|
عرار:عن رواية اقاليم الخوف .. بقلم: منجي جيرار:أقاليم الخوف عنوان رواية الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق و قد صدرت عن دار رياض نجيب الريس ببيروت.
تمتد أقاليم الخوف من قلوبنا الصغيرة إلى أقاصي بلادنا الواسعة التي تسمى الأراضي المقدسة، أراضي الأنبياء و الرسل و الرسائل السماوية و الأخلاق…
يبدأ الخوف بنخر قلوبنا حين نكتشف أننا إناثا، لأننا نختلف عن الجنس الآخر الذي يتمتع بحرية لا حدود لها في مجتمع يبالغ بسجن الأنثى بدءا باللباس ثم بسلوكات معينة ثم بنظام بأكمله يحولها إلى كائن متهم طيلة الوقت… فالمرأة لا يكفي ان تكون مسلمة ليرضى عليها المجتمع الإسلامي الجديد، بل مسلمة متحجبة ، ومطيعة تكون نسخة مشوهة عن زوجها أو والدها بحكم أنه هو من يحق له أن يفكر و هي توافق دون مناقشة، و حين تتحجب يجب أن يكون حجابها حسب مقاييس التيار السائد في الإقليم، و هي إن خالفت تلك المقاييس تقتل بكل بساطة، او تضرب و يعتدى عليها أو تشوه، أو ينكل بها. لا يكفي أن تكون الأنثى مسلمة في بلاد المسلمين، يجب أن تكون أمة بلا رأي بلا شخصية، ممسوحة الكيان، موجودة و غير موجودة، مرئية و غير مرئية، كالشبح تظهر متى يشاؤون و تختفي متى يشاؤون، و في خضم هذه الدوامة على المرأة أن تكون دوما مفعول به ، يقع عليه الفعل حتى و إن كان شائنا. تصف مارغريت نصر بعض يومياتها في الشرق الفسيح الذي ضاق على أهله و إناثه، و كيف تحولت المجتمعات المسلمة إلى مجتمعات مخيفة ، في خضم صمت العقلاء الذين آثروا الصمت حفاظا على حياتهم…و تظل شخصية مارغريت لغزا لا نكتشف هويته الحقيقية إلا في آخر الرواية، حيث تحبك الكاتبة شخصيتها على اساس معطيات قائمة بحد ذاتها من خلال الحركة العالمية لتغيير خارطة العالم، و التي تمتد إلى تطوير الأمشاج و إنتاج عينات بشرية ذكية و زرعها في العالم الغربي المتطور، إنطلاقا من جثث العلماء التي يرديها رصاص الإرهاب و التطرف الديني قتيلة في بلادها. أقاليم الخوف رواية في 124 صفحة، لكنها رواية معقدة، تعتمد قوة التخيل في بناء أحداثها على عادة الكاتبة منذ روايتها إكتشاف الشهوة التي أعتمدت فيها تقنية بنائية غرائبية لتمرير أكثر من رسالة عبر نصها الروائي. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 02-08-2013 08:59 صباحا
الزوار: 1936 التعليقات: 0
|