|
عرار: الشيخ ولد بلَّعمش ومنى الحاج يستمران في المنافسة، وباسل كيلاني يغادر الشاطئ ...في أمسية حافلة بجمال الكلمة ورحابة المعنى،،وآخر حلقات المرحلة الأولى من "أمير الشعراء"، علاء جانب يتأهل بـ47 درجة، وزملاءه سيترقبون التصويت عبر الـsms عرار:وما تزال رحلة البحث عن أمير الشعراء مستمرة في مسرح شاطئ الراحة، شاطئ اللؤلؤ والأضواء، حيث اجتمع هناك ليلة أمس الأربعاء أربعة شعراء جدد ليقولوا كلمتهم شعراً وإلقاء، علّ أحدهم يفوز ببطاقة التأهل التي تمنحها لجنة التحكيم المكونة من د. عبدالملك مرتاض، د. صلاح فضل، د.علي بن تميم؛ في كل حلقة لأفضل النصوص المقدّمة. و قبل أن يلقي الشعراء الأربعة الجدد وهم: إيمان عبد الهادي/ الأردن، خالد بودريف/ المغرب، علاء جانب/ مصر، يحيى وهاس/ اليمن؛ قصائدهم على أسماع الحضور والمتابعين عبر قناة أبوظبي – الإمارات مباشر؛ تمّ تقديم لقاءات مُصوّرة مع عدد من متابعي البرنامج، فأدلوا بآرائهم حول قصائد شعراء الحلقة الرابعة التي أقيمت الأسبوع الماضي، أؤلئك الذين كانوا يترقبون النتائج بفارغ الصبر، وهم الشيخ ولد بلَّعمش من موريتانيا الذي حصل على 41% من درجات التحكيم عن قصيدة "نقوش مسافرة"، وباسل كيلاني من فلسطين الذي حصل على 39% على قصيدته "من جبل النار"، ومنى حسن محمد الحاج من السودان التي وصلت درجاتها إلى 45% عن نصها "هُوَ مِثلُنَا". وفي التقرير المصوّر أدلى عدد من الأشخاص بآرائهم حول القصائد الثلاثة، وحول صعوبة المفردات التي استخدمها الشعراء، معترفين بعدم ارتباطهم جيداً باللغة العربية، ومؤكدين تقصيرهم تجاه لغته الأم، وهو ما ليس في صالحهم. شعراء تأكد وجودهم في المرحلة الثانية : مع انتهاء التقرير أعلن باسم ياخور عن اسمي الفائزين عن الحلقة الرابعة عبر الرسائل النصية sms، وهما: الشيخ ولد لّعمش الذي حصل على 81 درجة، تلته منى الحاج بحصولها 52 درجة، فيما خرج باسل كيلاني من المسابقة بحصوله على 42 درجة فقط. وينضم بلّعمش والحاج إلى كل من: هشام الصقري/ عمان، عبدالله آيت الصدّيق/ المغرب، ناصر الدين باكرية/ الجزائر، هزبر محمود/ العراق، سعد الهادي/ موريتانيا، مناهل العساف/ الأردن، عبدالمنعم الأمير/ العراق، ليندا إبراهيم/ سوريا، محمد أبو شرارة/ السعودية، أحمد الأخرس/ الأردن، فيما انضم لاحقاً عن الحلقة الخامسة الشاعر علاء جانب / مصر، وكذلك سينضم شاعران إلى القائمة في الحلقة القادمة (وهي الأولى من المرحلة الثانية) مع انتهاء عملية التصويت. "المثيل" عند إيمان ليلة الشعر بدأت مع قصيدة إيمان عبدالهادي من خلال نصّها "المَثيل"، وقد بدأت الشاعرة رحلتها مع الشعر في عمر مبكر، واليوم عمرها 30 عاماً، وهي أم لطفلتين، عملت في مجال الإعلام والثقافة، وفي أمانة عمان كمسؤولة عن قسم الكتب، وقد توقعت أن تكون في قائمة الـ20، وهذا ما حدث، فوقفت ثانية على خشبة مسرح شاطئ الراحة لتلقي نصها المكون من مقطعين، فجاء في مطلع المقطع الأول: شَفَّتْ تَخَايَلَ موجُها في الكاسِ ظمَأً أُنـاظِرُ غَفْلَةَ الحُرّاسِ ظمأً بِهِ الرّؤيا حُدوسُ مجرّةٍ وبموتِهِ تعويذةُ الأعراسِ خَرَجَتْ مِنَ الأَورَادِ بعضُ بُكائِها مَطرٌ وبعضُ شهيقِها أنفاسي لو أنّني كشّفتُ صبـحَ جبينِها شمساً لصارَ الكونُ محضَ لباسي في النّـصّ كلُّ كنايةٍ محجوبةٌ ويَعيثُ فيَّ تداخُلُ الأجـناسِ لو كانَ للمعنى دمٌ لأرقتُهُ لقرأتُهُ في جثّةِ الكُرّاسِ لكنّهُ التّأويـلُ يَبرأُ ما يرى ويُطيحُ بالرّامي وبالأقواسِ فيما بدأت المقطع الثاني بـ: هيَ: كلُّها لا شيءَ يُشبِهُ ظِلَّها لا ليلَ يُشبِهُ شَامَةً في فُلِّها لا فُلَّ يَعلَمُ _ في التّوقُّعِ بينَ أبيضِها الخليِّ وبينَ أسودِها المُسافِرِ _ ما يُساوِرُ سؤلَها تمشي على موتٍ قصيٍّ مُترَفٍ يرتادُ هامَتَها رؤىً وتولُّها من حيثُ ما انتبذت؛ يُفاجِئُها المخاضُ، مسافةٌ حُبلى فيحصلُ نخلُها وختمت النص بالقول: كأنَّ حلّاجاً يؤمُّ - بركعتَي عِشقٍ - مباهِجَ وَصلِها غزَلت دَمي في ثوبِها حتّى تورَّدَ نَولُها مَعذورَةٌ هيَ إن تنفَّسَ صُبحُها النّعمانُ ليلَكةً بآخرِ ليلِها هيَ أكثرُ الأسماءِ بسملةً وخاتِمةُ الصِّفاتِ أقلُّها سَيكونُ صُبحٌ آخَرٌ ماذا وراءَ الصُّبحِ حينَ تقمَّصَت عينُ الغزالةِ كُحلَها؟ د. عبدالملك مرتاض وجد إلقاء إيمان جميلاً، كما أثنى على النص، وقال: إن فيه إيقاعاً مستفزاً، وفيه صفير، وهو صوت شديد التأثير في المتلقي، ولا سيما القافية، كما أن العنوان جميل، لكن أعتقد أن عجز البيت الأول (ظمَأً أُنـاظِرُ غَفْلَةَ الحُرّاسِ) بحاجة إلى إعادة صياغة، لكن لغتكِ أنيقة، ونسجكِ بديع، وفي القصيدة سعي محموم نحو الحفر في اللغة الشعرية، وتجديد وحداثة وعبقرية في التصوير. د. صلاح فضل قال: إن تجربتكِ مبتكرة، فهي في قلب اللغة المتصوفة، وأنتِ تخترعين بعض الصيغ، وتقترحين لها مقابلات جديدة لكنها مفهومة الدلالة، والنص ينحو لتحقيق شعرية الرؤية، كما تقومين بالاختزال لتحقيق الرؤية بصراً وبصيرة، وتشارفين أيضاً منطقة لغة المتصوفة مثلما عند ابن عربي، وحين تذهبين إلى التفعيلة الحرة فإنكِ تفعلين ذلك بتناوب إيقاعي جميل، وأجد أن كياناً أنثوياً محيطاً بالكون وهو اللغة التي هي عشقك، فأنتِ من أمة تعبد اللغة في ثقافتها. د. علي بن تميم قال: تتكون القصيدة من مقطعين، قافية السين في المقطع الأول مكسورة، كما قافية اللام المكسورة والمضمومة والمفتوحة في المقطع الثاني، وقد شكّل هذا تحدٍّ بالنسبة لكِ، لكن كان هناك تحايل، وما أراه أن المقطع الثاني لم يكن إلا تفسيراً للمقطع الأول، أما اللغة فهي تميل إلى كونها أكثر زخرفية، فيها يتوارى الفن، وحين نريد الإمساك بالمعنى نجد أنه يغيب. ثم أضاف د. بن تميم: ما أجمل نهاية القصيدة، ومع أن الشاعر أحياناً يضيّع الدرر، إلا أنكِ أبدعتِ. "اعترافات" بودريف خالد بودريف/ المغرب، كان ثالث شعراء الأمسية الحافلة بالشعر، عمره 35 عاماً، وهو يحمل إجازة في القانون، كتب الشعر في المرحلة الثانوية بتشجيع من أستاذه، أما مشاركته في المسابقة فكانت بتشجيع من ذاته، إذ أن حبه للأدب