وقال في حوار معه، يتعلق بلجان العضوية ومجلة الكاتب الأردني وميزانية الاتحاد وتكريم الأعضاء، إنّه لا يشترط في الكاتب- حسب النظام الأساس للاتحاد- أن يكون أديباً أو مفكراً فقط، وإنما يمتد ذلك ليشتمل على كلّ فروع الإضافة المعرفية والأكاديمية.
تالياً الحوار:
-بمجرّد فوزك رئيساً أعلنتَ عن ثغرات في النظام الأساس للاتحاد، وقلت إنك تحاول أن تصححها بالتوافق مع الزملاء. هل ستعيدون صياغة مواده أو تعديلها، وعلى ماذا تستندون؟
شكراً على هذا اللقاء، وأنا أحاول أن أخدم الاتحاد بكل ما أستطيع، أنت تعلم أنني المدير الإداري التنفيذي لتلفزيون أردن العرب، ولدى سنوات خبرة في دائرة ضريبة الدخل، وكلّ ذلك يسهم في تفعيل دور الاتحاد وتقوية دوره. منذ الاجتماع الأول والثاني قسّمنا المناصب الإدارية، وأردنا أن ننطلق للعمل مباشرة؛ فقد قررت الهيئة الإدارية بالأغلبية أن نرفع مكافأة كتاب مجلة الكاتب الأردني إلى عشرين ديناراً بدلاً من عشرة، وأن نرفع دعم الكاتب الذي يريد طباعة كتابه على حساب الاتحاد وفقاً لآلية الدعم، إلى 350 ديناراً بدلاً من 250، وقد وجدتُ أنّ الحالة الماديّة كثيراً ما تقف أمام تسويق الكاتب لأعماله وطباعتها، فاتخذت قراراً مع هيئتي الإدارية برفع معدل شراء منتوجات الأعضاء في مؤلفاتهم إلى 75 ديناراً بدلاً من خمسين، وهكذا فأنت ترى أننا اتخذنا قرارات صريحة ودون مماطلة. وأزيدك أنّنا قررنا لكل من يلقي محاضرة في اتحاد الكتاب، ويكون عضواً فيه، مكافأة عشرين ديناراً، وهي برمزيتها وليس بقيمتها، فلا أقلّ من تأمين المواصلات أو طباعة مادة المحاضرة لهؤلاء الأعضاء.
أعدتُ تشكيل هيئة تحرير مجلة الكاتب الأردني في جوانب كثيرة، وقد تنازلتُ عن رئاسة تحريرها للزميل الكاتب عدنان زهران.
بالإضافة لذلك، قمنا بشراء فاكس جديد، وطابعة جديدة، وفعّلنا الموقع الإلكتروني لاتحاد الكتاب وصفحة الفيس بوك، وحسّنا في خدمات الصيانة والنظافة.
وفي علاقتنا بوزارة الثقافة والجهات الأخرى، قمنا بتزويد الوزارة بأسماء مكرمين من أعضاء الاتحاد ليصار إلى اعتماد شجرة لكل واحد منهم في ما يعرف بشجرة لكل مبدع يكتب عليها اسمه ويستذكر من خلالها، وأذكر لك من زملائنا الأحياء: يوسف الغزو، د.محمود أحمد عواد، سليمان المشيني، د.رناد الخطيب، د.أسامة شهاب، د.محمود عبده فريحات، د.عبدالسلام المحسيري، ناديا العالول، شفيق جاسر، إبراهيم الشنطي. ونسّبنا أسماء الذي رحلوا وخدموا الاتحاد في هذا التكريم، وهم: محمد أبو صوفة، حسني فريز، ضياء الدين الرفاعي، هاني خير، مصطفى السعدي، محمد مصطفى العدوان، أحمد العبويني، هاني ميخائيل حدادين، محمود عيسى برهوم، وزهير الكرمي.
-هذا مستهل طيّب؛ وقد نظَرتْ هيئتك الإدارية في صورة لجنة العضوية في شروطها ونصابها القانوني، وربما أثار ذلك حفيظة بعض أعضاء اللجنة. ضعنا بالصورة.
