودان بأبوظبي (وزير مفوض) نور الدائم عبد القادر، وقام بجولة في أروقة المهرجان، وكان انطباعه جميلاً جداً حول ما شاهده. وصرّح بأنّها المرة الثانية التي يزور فيها مهرجان الرطب، فقد زاره في العام السابق. ولاحظ أنّ عنصر التنظيم هذه السنة لا يقل أهمية عن العام السابق، بل يفوقه. بالإضافة إلى حركة الإقبال الكبيرة التي تميّزه.
وأضاف أن أكثر الأشياء التي جذبت نظره في أثناء تجوله في أجنحة مهرجان ليوا للرطب أنه لم يشعر إلا وأنه في بيته. فهناك الكثير من النقاط المشتركة بين التراث الإماراتي، والتراث السوداني فالأصالة والبيئة البدوية من قهوة وتمر هي أشياء أصيلة في تراث البلدين. كما أن الربط الجميل بين التراث والواقع وخصوصاً اللمسات التراثية داخل المهرجان هي لمسات رائعة بتماشيها مع روح العصر.
وتابع قوله إن هذه الفعالية الخاصة بالرطب هي من أفكار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي أولاها اهتماماً مميزاً, ومن الأمور التي تحافظ على التراث والثقافة.
وتمنى أن تتاح الفرصة للسودان للمشاركة في هذا المهرجان لعرض منتجاتهم في الدورات القادمة إن شالله.  كما حضّ أبناء الجالية السودانية في الإمارات على المشاركة في كل الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة،
وختم حديثه بخالص الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً على هذه الفعالية المميزة، وكذلك للجهة المنظمة للمهرجان على كرم الاستقبال والضيافة.

جائزة خليفة الدولية لنخيل التمور
قال عهد كركوتي منسق العلاقات العامة في جائزة خليفة الدولية لنخيل التمور إن الجائزة هي مكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وهي جائزة دولية لكل من يعمل في مجال زراعة نخيل التمر، ومشتقاته. وتتألف الجائزة من فئة البحوث والدراسات، وفئة المنتجين المتميزين، وفئة أفضل تقنية، وفئة أفضل مشروع تنموي، وفئة الشخصية المتميزة.
وأشار إلى أن مشاركتهم في مهرجان ليوا للرطب تأتي بناء على توجيهات سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي لإبراز التزام الجائزة تجاه المجتمع الإماراتي، وتشجيع فئات المجتمع كافّة، وخصوصاً المزارعين منهم في الترشح لفئات الجائزة.
وأضاف كركوتي أن مزارعي دولة الإمارات العربية المتحدة وصلوا إلى درجة التنافسية الدولية من حيث نوع الإنتاج، وجودته. فقد فاز بالجائزة بدورة 2012 اثنان من المزارعين من  أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة - المنطقة الغربية عن فئة أفضل إنتاج، أو المنتجين المتميزين. 
وكشف كركوتي بأنه نظراً لتوسع أعمال الجائزة، وزيادة عدد المرشحين في الدورات السابقة، تمت الموافقة على زيادة ميزانية الجائزة اعتبارا من الدورة القادمة إلى 6 مليون درهم.
يذكر أنّ الجائزة تلقت دعوات دولية عدة -بحسب كركوتي- للمشاركة في معارض ومهرجانات وفعاليات ذات صلة بزراعة النخيل والتمور، ومنها دعوة من دولة ليبيا الشقيقة حيث سيقام معرض للتمور، ودعوة من مملكة المغرب العربي لمؤتمر ومعرض التمور الثالث، ومهرجان الإمارات الدولي للتمور الذي سيبدأ فعالياته في شهر نوفمير 2012.