قصيدة للشاعر العذب
بــاجــس الــزيــدان

بيت(ن)طلعتي منه طافي من النور...
وبيت(ن) دخلتي به تواهج بالانوار

ودور(ن)هجرتيهن تباكن وهن دور...
ودار(ن) دخلتي به تفااخر وهي دار

يبكي عليك أشجار حايط بهن سور..
ويبكي عليكم سور حايط بالاشجار

صدّق لو اللي قلتهن بيدهن شور...
مايقبلن منكم على الطلعه اعذاار

عشتي بهنّ ايام وسنين وشهور..
وخلّيتي الفرقا على الباب تذكار

والباب لولا الباب منهي ومامور...
سكّر ولا يفتح ولايريد زوّار

حتّى السرير من القهر يشكي الجور...
من السرير نصبتيه قد غاار

يقول انا ياناس مبلي ومقهور...
ياااهيه.عقب مفارق الزين وش صار؟؟

شفنا بدنيانا على دورك الحور...
وهن مايشافن كود.بانهاء الاعمار

بارظ الصحاري لوتصيرين بالبور...
لو كان ممحل فتّح وصار نوّار

نوّار واعشاب(ن)ووردات وزهوور...
ايفتحن لارتع بهن ظبي الاقفار

ظبي(ن) عفر من شوف الازوال مذعور...
ونوب ايتذيّر من اظلاله اليا سار

وانت السبب في علّتي وانت دكتور...
داي. ودواي بايدكم سر واجهار

جرتي عليه ويشتكيلك من الجور...
وزدّتي على جور الزمان الذي جار

ومهما اتّعذّر يالغظي ..ماانت معذور...
هذا وانا احمل جور ظلمك والاقدار

وبيتن طلعتي منه طافي من النور...
وبيت(ن)دخلتي به توااهج بالانوار

استهلالية مباشرة تبدا بها القصيدة بمخاطبة المحبوبة
بيت(ن)طلعتي منه طافي من النور...
وبيت(ن) دخلتي به تواهج بالانوار
هذه المخاطبة ليست وجها لوجه انما هي مناجاة .. حيث يصف الشاعر بان بيت محبوبته حين ( طلعت ) منه بالمعتم بحين أن البيت الذي دخات اليه اصبح منيرا ومتوهجا ومصيرا حيث تبدو لغة التوجد واضحة بالمطلع وباغلب ابيات القصيدة
ودور(ن)هجرتيهن تباكن وهن دور...
ودار(ن) دخلتي به تفااخر وهي دار
بالبيت الاول كان حديث الشاعر عن بيت واحد ليس سواه وهو بيت محبوبته ولكنه الان يتحدث عن ( دور ) فما الفرق يا ترى ؟ فلم يضع شاعرنا كلمة بيت اولا ثم يضيف الدور جزافا بل قصد ذلك فالدور التي هاجرت منهن محبوبته هي البيوت التي دخلتها وكان لها بها ذكريات فكيف لا يبكينها .الا ان هذه الهجرة لدار اخرى ولك ان تتخيل اخي المتلقي ما يمكن ان تعنيه ( الدار ) فالشاعر يبث بها الحياة فهي تارة تبكي وتارة تتفاخر بنفس الشخص ثم ننظر ماذا بعد ..يبكي عليك أشجار حايط بهن سور..
ويبكي عليكم سور حايط بالاشجار .. قد يبدو للقارئ ان صدر البيت وعجزه هو تدوير غير مبرر للمفردات بذات الدلالة , ولكنه ليس كذلك .. فالشاعر كما قرانا مسبقا بث بالجمادات الحياة لتصف فراق محبوبته ولكن ما الفرق بين بكاء اشجار يحيط بهن سور وبكاء سور يحيط بالاشجار ؟ وكأن الشاعر يتخيل لحظة خروج محبوبته من منزلها ولك ان تتخيل ايضا ان هذا الخروج ربما لم يكن عاديا فهو خروج بلا عودة .. يتخيل الشاعر خروجها خطوة بخطوة فحين خرجت من البيت بكاها البيت وعندما وصلت للاشجار بكتها كذلك ولكن هذا البكاء ما زال محدودا وعند وصولها خارج السور بكى عليها وكانه يعلن البكاء بكل ( الدور ) ...صدّق لو اللي قلتهن بيدهن شور...
مايقبلن منكم على الطلعه اعذاار
صدّق .. ؟ ولكن من ؟ انه يخاطب المحبوبة فيقول لها ... أتصدقين بأن البيت والدور والاشجار والسور لو لديهن القدرة على الاخذ بما ابدنه من بكاء عليكِ لما قبلن بـ ( الطلعه ) ولا قبلن باي عذر تقدمينه ولكن لماذا ؟ لانكِ ...عشتي بهنّ ايام وسنين وشهور..
وخلّيتي الفرقا على الباب تذكار
فكيف لا تبكيك كل ما ذكرت وقد تركتِ بصمة الفرقا هناك على الباب خالده
والباب لولا الباب منهي ومامور...
سكّر ولا يفتح ولايريد زوّار
وحتى هذا الباب لو ان امره بيده بقي مغلقا بعدكِ لا يريد اي زائر ان يفتحه سواكِ ولكن الشاعر يُقر بان الباب يُنهى ويؤمر بالفتح والاغلاق .
حتّى السرير من القهر يشكي الجور...
من السرير نصبتيه قد غاار
هنا يعود الشاعر لداخل البيت ويسترسل بمخاطبة كل ما يخص المحبوبة ليصف لنا تلك الغيرة التي اصابت سريرها القديم من الجديد ويتحدث معه فيسمع جواب السرير يقول ..
يقول انا ياناس مبلي ومقهور...
ياااهيه.عقب مفارق الزين وش صار؟؟
يقول السرير انه اصبح مبتلى بغياب صاحبته وكذلك فهو مقهور عنها وعليها ولكن ماذا حدث بعد فراقها ؟ ...شفنا بدنيانا على دورك الحور...
وهن مايشافن كود.بانهاء الاعمار
ما حدث بعد الفراق ليس الا ذكرى فيتذكر انه اثناء وجودها ( على دورك ) كانت اشبه بالحور العين اللاتي ليس لهن وجود الا بالدار الاخرة فهو يقر بحسنها وجمالها الآسر ..ويمتد الشاعر بخيالاته خارجا من الاطار الضيق للأوسع هناك .....بارظ الصحاري لوتصيرين بالبور...
لو كان ممحل فتّح وصار نوّار