أسير ومنذ أن تم انتخابي بخط مستقيم لخدمة الأعضاء، حتى في تصوير المحاضرات عبر محطة تلفزيون أردن العرب أسبوعياً، وتعلم أنني من الناحية الإبداعية شاعر وفزت بلقب شاعر الأردن، وحققت ديوان الشاعر المبدع نمر العدوان، ومن هذه الأرضية الثقافية أنطلق. وقد نظرت في النظام الأساس للاتحاد فوجدت ثغرات معينة في ما يخص لجنة العضوية، وفي الحقيقة فإن وجود الثغرات لا يعطل مسيرة الاتحاد. لدي مشكلة في المادة 5 من هذا النظام، حيث وجود 6 شعب لا خمسة، فكان أننا أدخلنا النصاب القانوني الملائم، فهي تعديلات لا تمس الجوهر وإن كانت ضرورية، والفيصل بيني وبين الأعضاء هو النظام الأساس. وأنا وجدت من المناسب إضافة 2 ليكون العدد 7، كما أنني لا أتدخل في الانتخابات التي أجرتها اللجنة.
-كنتَ تحدثت عن معايير النشر وضرورة متطلباته الدنيا على الأقل، في لغته ومضمونه وما شابه. هل هنالك ما يدعو إلى هذا؟!
لا بدّ من إعطاء أصحاب الاختصاص دورهم في هذا، وأجد أن لجنةً نثق بها ستقف على قيمة الكتب ومدى ملائمتها لشروط النشر في الاتحاد، فلدينا ثوابت ومنطلقات، ومن ضمن ذلك لغة الكتاب ومنهجه الموضوعي في هذا المجال أو ذاك. وفي هذه المناسبة أحب أن أقول إنّ عمل اللجان مهم وفاعل، وأي عمل إداري بدون اللجان ليس ناجحاً ويعتريه القصور، ومن هذه اللجان لجنة النشر.
-هل يعني ذلك أن الاتحاد كان يعاني تعطيلاً للجانه؟!
دعني مما مضى! أنا أدعو الهيئة العامة بعد ست شهور من تسلمي الاتحاد للنظر في شؤونه وتقييم ما أنجزناه. وإذا ما قالوا إنني لا أصلح فإنني سأنسحب. لقد وجدت أنّ الهيئة العامة غائبة عن الاتحاد ولا تُدعى في الدورات السابقة، وهذا بسبب عدم التواصل، فلا بدّ من دعوة الأعضاء لحضور الأمسيات والتشاور معهم والمثاقفة في إبداعاتهم. صدقني إنّ كثيراً من أعضاء الاتحاد لا نرى وجوههم إلا في فترة الانتخابات. فلا بدّ من تفعيل اللجنة الاجتماعية في هذا الموضوع، لا بدّ أن يعلموا أن عشرة كتب تطبع سنوياً على نفقة الاتحاد للأعضاء، فلا يجوز أن يبقوا مغيبين. وأقول إنّ لجنة النشر أو الدعم مسؤولة أمام الله والمثقفين والكتاب عن أيّ كتاب يخرج لا يستوفي شروطه. لا بدّ من تفعيل لجنة الشعر على سبيل المثال واللجان الإبداعية الأخرى، ولدينا شعراء مهمون وعمالقة في الاتحاد لا نفطن إليهم، وبالتأكيد فإننا لنا علاقات ثقافية خارجية في إطارها الإبداعي.
-هذا السخاء المالي، هل تحققت من ميزانية حقيقية تدعمه؟ بمعنى هل هنالك ملاءة مالية لديك وأمامك مقر تُدفع أجرته! هل لك أن تفصح عن العشرين ألفاً أو أقل قليلاً التي تركتها الهيئة السابقة كرصيد مدوّر؟!
لا أفصح عن الأرقام! لكني أقول لك إنّ الميزانية مطمئنة، وأنا لا أقدم على القرار إلا بعد دراسته في ضوء ما هو متوفر. أنا كنت في ضريبة الدخل وأعلم ذلك. هنالك مصروفات نثرية ومجلة ودعومات كتب وأنشطة وجوائز وشراء كتب، وكل ذلك برمجته من واقع الميزانية التي بين يدي بكل مصادر تمويلها الواقعي والمطموح إليه.
-ألا تخشى من عجز مالي مفاجئ، وأنت تصرف مقدرات الاتحاد ولا تحرص على تدويرها لسنوات عجاف؟!
