جاء الكتاب في مئة وخمسين صفحة من القطع الوسط، يطرح فيه العامري سيرته الذاتية التي تتمثل بمشاهدات الطفولة وطقوس القرى الغورية. 

اعتمد العامري في كتابه على تسريد الذاكرة واعادة إنتاج صورة الأب والأم والشجرة وأحداث مرت على الشاعر في الطفولة، حيث كان للجد والنهر حضورهما الواضح.
الكتاب يأتي ضمن اهتمامات العامري ووفائه للمكان تستعيد ما يدور فيها من مشاهدات جمالية وأصداء عبر عنها من خلال اللوحة في كتاب صدر له مشتملاً على تجربته «ملاحة بصرية.» في رسم نهر الأردن وجواره .
عمد خلال التجربة/ الكتاب إلى استعادة حكاية النهر بألوان الأكرليك بشفافية ونوع من الحنين الذي يضفي على المكان مسحة إنسانية، وفي الآن ظلالاً فردوسية.
عالج المشاهدات وفق أسلوب تجريدي، يخزل المكان بسقوط الضوء وانكساراته التي تنوع المرئيات وتغني تفاصياها بين الظل والنور والإيقاع والتكرارات والتضادات التي تشكل سردية المكان.
ولا يبتعد العامري كثيراً في تجربته الشعرية عن متخيل المكان الذي خطه باللون، وهو المكان الذي سيطر على عدد من مجموعاته الشعرية ، ومنها «بيت الريش، ذاكرة المسننة»، «خسارات الكائن»، التي حضر فيها البيت والنهر والأشجار والعشب، واختزلت القرية في بيت الكلام والصور.
كما جاور الفنان في عدد من التجارب بين الكلمة والصورة ضمن مقاربة نصية حاور فيها أشعار الراحل محمد القيسي في «المغني الجوال»، والبحريني قاسم حداد في «أيقظتني الساحرة»،جاز صحراوي مع الشاعر امجد ناصر.
والعامري يشغل منصب مدير مديرية الفنون في وزارة الثقافة، عضو رابطة الكتاب الاردنيين والنقاد ورابطة التشكيليين التي رئيس هيئتها لعدد من الدورات.
اقام نحو عشرين معرضا شخصياً، وشارك في عدد من المؤتمرات والورش الفنية، وحاز على عدد من الجوائز في الشعر والتشكيل، منها: جائزة افضل ديوان شعر عربي 1994 من رابطة الكتاب الاردنيين ، وجائزة الرسم الاولى في بينالي طهران الدولي • جائزة الرسم في بينالي الخرافي الدولي – الكويت .
من مؤلفاته: فن الغرافيك في الاردن ،الشاهد والتجربة ، عزلة الفراغ، وفي الشعر: معراج القلق، خسارات الكائن، بيت الريش، قميص الحديقة
من قصيد النهر، من مجموعة «قميص الحديقة»:
«كالحرير مضى النهرُ
صوبَ فرادته
وهوَ يحملُ قمصانه الشجريةَ قيظاً
يواري شحوب مراياهُ مستسلماً
لنداءٍ قديمْ
كما الخيطُ ينسج سجادة الأرض
تلصفُ أسنانهُ كعقيق النحورِ
هو النَّهْرُ ابن الترابِ
بقايا بكاء تجمّعَ في السَّهلِ
صوفٌ تكاثر في حَجَرِ الماءِ
حبرٌ تراكض في ورقِ العشبِ
شبّابةٌ وحصى