إربد - أحمد الخطيب: لليوم الثاني على التوالي تواصلت فعاليات مهرجان عرار الشعري الذي ينظمه منتدى عرار الثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة، وضمت فعالية اليوم الثاني التي أدارها القاص د. حسين العمري، وأقيمت في مضافة آل التل جلستين، الأولى: ندوة حول شاعر الأردن مصطفى وهبي التل « عرار» بمشاركة المؤرخ محمود عبيدات والشاعر محمود فضيل التل، فيما حفلت الجلسة الثانية بقراءات شعرية للشعراء: السورية نازك دلي حسن، والعراقي عبود الجابري، والأردنيان: أنور الأسمر وجميل أبو صبيح.
المهندس هشام التل ألقى في مستهل الفعالية التي أقيمت تحت رعاية الشاعر نايف أبو عبيد، كلمة رحب فيها بالشعراء المشاركين والحضور، إلى ذلك تحدث عن الكلمة، كلمة الحق وكلمة الصدق، منوهاً أن للكلمة ثلاثة مسارب تتجه إلى، أولا : إحياء الموتى لا المتوفين، لأن الموتى كما يرى هم من ماتت قلوبهم، فيما تتجه في المسرب الثاني إلى أنها تبرئ الأكمه الذي يقول ويقول دون أن يفهم أحد ما يقول، وفي المسرب الثالث تبرئ الأبرص الذي لا يستطيع أن ينظر في النور والحقيقة، مؤكدا على أن صاحب الكلمة هو الذي يعيد النهضة إلى الأمم مهما كانت الصعوبات، كما أنها تحيي البشر، واختتم كلمته منوها بأن عرار ليس فقط للعائلة، بل لكل الأردنيين والعرب.
الجلسة الأولى:
المؤرّخ عبيدات أكد في مستهل ورقته بأن الشعوب بلا ذاكرة هي شعوب مهملة، وأن استحضار عرار ليس ترفا إنما هو حاجة قومية تقتضيها الظروف التي نمر بها، وتناول في ورقته ثلاث محطات، في الأولى تناول سيرة مؤسس عشيرة التل ظاهر العمر الزيداني، ومضافة آل التل، وفي الثانية استحضر عرار الشاعر المناضل صاحب المشروع القومي الوطني، كما استشهد في رقته بمقولات لأدباء ومفكرين أردنيين وعرب حول عبقرية عرار، وفي الثالثة تعرض للمؤامرات كما يرى التي تعرض لها شاعر الأردن» عرار».
الشاعر التل تناول في ورقته « عرار شاعرا» لافتا في مستهل حديثه أن عرارا اختار لنفسه هذا اللقب لأنه كان زكي الرائحة وطيبها في حياته وبعد مماته، تماما كهذا النبت الصحراوي « عرار» طيب الرائحة.
كما استعرض في ورقته الريادات الشعرية عند عرار وهي : ريادة ظاهرة المكان، ريادة الشعر الحديث، ريادة الدعوة إلى قيم اجتماعية ووطنية وسياسية واقتصادية والعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية، ريادة ظاهرة النَّوَر، ريادة تبني قضايا الفقراء والمساكين ومحاربة المرابين، ريادة شرب الخمرة، ريادة المؤاخاة بين المكان الفلسطيني والأردني، ريادة اللغة الشعبية، وريادة الطرافة.
الجلسة الشعرية:
استهلت الأمسية الشعرية الشاعرة السورية نازك دلى حسن فقرأت باقة من قصائدها من مثل « شمس الهدى، استفاقة، وقلبي ينادي» ومن الأخيرة نأخذ: « قلبي ينادي تعالا، وزد فؤادي وصالا، طال البقاء وصارت، أيام عمري رمالا، عيناك مرآة سحر، أضحت لعيني مثالا».
ومن جانبه قرأ الشاعر أنور الأسمر قصيدتين، الأولى: «حكمة الفاتنة، والثانية: غيم جبان»، ومن الثانية نأخذ: غيمٌ جبانٌ، وبحر يُضيِّع بالموج، ما بكاه الغيم عني، هل يكتب الماء لغتي
على الرمل، لتقرأهَا امرأة، حين تتشمسُ على ساحلها بالحنين ؟، أم ستركلَها لتغري بها الزبد
وتفصلُ دمعتي عن قوس قزح ؟، لتنقضَّ الطيرُ على ضوئها الأنثوي، وتعلو لترميه على نجمةٍ، مشغولةٍ بغموض العاطفة.
الشاعر العراقي عبود الجابري قرأ باقة من قصائده من مثل: « مراسم تنصيب بابلية، ونصوص المدينة» ومن الأخيرة نأخذ:» لستُ منْ هذهِ المدينة، لكنَّني أرافقُ أطفالَها كلَّ صَباح
نصعدُ معاً، إلى رأسِ الجَّبلِ، ونشحذُ أصواتَنا، ثمَّ ننزلُ على مهَلٍ، فرحينَ بأصواتنا المبحوحةِ
خائفينَ من أُمَّهاتنا، اللَّواتي لنْ يُصدِّقنَن إننَّا سكبْنا كثيراً منَ الأغنياتِ على بابِ الله».
وختم القراءات الشعرية الشاعر جميل أبو صبيح فقرأ « أمرّ على المرسى، سردية الأحلام، وسردية الأحلام»، ومن الأخيرة نأخذ: « أتمدد مستلقياً على الرصيف، على سريري الحجري، ومقعدي المكسور، لست نعسانا، وليست بي رغبة للنوم، فقط أريد أن أحلم، أن أستغرق بفضائي الخاص، بموسيقاي، بطائري الوردي، صديقي، يقف كالمهر الجامح، ويفلّي ريشه بأناقة».
وفي ختام أمسية اليوم الثاني قدّم رئيس بلدية إربد الكبرى الأسبق عبد الرؤوف التل الدروع على المشاركين.
فعالية اليوم الخميس
الخامسة مساء في بيت عرار الثقافي
قراءات شعرية، وفقرة فنية للموسيقار نبيل الشرقاوي.