|
عرار: عرار-.محمد المرزوقي -صدر الجزء الأول من كتاب " ملاحظات غير عابرة" للراحل المربي الكبيرالشيخ عثمان الصالح – رحمه الله – جمعه وأعده الدكتور محمد بن سعد الشريف، بإصدار مكتبة العبيكان في خمس وخمسين وخمس مئة صفحة من القطع الكبير.. متضمنة كلمات وأفكارا ومتابعات ومقالات تربوية واجتماعية تصور فترة مهمة في تطور وتحولات. «ملاحظات غير عابرة».. المجتمع السعودي. حيث يضم الإصدار مقالات نشرت للصالح بين عامي 1386- 1412ه نشرها في مجلة "المنهل" السعودية، تحت باب "ملاحظات غير عابرة" إذ كان الكاتب ممن انغمس في مهنته التربوية الإدارية، وعمله الحكومي التعليمي، في الوقت الذي لم ينشر عبر مسيرته مع الكلمة كتبا مختصة في مجال معرفي معين، لكنه ظل بما يسطره بمداده قلما فاعلا في المجتمع الثقافي، عطفا على ما تفاعل به قلمه من اهتمام بالقضايا الاجتماعية والتربوية والثقافية المجلية، التي كانت تأتي مقالاته جزءا بمثابة كاتب منخرط في هموم المجتمع، ومستجدات قضاياه اليومية المختلفة. وقد اتسمت كتابات الصالح فيما طرقه من موضوعات بالنظرة التأملية التي تعكس مدى ما يتصف به من تجربة معرفية بالمجتمع يصاحبها بمستجدات الحراك الاجتماعي والتعليمي الذي تشكل عبره العديد من التحولات الاجتماعية والثقافية والفكرية محليا، إلى جانب ما يتصف به الصالح إلى جانب هذا الحد الثقافي من حب وشغف بالأدب، الأمر الذي جعله يتخذ من المقالة الأدبية جسرا لأفكاره ولسان حال للإفصاح عما يجول بمداده من خواطر أدبية مختلفة. يقول عبدالإله بن عثمان الصالح في ثنايا تقديمه للكتاب: لم تكن مقالات الوالد مصدر كسب أو طريقا للشهرة، كما أنها لم تكن مغرقة في التأملات الذاتية، ولم تكن تهدف للاستفزاز أو تؤدي للصدام.. فلقد كانت موضوعات مستمدة من الأحداث اليومية والتطورات الاجتماعية، إذ كان الوالد يتعامل معها من خلال نشر نتف من الأخبار، وشذرات من المعارف العامة موشاة ببعض الطرائف والأحاديث، ليبث من خلالها آرائه الخاصة في الشؤون العامة، ويلامس في السطور وبين السطور مظاهر المجتمع برفق ولين، وفكر مستند على جوهر من الثوابت والثقافة الشرعية والحضارية. لقد كان الصالح يقدم للقراء في مقالاته مادة طريفة خلفها تفكير وتدبر وتمعن مجلو بأسلوب سلس بسيط كأسلوب حياته الخاصة والعامة متحررا من قيود الصنعة والبديع والحجر اللغوي، لتقترب من فهم الناس وذوق أوساطهم مباشرة همومهم واهتماماتهم، بدون السقوط في العامية ومزالقها، إذ كان يوجه مقالاته لجمهور متباين الأذواق والثقافات والمعارف والمهارات والتوجهات.. مما يجعل القارئ لهذا الإصدار يجد في ثناياه كاتبا تفيض خواطره فيما يدون بأسلوب متدفق حر طليق.. أدنى إلى شواغل الناس وهمومهم وطواياهم الثقافية، مما جعل المقالات التي تضمنها الكتاب تمثل بواقعية كبيرة حقبة من الفترة الزمنية التي مر بها مجتمعنا شكلا ومضمونا. الكاتب:
ابتسام حياصات بتاريخ: الثلاثاء 05-03-2013 04:06 مساء
الزوار: 1162 التعليقات: 0
|