ولكنّ الله قيّض رجالاً يكون على يديهم النّفع خاصّةً ما يكون في مجال العلم والتّأليف في العلوم النافعة وفي الجمع والتّوثيق فيما يكون فيه تاريخ الأمة وحفظ تراثها فمن أولئك الرجال في هذا العصر الشيخ منصور بن ناصر النابتي المشعبي السبيعي الشيخ الذي لم يكن بمسمّى اللّفظ والتّعريف للمشيخة المعروفة ولكن تجاوز منصور بن ناصر النابتي المشعبي السبيعي اللّقب بمفهومه البيئي حيث لدى هذا الرجل طموحات كبيرة جدّاً ليس نحو قبائل سبيع في ترسيخ أنسابهم وجعل كيان مهم لهم في هذا العصر الحديث بل لدى هذا الرجل ممّا أدركته من شخصيته ومفهومه الكبير نحو ما يريده من مكانة كبيرة لقبائله ومجتمعه فأيقنت أنني لم أكن أمام شخص عادي تنتهي طموحاته إلى حدودٍ معيّنة بل أمام شخص يختزن في صدره أشياء كثيرة يريدها لذويه قبائل سبيع بل وللأخرين من أصدقاءه بل وإن قلت وتجاوزت في قولي وأنا متأكد من ذلك يريد هذا الرجل أن يضع مفهوماً كبيراً لقبائل سبيع ليتم تفعيلها ولتكون قبائل خير وبركة لعودة الترابط الاجتماعي المرتبط بالمعاني السامية التي هي محور الدولة في بناء الإنسان السعودي على العموم ليكون فاعلاً متفاعلاً .
فلقد استطاع الشيخ منصور أن يجسّد مشروعاً كبيراً لقبائل سبيع ليكون بذلك نبراساً لهم في العصر الحديث حيث المشروع ليس هو مؤلفه الكبير في توثيق النّسب فقط بل كان مشروعاً ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً فكان ثقافياً حيث التوثيق والمعرفة الحقيقيّة بترسيخ الأصول وتنقية ذلك من كل شائبة ملتزماً بتلك الحقيقة بالأدلة والثوابت حيث كان ذلك عطاء منه للجيل الحاضر من قبائل سبيع وللأجيال القادمة فهو بحق يعتبر هذا المشروع إنجازاً منه وفخراً للجميع وكان ذلك حصيلة جُهدٍ متفاني وإخلاص منه في هذا العصر الحديث فتجلّى للجميع قيمة هذا الإنجاز الكبير الذي بحث سيجني أفراد قبائل سبيع الحالية والأجيال المقبلة ثمار هذا الإنجار وضرب الشيخ منصور بهذا المشروع أروع صور الترابط الاجتماعي الذي هو من أسس الدّين الحنيف حيث قال الله تعالى : ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ﴾ وقال تعالى : ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ﴾ .
وهكذا كان الشيخ منصور مرتبطاً بهذه التعاليم الربّانية فاستلهمها وفعّلها بهذا المشروع العظيم التوثيقي . ولقد وقف الشيخ منصور وقفة الرجل الصارم فلم تثنيه الإغراءات التي تعرّض لها من بعض المؤثرين الذين يريدون أن يخترقوا هذا التوثيق في بعض المطالب آخذين في أنفسهم فرصة التوثيق لهم ان استطاعوا أن يكونوا في دائرة التوثيق العظيم ولكن ثقة الشيخ منصور بالله أولاً ومن ثم ثقته بضميره أبى أن يُخترق هذا التوثيق أو تلحق به أي شائبة فآل على نفسه أن ينجز هذا المشروع العظيم من موقع الأمانة وصدق الرجولة بأن يكون مشروعاً يهديه لكل فرد من أفراد قبائل سبيع لحاضرها ومستقبلها ليكون ذلك هدية الذكرى الخالدة وفاءً منه لهم وأمانة في عنقه أدّاها بما أراد الله لها .
وهاهو المشروع العظيم الذي أصبح اليوم ولادة فجر جديد لقبائل سبيع من ابن لهم وفقه الله لإنجاز هذا المشروع العظيم وبحق أنه نبراس للآخرين فيمن يريدون أن يكونوا لغيرهم في تحقيق العزة والكرامة وما فيه الخير للجميع وها أنا الأستاذ محسن جهز أبو عقال المؤلف والأديب أشيد بالشيخ منصور حي أنه من الرجال وأقول إن شاء الله إنه من الرجال العظماء الذين سيتركون من الآثار ما تفخر به الأجيال القادمة وما يعتز به الحاضرون فتحية للمخلصين وتحية للشيخ منصور .
ولقد وجد الشيخ منصور تقديراً وعرفاناً من رجال الأدب والثقافة ورجال الأعمال داخل المملكة العربية السعودية وخارجها وحظي باحترام وتقدير الكثير من الوجهاء في بلاده وخارجها .
محسن جهز أبو عقال