وقد أعرب سعادة العويس  في هذا اللقاء الذي حضره  كل من الأستاذ عبد الفتاح صبري والأستاذه آمنة أحمد من قسم الدراسات والنشر والأستاذ أسامه مره والأستاذه عائشة العاجل من قسم الإعلام ، عن سعادته بهذا اللقاء الذي يجمع المؤلف بجهة الإصدار حيث تكرم الدائرة مؤلفي إصداراتها وقد بلغ عدد الإصدارات للعام الحالي 2013 حتى الآن إحدى وأربعين إصداراً كان من بينهم هذا الكتاب، ويعتبر هذا الإحتفاء بالمؤلف بادرة من الدائرة ضمن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطانالقاسمي حاكم الشارقة  نحو تعميق الصلة بالكاتب المبدع والمؤلف وتحقيق للعلاقة الثنائية بمرتكزاتها الأدبية والإنسانية من حيث التوطيد والتواصل للإستمرار والإثراء.

وقد رحب الدكتور عبد الكريم  بهذه المبادرة شاكراً الدائرة وسعادة عبد الله العويس بهذا الإحتفاء الذي يشكل فرصة لنقل المعاني التي يحملها الكاتب ولا يتضمنها الكتاب في إصداره ذلك لأنها أعمق وأشمل وأبلغ في إنسانيتها وترابطها بالجهة التي تتبنى الإبداع وتحرص على إنتاجه وتسويقه ودعم المؤلف مادياً ومعنوياً، وهي إضافة للمعاني السامية التي تتوشح العلاقة بينهما .
وستواصل الدائرة احتفائها بكل مؤلف من  مؤلفي إصداراتها   بالتوالي خلال الأشهر القادمة من هذا العام . الجدير بالذكر أن د.عبدالكريم السيد فنان تشكيلي وناقد يعمل باحثاً في المركز العربي للفنون بإدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام، وهو عضو اللجنة الفكرية والندوة الدولية ليبينالي الشارقة الدولي في دوراته الخمس الأولى، أقام خمسة عشر معرضاً شخصياً في الدولة والوطن العربي، إضافة إلى مشاركته في معرض جماعة الجدار الذي يضم كوكبة من الفنانين وكان المعرض الأخير للمجموعة في المركز الثقافي المصري في باريس فرنسا مايو 2013 ، وهو أول من كتب عن الحركة التشكيلية في الدولة منذ العام 1993 بالتزامن مع البينالي الأول للفنون بالشارقة ( مرايا وظلال ) .
يستعيد هذا الكتاب فضاء واسعاً من ذاكرة المكان والزمان، من خلال مجاورة ومعايشة  نسيجية للحركة التشكيلية في الدولة، و يقدم صورة بانورامية لرواد الفن التشكيلي في الإمارات ، تنتظم رؤاه في استقراء دؤوب لكامل التفاصيل في ذلك المشهد الثري بقاماته وتجاربه المتجولة في أقاليم الجغرافيا الفنية المحلية والعربية والدولية. 
استهل المؤلف الكتاب بمدخل يلخص تاريخ و نشأة وتطور الحركة التشكيلية في الإمارات، حيث بدأت بإشهار جمعية الإمارات للفنون التشكيلية عام 1980م  لتكون الإطار الذي يجمع الفنانين التشكليين من أبناء الدولة والفنانين الوافدين من الدول العربية و الأجنبية، وبدأت بأخذ الوضع الطبيعي من خلال المعارض الجماعية والفردية التي كانت تنظم داخل الدولة بدعم من الجهات الرسمية فيها، إضافة إلى المشاركات الخارجية.وتطرق المدخل إلى ذكر التطورات التي مرت بها الحركة التشكيلية حيث بدأت بمرحلة التسجيلية الفوتوغرافية التقليدية، ثم جاء في المرحلة الثانية فنانون ابتعدوا بأعمالهم الفنية عن الأعمال التقليدية، واهتموا بالموضوعات الأخرى وركزوا على مضمون العمل الفني بغض النظر عن الأسلوب الذي نفذ به،  وظهرت خلال السنوات القليلة الماضية مجموعة صغيرة من تلاميذ الفنان حسن الشريف مهتمة بفنون ما بعد الحداثةكما يقسم المؤلف  الكتاب لمجموعتين فبدأ بمجموعة تحت عنوان فنانوالإمارات الشمالية، وأخرى ( فنانو أبوظبي)  ، ذكر أسماءهم ونبذة عن أعمالهم الفنية، ووضعهم في مجموعة واحدة لظروف وجودهم في وقت واحد ونتيجة قلة انتاجهم الفني أو توقف إنتاجهم بداعي السفر أو العمل،   ثم عنون لأكبر فصل في الكتاب بعنوان " الرواد "، لمجموعة كبيرة من أبرز الفنانين الإمارتيين بلغ عددهم أربعة وثلاثين فناناً تشكلياً تحدث عن تجربة كل منهم ومدرسته الفنية على حدة، مثل محمد يوسف" الخروج من الداخل"، نجاة مكي " يوميات ملونة"، عبدالقادر الريس " شيخ الفنانين" .... إلخ.

ويختتم الكتاب بفصل " عن المؤلف" ضم شهادات  لفنانين تشكيليين عن الدكتور عبدالكريم السيد وإنتاجه الفني، وختم الكتاب "بلمحق الصور" لمجموعة من اللوحات الفنية للفنانين التشكيليين ممن تحدث عنهم الكتاب.