|
عرار: حاورها موسى الشيخاني: تطل علينا اليوم في حوار مع نجمعة مغربية تضيء العالم العربي بتحليها الأدبي ، هذه الشامخة بشموخ مدينة سلا تلك المدينة ضاربة في عمق التاريخ والحضارة منذ العهد الروماني والفينيقي التي ظلت على مر العصور مدينة العلم والثقافة والأدب بامتياز ، دعونا نستمتع بهذا الحوار الراقي برقي فاطمة المنصوري . 1. في البدء من هي الشاعرة فاطمة المنصوري؟ هي فاطمة المنصوري الانسان من اسرة سلاوية عريقة وأم لطفلين تشتغل بمهنة التربية والتعليم حاصلة على ماستر تخصص نقد أدبي 2. انت من مدينة سلاوهيمدينة تاريخية قديمة هل لك ان تحدثينا عن هذا التاريخوالمدينة ، وهل لها مكانا فيقصيدتك وهل لك ان تصفيها ابداعيا؟ مدينة سلا مدينة عريقة ضاربة في عمق التاريخ والحضارة منذ العهد الروماني والفينيقي /وقد ظلت على مر العصور مدينة العلم والثقافة والادب بامتياز ،هذا الى جانب موقعها وجمالها الطبيعي الذي حباها الله : وادي الرقراق والمحيط الأطلسي حيث الخضرة والماء والنوارس والقوارب والبنايات ذات الطابع الاندلسي القديم ،وساكنة انحدرت من اصل موريسكي تعايشت واندمجت مع الساكنة الاصلية وافرزت السلاويين وهم اناس طيبون فعلا بصمة مدينتي قوية الحضور في كتاباتي / فالجمال لا بد وان يولد الجمال / الماء الخضرة البحر النهر النوارس المساجد والزوايا التي تعج بها المدينة . 3. الشاعرة فاطمة المنصوريمتى كانت بدايتك مع الشعر؟ منذ صغري تولعت بالقراءة ، وكانت مكتبة والدي المنزلية بداية مع رحلة المطالعة ومع الايام كبرت الرغبة لتمتد الى الخزانة العلمية بمدينة سلا والخزانة العلمية الصبيحية ومكتبة الجامع الكبير بارض سلا ثم زادت توسعا مع انتقالي الى الدراسة بمدينة الرباط خلال الفترة الجامعية حيث كنت اقضي اوقاتي بين الكتب وقد كانت أول خطوة نحو الكتابة في سن جد مبكرة حيث حاولت خربشة سطرين وأنا تلميذة بالمتوسط الاول وجدت التشجيع من المرحوم والدي .وكان لاول مسابقة ثقافية بمؤسسة لسان الدين بن الخطيب بسلا تابريكت نكهة أخرى فتحت الشهية للكتابة عندما فزت بجائزة المؤسسة باصغر سن "السنة الاولى اعدادي" واذكر اني كنت اجمع خربشاتي البسيطة بدفتر خاص يشبه في مظهره الى حد بعيد ما كان يعرف بكتاب الذكريات , وكنت حريصة عليه . وامام الحاح إحدى الصديقات التي ابدت رغبتها في قراءته واصرت اضطررت إالى تسليمها الدفتر واوصيتها به خيرا . لكن كانت صدمتي اقوى من التصديق عندما شعرت بمراوغاة هذه الصديقة واختلاقها الأعذار وعدم الوفاء بالوعد ،وامام محاصرتها أخبرتني أن الدفتر ضاع منها . كانت ضربة قوية لمراهقة صاغت كل خلجاتها على ورق اختفى . قررت ألا أكتب بعدها حرفا . توالت الايام والسنون وانا اقمع رغبتي في الكتابة الى أن تعرضت الى فقدان والدي رحمه الله والذي تزامن تاريخ وفاته بذكرى احياء عيد ميلادي : الثلاثاء 18 فبراير "شباط" مما شكل خرقا قويا لحاجز الصمت وتكسيره حيث كانت صرخة عنوانها "هدية ميلاد" حصلت شهادة السلك الثالث تخصص نقد أدبي واشتغلت حول موضوع "مقاربة تحليلية السجلماسي وابن البناء" وهما مفكران عاشا بالقرن الثامن الهجري بالمغرب تناولا الامور البلاغية بشكل به شبه كبير وكان المنزع البديع في تجنيس اساليب البديع يشمل كل ماجاء به بن البناء المراكشي العددي. نعم درست عدة لغات بالحرم الجامعي وقبله اللغة الام اللغة العربية واللغة الثانية اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية /وبالحرم الجامعي اللغة الروسية واللغة العبرية ،لكن لم أترجم كتابتي الى أي منها وانما تمت ترجمة قصائدي الى اللغة الفرنسية واإلى الانجليزية والفارسية من طرف شخصين رائعين أعجبا بكتاباتي : الاديب قاسم عمران عيسى ود المغتربة امل احمد عبد العزيز كتربوية قدم لي العمل تحقيق الذات والاعتماد على النفس ولقمة العيش فعملي هو دخلي الوحيد وقدم لي امكانية طبع اعمالي وظهورها الى الوجود .