العربي قاده إلى التوقع بأن يكون من بين قائمة الـ20، لأن اللجنة أعجبت بنصه الذي قدم، ومساء أمس ألقى نصاً بعنوان "اعْتِرَافَاتُ سَاحِرٍ مِنْ سِدْرَةِ الغَيْبِ"، والذي أثنت عليه اللجنة، ومما جاء في مطلعه: أَعْدُو وَرَائي وَخَلْفي لاَ أرَى أَحَدَا كَأَنَّنِي وَاحِدٌ في اثْنَيْنِ مَا اتَّحَدَا أُلْقِي عَصَايَ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُنْفَصِلاً عَنّي وَظِلُّ نَبِيِّـي يَقْرَأُ المدَدَا هَذي تَرَاتِيلُ أَجْدَادِي كَأَقْدَمِ مَا في الكَوْنِ مَنْقوشَةٌ أَلْوَاحُهَا أَمَدَا وأضاف: وَكُنْتُ أَبْحَثُ عَنْ رَبٍّ لأَعْبُدَهُ لِأَلْعَنَ الهَرَمَ الشّمْسِيَّ مَا عُبِدَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّ اللهَ أَوْرَثَني الوَحْيَ القَدِيمَ وَأنّي سَاحِرٌ سَجَدَا وختم نصه بقوله: مَنْ كَانَ خَلْفَ سِتَارِ الكَشْفِ مُتَّقِدَا قَدْ قَطَّعُوا مِنْ خِلاَفٍ كُلَّ أَوْرِدَتي لَكِنّني لَمْ أَمُتْ في سَاحِرٍ أَبَدَا كُنْتُ انْتَبَهْتُ إلى ظِلّي فَأَسْعَدَنِي أنّي تَرَكْتُ لَهُ مِنْ دُونِيَ الجَسَدَا د. عبد الملك مرتاض رأى النص جميلاً، لكن لم يعجبه العنوان، فكان يمكن أن يجعله الشاعر فعلاً وفاعلاً، أو مبتدأاً وخبراً، وعموماً النص في غاية الروعة، وأثر القرآن بادٍ على الشعر، سيما وأن الشاعر حوّل آية إلى شعر كما فعل شعراء سابقون، وقد وجد د. مرتاض في النص ثورة الشك والضياع والتيه والقلق، لكن من الممكن أن تكون حيرة الشاعر وجودية. ومما أضافه د. عبدالملك أن الشاعر أفرغ في النص كل الثقافة المغربية، وكأننا في مراكش بساحة الفنا، وبرأيه أن الأدب الحق هو الذي يصور البيئة المحلية. (أنت ساحر مغربي بهلول، تتقافز برشاقة لتجذب الأنظار، ثم تمضي إلى الفراعين، مع الكنز الديني الفرعوني)، هذا ما قاله د. صلاح فضل للشاعر، مضيفاً: في النص تناص مع القرآن، وأنت تبدي مهارتك البالغة في السباحة الشعرية، فتمزج الوحي النبوي بالوحي الشعري، وهو ما مميز قصيدتك. د. علي بن يميم رأى أن استعادة التراث بأبعاد رمزية تتطلب مهارة غير مألوفة، ولدى الشاعر بودريف خيال مطلق بدا شعرياً، إلا أن القصيدة ترهلت على الرغم من اتكائه على القرآن، وختم بالقول: إن الشعر سحر، وقد حاولت ذلك، إلا أن السحر انقلب عليك. علاء أحمد السيد، أو علاء جانب الاسم الذي اختاره لذاته، كان ثالث شعراء الأمسية وعلاء القادم من سوهاج، أب لثلاثة أبناء، وأستاذ مساعد في الأزهر قسم النقد، كان متابعاً لبرنامج "أمير الشعراء" منذ بدايته، وها هو اليوم يقف على خشبة مسرح شاطئ الراحة ليلقى نصه "حنينٌ إلى الغربة الأولى"، الذي قال فيه: قُدِّى الظَّلام فـقدْ مللْتُ لِفاعِي ودَعِي الحَمَامَ يطِيرُ مِنْ أوْجَاعِـي ضِيقُ الحُرُوفِ تُرَاهُ - أمْ سَعَةُ الجَوَى- دَلَّى سماواتي فَصِرْنَ رِقَـاعِـي؟! حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ مَلائِكُ أدْمُـعِي طرِبَ الفَرَاشُ فَرفَّ فِي إيقَاعِي ومَضَى يَضُمَّ الغَيْمُ تَحْتَ جَفَافِهِ لِيَصُوغَ "سِيمْـفونيَّـةً" لِوَدَاعِـي القَرْيةُ الأُولَـى لـغُـرْبـةِ آدمي حَـنَّ المَسَاءُ بِهَـا لِنـايِ الـرَّاعي فـتـحدَّثِي لـلـمَـاء إنْ لامَسْتِهِ الْمَاءُ يَسْمَعُ .. أنَّةَ الأضْلاعِ زِفِّي بموسـيقاك مَوْكـبَ شاعر رَسَمَ السَّـمَاءَ لخَـائفِينَ جِيَاعِ واستكمل قائلاً: لَحْنًا يُواسـِي الياسَمِينَ إذا بـكَـى خَوْفَ الشِّتاءِ عَلَى مَسِيلِ شُعَاعِ بي شَهْقَةٌ صَدْرُ السَّمَاءِ يَضِيقُ عَنْ أمْوَاجِها في صَـدْرِي المُتَدَاعي ولأنَّ لَونَ الشَّمْـسِ خَـطَّ ملامِحِي ودمَ الصَّعِيدِ المُرِّ دَمْعُ يَرَاعِي اخْترتُ وجْهَ الرِّيحِ وِجْهَةَ أحْـرُفِي وتَبِعْتُ نَجْمِي فِي عُيُونِ ضَيَاعي في قَلْبِ دَائرةٍ وقَفْـتُ. تَشدُّنِي أُمَّانِ.. كُـلُّ شَدِيدَةٍ بذِرَاعِ لو كُنْـتُمَا أمَّينِ مَا اجَّاذَبْتُمَا قلبي الصَّغيرَ وشَـتْـلَتَيْ نَعْـنَـاعِي يا وجْهَ أمِّـي أيْن أنْتَ أكُلَّـما قُلْتُ الْتَقَيْتُكَ ضِعْتَ خَلْفَ قِناعِ؟ ثم أنهى نصه بالأبيات التالية: أنَا والظِّلالُ ونـوْحُ نَافذةٍ بها بِنْتُ المَسَاءِ عَـلَى اخْضِرَارَةِ بَاعِ نَمْشِي عَلَى قلقِ المَسَافَةِ والمَدَى كسَفِـينَةٍ تـجْري بغَـيرِ شـرَاعِ يا "نُوحُ" أمْهِلنِي مَسَافةَ شَهْقـَةٍ أُخْـرَى لأجْمَعَ في الدُّمـُوعِ مَـتاعِي الماءُ فَرْعَانِ الْتَقَى سَـيْفَاهُمَا والضَّرْعُ أنْشَفُ مِنْ فَمٍ مُـرْتاعِ فبأيِّ بَوْصَلَةٍ أُهَدْهدُ حَيْرَتِي والبَوْصَـلاتُ يُشِرْنَ صَـوْبَ خِداعي؟ د. عبدالملك مرتاض قال: ما أجمل الحنين إذا سرى في الشرايين، ومعك نحن في وضع استثنائي، فأنت شاعر وأكاديمي، لكن لا أستطيع إلا قول ما أعتقد في النص، فالاغتراب في قول الشعر يمثل قمة، ويمثل بداعته وجماله، وفي متن القصيدة عرامة وجزالة واقتدار، لكن مستوى التصوير لم يواكب المستوى الأول، ولو أن النص قيل قرن لربما صنف في الروائع، لكن الشعر اليوم فيه التماس لبراعة التصوير، وبالمجمل لديك أبيات فيها صور بديعة، وأبيات بالغة الشعرية والجمال، فأنصحك بأن تُعِر جانب التصوير الاهتمام. د. صلاح فضل أشار إلى أن للنص الذي ألقاه علاء جوانب عديدة، والصورة الأولى التي استهل بها جميلة، أما الفقرة التالية من النص ففيها عصب رهيف حساس، ومع أن الشعراء لا يلتفتون للآخرين، إلا أن الشاعر فعل ذلك هنا في نصه، حين واسى الخائفين والجياع، وهذا يحسب له، كما في النص لفتة درامية، وفي العموم قدم علاء قصيدة شجية مفعمة بالشعرية. د. علي بن تميم أثنى على النص، وتوقف عند العنوان "حنينٌ إلى الغربة الأولى"، مشيراً إلى وجود غربة ثانية معاصرة لا يحن إليها الشاعر، بل يتطلع إلى الأولى مع أنها أشد قسوة، ثم إن الشاعر قدّم الوقع ولم ينسفه، وبرأي د. علي أن النص بدا وكأنه مونولوج غنائي، ضم أربعة أفعال أمر تستدعي الظلام، السلام، الخصب، والفن، وكلها مفردات ترتبط بالمرأة مصر التي يستنهضها الشاعر راسماً حالة وجدانية فيها قلق، غير أنه لم يحدد بوصلته. ثم أردف: في النص لغة شفافة