في اجواء احتفالية وتستقبل 2014 في جوّ من الأمل والبهجة والفكر، مع عرس الواحة وهو فرحة كل سكان الجريد.

بضعة ايام تفصل التونسيين عن عرس الواحة والتمتع بصفرة الرمال وأشعة الشمس ولكن يبدو ان نصيب الثقافة من المشاكل لا ينضب ولا يخبو لان مهرجان الواحات رغم عراقته يعاني هو الاخر من عدة مشاكل وخاصة المالية؟

وزير السياحة يتنصل من المسؤولية والمشاكل المالية السمة الاولى
وقد عقدت الهيئة المديرة سلسلة من الاجتماعات ضبطت من خلالها الخطوط العريضة للدورة الجديدة التي يسعى القائمون عليها ان تكون دورة الإقناع والإبداع، خاصة بعد فشل الدورة ولكن للوزارات والسّلط موقف آخر «فوزير السياحة بعد أن وعدني بتكفّل وزارته بدعم حفل الشاب مامي، وأرسلت له مراسلة في الغرض ولكن قبل اسبوعين من انطلاق المهرجان يخبرني السيد الوزير ان الوزارة لا تستطيع ان توفر إلا 30 في المائة من قيمة العرض اي 30 الف دينار من جملة 130 الف دينار المتفق عليها سابقا»

بهذه الكلمات عبر عماد التبّاسي مدير المهرجان عن استيائه من تنصّل وزير السياحة من مسؤولية دعم حفل عالمي ضمن المهرجان واعتبر ذلك "حقرة" وأكد انه لو تراجع الوزير شهرين قبل انطلاق المهرجان لأمكن التدارك ولكن كيف يمكنهم توفير 70 في المائة من عرض مامي أسبوعين قبل موعد العرض المقرر يوم 28 ديسمبر. بمشاعر سكان الجريد خاصة بعد انتشار المعلومة بين السكان واستعدادهم لعرض «الشاب مامي».
وأضاف محدثنا أن «الموقف يعد ضحكا على الذقون» موقف استاء منه سكان توزر واعتبروه اهانة لهم وهم عشاق الثقافة والإيداع فإلى متى سيتواصل تملص المسؤولين من دعم التظاهرات الثقافية؟.

التجاهل من قبل السّلط لم يقتصر على وزير السياحة بل لـ«مندوب الثقافة بجهة توزر نصيب لأنه غير واع بقيمة العمل الثقافي ولا يدعم التظاهرات الثقافية» بهذه الجمل عبر مدير مهرجان الواحات عن علاقة مثقفي توزر بالمندوب علاقة متقطعة بين شدّ وجذب وما حصل في مهرجان الشعر دليل على ذلك.

وزارة الثقافة توفي بوعدها ولكن؟
وفي تصريحه أشار عماد التبّاسي مدير الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان الواحات ايفاء وزارة الثقافة بالتزاماتها من خلال توفير منحة المهرجان كاملة وقيمتها 35 ألف دينار، منها 25 ألف دينار منحة الوزارة و10 ألاف دينار منحة المندوبية الجهوية للثقافة بتوزر كما تعهدت الوزارة بتوفير عرضين الأول للفنان لطفي بوشناق والثاني للمطربة درصاف الحمداني وهي بادرة «أثلجت صدورنا وأسعدت الجميع لان المهرجان ينفتح على جميع أنواع الفنون» هكذا تحدث مدير المهرجان. ولكن ما قدمته الوزارة لا يمكن ان يدفع كثيرا بمهرجان دولي ينشط الثقافة والسياحة بالجنوب وهو ما جعل الهيئة المديرة تبادر بتقديم استقالة جماعية امام عدم توفر الظروف الملائمة للعمل، وقد «كانت استقالتنا دليلا من الهيئة على عدم توفر أسباب العمل لإنجاح مهرجان دولي يغني ويؤثث الصحراء» على حد تعبير مدير المهرجان.

برنامج متنوع الفقرات
رغم المصاعب المالية واللوجيستية ستنطلق الدورة الجديدة تحت شعار «الجريد... وإيقاعات الواحة» وسيشهد حفل الافتتاح إقامة عرض فرجوي ضخم بعنوان «صمت النخيل في شتاء يتكلم» وهي رحلة بحث في البناء الانساني والتعمير والتأسيس لمستقبل افضل بعد طوفان جاء على الأخضر واليابس، ومع أغاني الجريد تكون الرحلة للغوص في ذاكرة أبناء الجنوب وموروثهم التقليدي الشاهد على حضارة وتاريخ تلك المنطقة.

العرض هو عبارة عن ترحال من سفينة نوح إلى سفينة علّيسة عبر تقنيات فنية وفق ما تقتضيه مقوّمات الفرجة الحديثة في فضاء شعري هو ايضا لوحة فنية تقدمها مجموعة من الفنانين منهم لطفي بوشناق وسنية مبارك ونوال بن صالح وعبد الرحمان الشيخاوي والشاعر الشعبي علي الكردي، وتكون للجمهور الفرصة للرحيل في الموروث الشعبي للجريد، الذي الهم شاعر الانسانية ابو القاسم الشابي فجادت قريحته بقصائد خالدة.

كما ان لعشاق السينما مواعيد متعددة حيث تحتوي البرمجة على مجموعة من العروض السينمائية ومنها «هز يا وز» و«الشهيد السعيد» و«الأستاذ» وغيرها من الأفلام والجديد في هذه الدورة أن العروض التنشيطية ستكون في فضاء العرض طيلة ايام المهرجان.

ينطلق عرس الجريد يوم 27 ديسمبر ويتواصل إلى غاية 30 ديسمبر الجاري، ورغم المصاعب المالية تسعى الهيئة المديرة «النحت في صخر عدم اهتمام المسؤولين بالثقافة» لإنجاح الدورة الخامسة والثلاثين من اجل ثقافة للجميع، «فسكان الجريد مستعدون للتخلي عن الخبز مقابل المهرجان»، كما قال عماد التباسي.

المصدر المغرب