أو الهجرة إلى بلد آخر، إن لم تتم الاستجابة لمطالبهم، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي دعي له مساء يوم الثلاثاء، وبدأ بالوقوف دقيقة ً حِدادا على روح الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
ورغم التوجّس بأن هنالك مطامح انتخابية خلف هذا المؤتمر وانه بداية للإعلان عن كتلة جديدة داخل جسم النقابة، ورغم عدم نفي من تحدثوا أن يكون هنالك توجهات انتخابية تسعى لتطوير الحالة المطلبية لهذه النقابة وعلى رأسها النهوض بالحركة الفنية والثقافية،
إلا أن الوجع الذي بان على وجوههم غاية مهمة تبرر الوسيلة.وأكد عدد من المتداخلين بأن سبب ضياع الهوية الأردنية لدرجة أن أطفالنا أصبحوا يتحدثون باللهجات السورية والمصرية هو غياب الإنتاج الأردني الذي يجذّر هذه الهوية، ويقدمنا كحالة أردنية قائمة بذاتها بعيدا عن التبعية التي خلقها المنتج المنفّذ التابع لفضائيات مختلفة والذي يسعى فقط لزيادة دخله على حساب الفنان وعلى حساب الهوية الأردنية.
وتحدث في المؤتمر الفنانة سهير فهد، والفنانة د.ريم سعادة، وعادل الحاج، والفنان محمد الإبراهيمي، حيث تلا الحاج في بداية المؤتمر بيانا تحت عنوان: «يوم اعتنقنا الفن.. اعتنقنا معه الوطن»، أشار فيه إلى أن هذا البيان وقّع من قبل 400 فنان وتحاوروا حوله مدة تجاوزت الثلاثة شهور،
واجمعوا خلاله على أن النقابة هي المظلة الرسمية والمرجعية الأساسية التي يجب أن يكون من شأنها التحدث باسمهم لدى الجهات المعنية، وان هذه المطالب هي نتيجة عصف فكري أسهم فيه عدد من الفنانين الذين قبضوا على جمر الوطن، مؤكدين أن همهم هو همّ وطني وليس محددا في إطار التشغيل والارتزاق، وان هذه صرخة مخاض وميلاد جديد عنوانها من سينتصر للفنان، وليست صرخة أخيرة.
ثم تلت الفنانة سهير فهد مجموعة من المطالب الموجّهة لنقابة الفنانين الأردنيين، تمثلت في الإسراع بتفعيل مواد قانون النقابة بشكل حازم وصارم، وتشكيل الضابطة العدلية التابعة للنقابة، ومطالبة النقابة بضرورة تكثيف مخاطبة جميع الجهات المنتجة والمشغلة للفنانين العاملين،
والعمل على إلزام هذه الجهات بعدم تشغيل أي ممارس، غير أردني للمهن الفنية في حال وجود البديل الأردني، وضرورة إيلاء موضوع التدريب والتطوير المهني، ومن خلال لجنة خاصة معنية بهذا الموضوع الهام الأمر الذي من شأنه رفع مستوى الكفاءات والقدرات لدى الفنان الأردني، وضرورة الاهتمام بالاستثمار الآمن لأموال النقابة، وضرورة تفعيل موضوع العقد الموحد، ولكل مهنة فنية على حدة،
وضرورة تفعيل لجان النقابة وبشكل عام، ووضع إستراتيجيات وخطط عمل لها، والعمل على مأسسة أوركسترا نقابة الفنانين، وتنشيط التواصل مع الإعلام والصحافة، والعمل على تصويب أوضاع العاملين في المهن الفنية من غير الأعضاء، وتصويب موضوع العضوية والعمل على إنجاز ومناقشة وإقرار مشروع قانون نقابة الفنانين المعدل.
معتبرين هذه المطالب وغيرها تكليفا للمجالس، الحالية والمستقبلية، ومن رحم الهيئة العامة للنقابة.
ثم تلت الفنانة د.ريم سعاده مجموعة من المطالب الموجهة للحكومة الأردنية، حيث تحدثت عن دور مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية الغائب، وتمنّت عليها أن تقوم بإنتاج الأعمال الفنية (الموسيقية والدرامية) الأردنية وشراء الأعمال الدرامية الأردنية بسعر يضاهي الأعمال العربية-
تشجيعا ودعما للإنتاج الدرامي الأردني في القطاع الخاص، وتفعيل الشراكة ما بين المؤسسة والمنتج الخاص بالإنتاج المشترك لتقديم أعمال فنية أردنية متميزة وذات سوية عالية، والمطالبة بضرورة الحفاظ وصيانة الأرشيف الفني الأردني الوطني في كل مجالاته من العبث والتلف،
وإعادة إنتاج الدراما الإذاعية، وغيرها من المطالب فيما تقدمت بعدد من المطالب لوزارة التربية والتعليم تضمنت تفعيل نشاط المسرح المدرسي والتربية الموسيقية في المناهج المدرسية، واعتماد هذه المناهج من ضمن المواد التعليمية، وغيرها. وتقدمت بعدد من المطالب لوزارة التعليم العالي، منها:
إنشاء معهد تعليم عال ٍ للفنون متخصص بالفنون التقنية والمسرح والسينما والتلفزيون، وغيرها. وتقدمت بعدد من المطالب لوزارة الثقافة، منها إنشاء فرقة المسرح القومي الأردني، وإنشاء مسارح ذات تقنية عالية المستوى في العاصمة والمحافظات، والعمل على إيلاء المسارح الموجودة في المحافظات المزيد من الاهتمام والصيانة،
وتفعيل دور مديريات الثقافة التابعة للوزارة، وتطوير ودعم كافة الفرق الفنية التابعة لمظلة الوزارة، ماديا ولوجستيا، وإقامة مهرجان سنوي للفلم السينمائي والتلفزيوني، إضافة لمجموعة من المطالب لوزارة البلديات، تمثلت في تفعيل دور وزارة البلديات في شراء عروض مسرحية، ومطالب لوزارة الصحة من أهمها: منح الفنانين التأمين الصحي (درجة أولى) في كافة المستشفيات،
ولوزارة الخارجية. إضافة لمجموعة من المطالب العامة من أهمها: العمل على ضرورة إشراك نقابة الفنانين الأردنيين في كافة اللجان العليا ومجالس الإدارة العامة والمعنية بالثقافة والفنون واعتبار أن النقابة بيت خبرة، وتسهيل منح القروض اللازمة لإنتاج الأعمال المحلية بتنسيب من النقابة، وإنشاء صندوق دعم الأعمال الفنية، ودعم مشروع صندوق الإسكان للفنانين وغيرها.
ورغم الإجماع على هذه المطالب إلا أن هنالك من طالب بجدولتها زمنيا بحيث لا تتجاوز الهيئة الإدارية الجديدة.محمد الإبراهيمي انتقد بشدة غياب النقد من الوسط الفني خاصة وأننا كما يقول نغيب في المحافل الدولية والمحلية والعربية، وهذا الغياب أسبابه النقد الجاد والفعال.
مضيفا أن هذه المطالب هي نتيجة جهد كبير من المطالب ومحصلة لتداول همومنا نحن رفاق الجرح والهم الواحد، وأننا بحاجة لإعادة تأهيل.