فيها نور، تقوم على إلماحات دالّة، وخطفات سريعة، ومع أن علاء وقف في المنطقة الرمادية، إلا أنه أبدع. يحيى و"قاموس البحر" يحيى وهّاس رابع نجوم الليلة الماضية، وهو أب لعشرة أبناء وبنات، يعمل في فضائية اليمن، ويحضر للدكتوراه في الأدب، توقع وصوله إلى هذه المرحلة لينافس زملاءه شعراً من خلال نصه "مِن قاموس البحر" الذي ابتدأه بالأبيات التالية: بيني وبيــنكَ لا أرى فَرْقَا روحـي وروحُـكَ كانتا رَتْقَا ما بالُ موســيقاكَ واجِفةً تخبو، تُباغتُ، تنحني، تَرقى كقصـيدةٍ عَلِـقَتْ بقافيـةٍ حمـراءَ مِن دمِ قلبـِها تُسقى كفؤادِ مَنْ وهبـتْك فلذتَها والمـوجُ يفتح للـردى حَـلْقا قد جئتُ أبحثُ فيكَ عن ألَقي وأجُـسُّ نبضك أقرأُ العُمْقا واستكمل نصه بالأبيات التي قال فيها: إنْ شـرّقوا غـرّبتُ منـفرداً أو غـرّبوا جاوزتُهم شـرقا وخـرجتُ مِن جَدَثي بقافيةٍ أفنـيتُ فيها العمْرَ كي تبـقى ولكي أُرمّـدَ عينَ ذي أَرَبٍ جَـرَّحتُ ماءَ عُـيونِها الغَرقى كسـفينةِ الفقراء غصّ بها شَـرِهٌ رأى في جسمـها خَرْقا كسليلةِ الأمجاد ما احتجبَتْ إلا لتحـفظَ عِـرقَها الأنقى يا فجرَها الـمُلقَى على كتفي قلبي على جمـر الأسى مُلقَى مِـنْ شُرفةِ الآتي أرى سُحُباً حُـبلى ولكنْ لا أرى وَدْقا وحقيقةً خرساءَ لو نطقَتْ لَكَفَـتْ عصا موسى وما ألقى يا بحرُ يا قـاموسَ قافيـتي يا نبضَـها رِفقاً بها رفقا د. عبدالملك مرتاض بدأ من العنوان، واصفاً أن الشاعر خرج عن الدلالة المعجمية، فالقاموس معنىً هو البحر وليس المعجم، لكن ما جاء في القصيدة من جمال يشفع ليحيى تلك الْهَنَة، فهو أخرج الشعر بقوة، وسرح بنا في بديعات الرياض، فأشممنا رائحة الشيح والعرار والبن اليماني، كما عبر د. مرتاض عن إعجابه الشديد بالنص بقوله: لم أسمع شعراً يمانياً بهذا الجمال والإيقاع والتصوير، ففيه قعقة آسرة، وجعجعة ساحرة، وإن يحيى يعشق الشعر كما البحر، وإنه شاعر حقاً. د. صلاح فضل قال ليحيى هواس: إن الشعراء يهيمون في كل الأودية، وأنت تهيم في أودية البحر، فلا ترى فرقاً بينك وبين البحر الذي تسمع إيقاعاته، فقدمت قصيدة سافرة الجمال، وجاءت رؤيتك ثاقبة عندما كنت تنظر إلى المستقبل، والنص بعمومه جميل، وموقفك الشعري متماسك. د. علي بن تميم رأى أن القصيدة تقوم على رسم العلاقة بين البحر والشاعر الذي بدأ بطموح كبير، وانتهى بلون من الاستجداء، وأشار د. علي إلى أن الانسجام والجدل المثمر مع البحر بين البداية والنهاية غاب في القصيدة التي لم تمس البحر إلا بالشكل فقط، وقد تم المزج بين البحر والبحر الشعري، أما الأبيات فجاءت موشحة بلغة قرآنية، ثم توقف د. علي عند عنوان القصيدة، مشيراً إلى أن البحر ليس له قاموس، فهو يتغير كل يوم، ومع ذلك أبدع الشاعر فيما قدم. جولة في السعديات قبل اختتام الحلقة التي كان حافلة حقاً بالشعر؛ عرض البرنامج تقريراً مصوراً حول زيارة الشعراء إلى جزيرة السعديات، حيث متحف اللوفر أول متحف عالمي في المنطقة العربية، والمشاريع التنموية الثقافية التي تعمل