وقدم لي الشعر مساحة البوح والتعبير عما يختلج الصدر وما يعتري الروح البشرية من مشاعرمنبثقة من الوجدان والروح وما يعتريها وسط هذا العالم المعيش ومطامحها . مع الأسف اصبح التحليل الأدبي مطبوعا لدى البعض بالكثير من المحاباة او التحامل حسب العلاقة التي تربط بالشخص لا بالنص ، والادهى من ذلك ان هناك من لا علاقة له بالنقد او مناهجه اوالنقد كمادة علمية يتناول النصوص مما يسيء الى العمل والى النقد كليهما . النقد عملية لتفقد النص وتفكيكه وفك شقراته ورموزه ،وهو ايضا وسيلة للتوجيه ولاكتشاف مستجدات العالم الادبي من حيث الاشعار بظهور تيارات جديدة والكشف عن المعاناة الانسانية والوجدانية الروحية القصيدة مساحة من البوح ومتنفس لارتباكات الروح واهتزازاتها / والقصيدة تعبير وجداني يلامس الانفس ويحلل شفراتها ، هي بوح انساني من الانسان الى الانسان ، تتالف فيه المعاني والمباني في انزياحات لغوية قد تخرج عن المعتاد لتعبر عما هو معتاد ،ويبقى التميز في الابداع الفيصل بين قصيد واخر في الجعبة الكثير ، والمزاوجة بين اليراع والريشة ومسرحة النص طموحات اخرى تسكن ذاتي هاجسا قد ينمو ويكبر وقد يكبو فيقبر . واعمالك؟ وعن أخر إصدار لك وماذا احتوت دواوينك ونماذج منها ؟ حاليا طبعت عملين من نوع القصيد النثري ،الاول تحت عنوان : آهات قمر "والثاني تحت عنوان "زوايا ضوء من شفق وماء"والثاني تحت عنوان "زوايا ضوء من شفق وماء" والثالث قيد الترتيب من نوع الزجل كما ان هناك اصدار اخر في الانتظار يتكون من ومضات وفلاشات ادبية وقصص تتراوح بين القصيرة والمتوسطة . الديوان لقيا اهتماما بالغا من طرف نقاد . لقد تمت ترجمة نصوص من الديوانين الى لغات اخرى وتم تحويل نصوص ايضا الى حواريات كما تم تلحين قطع للغناء. اهتم بدراسة الديوانين مهتمون مثل وجدان عبد العزيز وجدان ، قاسم عمران عيسى ، خريف أحمد ، سي محمد البلبال ، د محمود عبد الغني ,الباحثة احسان ابو الوفاء وغيرهم . جمعية أضواء على الفنون جمعية رائدة وكتنوعة الاهداف والاغراض ، تاسست قديما منذ سنة 1978 رئيسها هو الفنان السيد عبد الله المنصوري "عمي " وأنا أمثل نائبة الرئيس لفرع حي اشماعو بمدينة سلا تهتم الجمعية بجميع انواع الفنون : مسرح مسرح العرائس الموسيقى وتعليمهاالكورال والاصوات الادب بجميع انواعه الرسم العمل الخيري الاعمال اليدويةبكل اصنافها وقدمت عروضا فنية بالتراب الوطني بالمغرب وخارج المغرب ، هي جمعية تجمع بين الطابع الوطني والدولي أما البرنامج الذي أقدمه بها حاليا فهو نشاط ادبي فني ثقافي "سمر الادب والفن والثقافة " عبارة عن استضافة شخصيات من ادباء وفنانين وجمعويين فاعلين ومحاورتها لاماطة اللثام عن مجموعة اشياء أي برنامج تثقيقفي في جو فني من الطرب الراقي بتاطير الاستاذين يحيى ويوسف المنصوري وقد لاقى البرنامج قبولا واستحسانا نعم لدي موقع على الفيس بوك اسمه "ركن للابداع الراقي " ولدي منتدى تحت اسم "منتديات الفردوس المفقود " رابطه هو بعد انشائه اكتشفت منتدياhttp://wwpr.forummaroc.net/ت تحمل نفس الاسم لكن لكل منتدى رابط خاص يفصله عن الاخر حتى لا يختلط الامر عن الاعضاء او الزوار ويضم شعراء واعضاء من المغرب ومن العراق ومن مصر والسودان : عبد السلام مصباحي حميد يعقوبي نوفل الفضلحمودي الكنانيردام حرج هدار المنصورياحمد بدر الشمريلحسن افركانسيد منيرمصطفى سنانالبلعليوي عبد السلام امجد نجم الزايديكريم القيشورياياد البلداوي....................