نوّار واعشاب(ن)ووردات وزهوور...
ايفتحن لارتع بهن ظبي الاقفار

ظبي(ن) عفر من شوف الازوال مذعور...
ونوب ايتذيّر من اظلاله اليا سار
حيث يرى الشاعر بأن المحبوبة لو اصبحت بارض قاحلة مجدبة لتغيرت تلك الصحراء المجدبة الممحلة ( البور ) لأرض خضراء تسر الناظرين بها العشب والنواروليس ذلك فحسب بل انها تصبح مرتعا للظباء التي من المعروف عنها بذعرها من ظلالها وهنا ربما هي صورة مقتبسة من ( عادة الظبي يجفل لا تحرك ظلاله ) قلت ربما لاني لا اعلم من الاسبق على خلق هذه الصورة .
وانت السبب في علّتي وانت دكتور...
داي. ودواي بايدكم سر واجهار
هنا يخرج شاعرنا من مخاطبة البيت .. الدار .. الاشجار .. السور .. السرير .. ليخاطب المحبوبة مباشرة فيقول لها .. انك سبب مرضي وانتِ كذلك ( دكتور ) حيث ان المرض والعلاج بيديكِ وهنا نُشير الى ان الشاعر اورد خطابه للمحبوبة بالتذكير وليس التأنيث وهذا الامر يتداوله ابناء قبيلة بني صخر بلهجاتهم التي ينتمي اليها شاعرنا باجس الزيدان جرتي عليه ويشتكيلك من الجور...
وزدّتي على جور الزمان الذي جار

بعد كل ما سبق ماذا حدث يا شاعرنا لتتهم محبوبتك بالجور ولماذا تشتكي اليها هي من جورها الذي تعتبره اكبر من جور الزمان ؟... ولكن الجواب اتى بالمفأجاة هنا بهذا البيت
ومهما اتّعذّر يالغظي ..ماانت معذور...
هذا وانا احمل جور ظلمك والاقدار
كيف لا يعذر الحبيب حبيبه ؟ مهما بلغت الاعذار فأنتِ لستِ بمعذورة .. لماذا ؟ومع ذلك فالشاعر يتقبل ان يحمل طلم محبوبتة وجورها عليه و ... ( الاقدار ) ولك ان تتخيل ان مفتاح القصيدة بهذه الكلمة ( الابعقدار ) فليس من الممكن ان يكون الشاعر نرجسيا من مطلع القصيدة لغاية اخر بيتين وبهما يتهم محبوبته بظلمها له ويخبرها بأنه لن يقبل الاعذار ... ولكننا عندما نمعن النظر بمجمل الابيات يُخيل للقارئ ان الشاعر يتحدث عن محبوبة تركته وتركت دار اهلها وتزوجت وسكنت بيتا آخر ...
ولكن الامر غير ذلك ....( هذا وانا احمل جور ظلمك والاقدار )فالمحبوبة قد ماتت وتركت دارها لتسكن دارا تتفاخر بها باشارة لورع وتُقى المحبوبة لذلك فالشاعر يرضى بذلك الظلم ( ظلم الفراق ) ووحشته ولكنه ينصاع لحكم الاقدار
بقي ان اقول انني لا اعلم ماذا عنوّن الشاعر باجس الزيدان قصيدته ولكن ربما _ وان جاز لي ذلك _ سأسميها ( الاقـــدار )