أبوظبي على استكمالها لتكون عاصمة ثقافية متميزة، وبعد انتهاء الجولة الثقافية في رحاب السعديات أعلن الفنان باسم ياخور عن نتائج تصويت جمهور موقع المسابقة الإلكتروني وجمهور المسرح تباعاً، فحصل الشعراء على النسب التالية: يحيى هواس 4% و17%، خالد بودريف 8% و13%، إيمان عبدالهادي 44% و37%، علاء جانب 44% و33%. - أما لجنة التحكيم فمحنت علاء جانب بطاقة التأهّل بحصوله على47 درجة، فيما منحت إيمان عبدالهادي 41 درجة، ورقم تصويتها (2)، خالد بودريف 43 درجة، ورقم تصويته (6)، يحيى وهاس 44 درجة، ورقم تصويته (20)، وحتى موعد الحلقة القادمة سيكون هؤلاء الشعراء بانتظار نتيجة التصويت عبر الرسائل النصية sms. المرحلة الثانية من أمير الشعراء ستكون أمسية يوم الأربعاء القادم أولى أمسيات المرحلة الثانية من "أمير الشعراء"، وتتألف تلك المرحلة من ثلاث حلقات، وفيها ستكون هناك معايير تحكيم جديدة، فيتقدم في كل حلقة خمسة متسابقين، يكتب كل واحد منهم من سبعة إلى عشرة أبيات كحد أقصى، على أن تكون موزونة ومقفاة وحرة الموضوع، وخلال الحلقة تتم استضافة شاعر يكتب اثني عشر بيتاً، وفي الجزء الثاني من الحلقة يقف الضيف مع الشعراء لمجاراته موضوعاً وقافية من خلال خمسة أبيات مرتجلة، على أن يمنحوا الوقت الكافي لارتجالها، كما سيعطي الضيف انطباعاته عما يقدمه الشعراء، ومن ثم تقيّم لجنة التحكيم القصائد المقدّمة خلال الأمسية، بحيث تقسّم الدرجات على المحورين، الأول الخاص بكتابة قصائد موزونة ومقفاة وحرة الموضوع، والثاني الذي يتعلق بالارتجال. كلمة أخيرة ضم الموسم الخامس 2013 من "أمير الشعراء" مشاركات من دول عربية عدة ومن أفريقيا وأوروبا، وقد تأهل إلى مرحلة البث المباشر 20 شاعراً، هم نخبة الـ 300 شاعر الذين قابلتهم لجنة تحكيم المسابقة في أبوظبي نهاية شهر مارس الماضي من بين آلاف المشاركين الذي مثّلوا 30 دولة عربية وأجنبية تقدّموا للمسابقة في دورتها هذه. وأسهمت مسابقة "أمير الشعراء" التلفزيونية حتى الآن بالكشف عن 125 موهبة شعرية تنافست على مرأى ومسمع ملايين المشاهدين من عشاق الشعر العربي الفصيح في أي مكان من العالم عبر الشاشة الصغيرة. ووفق دراسات الرصد الإعلامي التي تمّ إعدادها من قبل الجهة المنظمة للمسابقة، فقد حقق "أمير الشعراء" العديد من الأهداف الثقافية السامية، وفي مُقدّمتها الكشف عن مواهب شعرية متميزة لم يُعطها الإعلام الاهتمام اللائق، وتشجيع الأجيال الجديدة على تنمية مواهبهم الشعرية، وإتاحة الفرصة لهم للاحتكاك مع شعراء متميزين، والتعرّف على الأوزان والقوافي والمدارس الشعرية المختلفة من خلال لجان تحكيم قديرة تنتصر للإبداع الشعري. ويذكر أن "أمير الشعراء" الذي انطلق منذ عام 2007 بات البرنامج الأول والأكثر جماهيرية، وهو الذي يهدف إلى النهوض بالشعر العربي، وإعادة إحياء الاهتمام به والاعتبار إليه، وهو ما تعمل عليه أبوظبي. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 01-06-2013 02:01 مساء
الزوار: 2026 التعليقات: 0
|