والائحة اطول من ان تحصر إضافة الى فنانين واعضاء اخرين . اكيد المراة حاضرة بكتاباتي : جسداو فكرا وروحا ومعاناة وكذلك الرجل والذي يمثل الشق الثاني للمراة اذ لا يمكن للحياة ان تستمر دون احدهما فهما كائنان متلازمان مثل وجهي العملة ماذا اقول؟ الكتابة مرآة عاكسة للروح ومعاناتها او انطباعاتها فلا يمكن ان تكون الدفقة الشعورية النابعة من الذات سوى انعكاس لذبذبات الذات الشاعرة , لان البوح اولا وقبل كل شيء مخاض النفس المعبرة والتي تنجب وليدا او تستنسخه عن ذاتها وهنا تكمن العلاقة الدلالية بين البوح وسميائياته اللصيقة بالنفس الشاعرة . 16. وماهي قراءاتك وملاحظاتك على ما درج اليوم من الكتابات الشعرية العربية وخصوصا في المغرب؟ منتوج غزير ومتنوع لكن يحتاج الى الغربلة خاصة وان الكتابة اصبحت متاحة للجميع ولم تعد حكرا على فئة محددة وهذه مسالة تضعنا أمام منتوج جيد حقق التميز والاعجاب وبين منتوج اخر قد لاتكون له صلة بما يسمى الكتابة ،لكن الوضع يحتاج الى اعادة السيطرة وذلك بالتوجيه الى المسار الصحيح حتى لا نسقط في نصوص مبتذلة او ذات طابع من الاسفاف لان السكوت عن هذه المسالة يضر باذواق الاجيال اللاحقة ويتلف المبادئ الحقيقية . لثلاث شعراء و ثلاثة شاعرات من المغرب و الوطن العربي.. لمن توجين الدعوة ؟ افضل ان اجعل الدعوة مفتوحة أو ان أوكل أمر الاستدعاء الى غيري قصيدة : روح مغتربة من ديواني "زوايا ضوء من شفق وماء" روح مغتربة من شبق الاشتهاء ود وللعطر ورد نزل هنا وانحبس في أتون المنايا وطيات العبير هنا وقفت الأيام ثكلى حيرى تقرأمابين الكذب والاحلام حيث الرؤى محرمة وحيث انحباس الحرف مشروع حق الاغتصاب بند من بنود الغزاة هنا انحبست الدموع في المحاجر جفت نضبت شمعة تلالا على جسد باهت ينحته الشحوب على صخر الزمن الناتئ الأصابع منهكة لا تستطيع النقش على غدير الأمل تنزوي تجتر الأحاسيس الموجعة لا فسحة للامل هناك في دروب الوحشة والغربة رسمت خرائط أزمنة بائدة هنا كانت زنوبيا وهناك كليو باطرة ترتل تراجيع المجد في محراب من ضوء جيوش العناكب تزحف تولول الميدوسا نشوى بلذة الانتصار بصمات على أزقة القلوب الندية من دساتير دونتها فنون ترتدي نظارة سوداء بلون الليل الغامض سأرسم الفجر السحيق من نبيذ الأرواح الضائعة بين الضباب والمجرات تصطاد ومضة ضوء خافت من نجم هوى في قرارة كأس بلورية تنسج من العدم والمحال حكاية الكينونة والوجود تحرق اللافا والحمم تختصرها علامات ضوء تنير السبيل تغسل بالعرق المالح آثار أقدام السطوة وللشبق مع الفجر موعد وألف حكاية تختزل نوبات الجنون والتمرد يصاحب الكبرياء بصمود أزلي أرخى جناحيه ابتسامة شمس سلام أيها الراقدون قبلنا فغدا لنا موعد على الأرض الخضراء وموعد بالسماء الزرقاء حيث للأرواح انتشاء سرمدي 19. هل لديك قصائد صوتية او فيديو ترغبين في نشرها ؟ نعم لكن سانشرها لاحقا وهناك قصيدتان منشورتان لم اقم بنشرهما بل نشرا من طرف اصدقاء
20. كلمة أخيرة .. للشاعرة فاطمة المنصوري. اشكر لمؤسسة عرار وللسيد الفاضل موسى الشيخاني هذا الاهتمام بالمجال الادبي/ وقد سبق لمؤسسة عرار ان نشرت عن نشاطين لجمعية اضواء على الفنون "سمر الادب والفن والثقافة" مثل هذا التواصل ومثل هذه الالتفاتات من شأنها أن تنمي المجال الثقافي وترقى به وتخلق التواصل بين مبدعي الامة العربية ،وهي خطوة تثمن . واخيرا اقول لكم"ونحن على ابواب عيد الاضحى المبارك كل عام وانتم اطيب مع اجمل التحايا وعبارات الود والامتنان الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 02-10-2013 11:35 مساء
الزوار: 2518 التعليقات: 1
|