ولِمَ التدوير؟! أنا جئت لخدمة أعضاء الاتحاد، وقلتُ لك إن ميزانية الاتحاد تكفيه ولا ينبغي أن أفكر إلا بما يرفع من الذائقة الأدبية والفكرية والإبداعية والمعرفية لأعضاء الاتحاد. وإذا بقينا ندوّر هذا الرصيد، فلن تكون هناك نشاطات أو فعاليات أو شيء من التواصل الثقافي.
-    أودّ أن أسأل بخصوص أعضاء الاتحاد المستقيلين والمفصولين والمؤسسين ممن لم يعودوا يهتمون بالاتحاد وشؤونه. بل إنّ منهم من ذهب لـ(الرابطة) وندم، وأنت تستقبلهم استقبال الأبطال، وقد سمعت من أعضاء الاتحاد أن الهيئة العامة لا الإدارية هي صاحبة الفيصل والحكم في ذلك بشرط التصويت بالأكثرية. ماذا تقول؟!
نعم. النظام الأساس هو الحكم بين وبينهم. لكني أقول لك إنّ من قال لك ذلك هو مخطئ، فتعال إلى النظام الأساس: إذا استقال زميل وذهب إلى رابطة الكتاب أو سواها من الهيئات فهذا شأنه، ولكن إن عاد للاتحاد فاستناداً للمادتين الثامنة والتاسعة يقبل عضواً مرة أخرى بشرط إبراز استقالته من تلك الهيئة التي انتسب إليها، وبالمناسبة فهو يلتزم باشتراكه السنوي وتنطبق عليه شروط العضوية إن أراد أن يعود إلى سربه في الاتحاد.
-    هؤلاء الأعضاء، أعني المؤسسين في غالبيتهم، لم يدفعوا اشتراكات منذ زمن بعيد، بل جاهروا بزهدهم في الاتحاد، وأنت ما تزال على تمسكك بهم، بل وتعاملهم معاملة عضو الاتحاد النشيط الدائب الحضور!
ثق تماماً أننا جميعاً لا يمكن أن ننسى من بنوا هذا الاتحاد وشيّدوه وأقاموا فعالياته وقدموه للأجيال على هذه الحالة. فهؤلاء هم (كبارنا)، ولعلك لم تنتبه إلى أن غياب كثير من هؤلاء كان إما بسبب المرض أو شؤون السفر أو ما شابه.
-    هل يدخل في ذلك أنهم قد لا يكونوا توافقوا مع هيئات إدارية مرّت على الاتحاد في ظروف معيّنة؛ فليسوا جميعاً أقعدهم المرض أو ذهب بهم الموت!
يجوز ذلك! أقول يجوز، ولا أجزم. وهذه حال الهيئات الثقافية جميعها، بين القبول أو التوافق والطموح. ما أراه أنني قبلت عضواً في الاتحاد سنة 1992، وكان تأسس عام 1987، وأنا أعرفهم جميعاً فلهم كل التقدير، داخل الاتحاد كانوا أم خارجه.
-    سليمان المشيني وزملاؤه من المبدعين تركوا الاتحاد بعد أن أبلوا فيه البلاء الحسن الإبداعي، بل المميز. هل من تكريم لهؤلاء، وأنت أسميتهم (الرموز) في اتحاد الكتاب؟!
هذا الشاعر هو إنسان له قبول واحترام ومودة، ولا ننكر ما قدّم يوم أن كان رئيساً للجنة الشعر في الاتحاد، علاوةً على ماضيه الإعلامي ومؤلفاته وأهازيجه الوطنية، وإبداعاته المتنوعة. وسأبحث مع الهيئة الإدارية هذا الأمر. ومثل المشيني كثيرون نتمنى لهم المزيد من العطاء.
-في ما يتعلق ب(الغابة الإبداعية) التي نسّبت أسماء معينة لها، لتنقش الأسماء أو توضع على شجرة، في مشروع وزارة الثقافة، أعتقد أنّ هذه الأسماء منها من لم نر وجهه على الإطلاق، ومنها من مثّلته برتوكوليّاً لا غير. وستواجه بالتأكيد تظلماً وإحباطاً وقهراً من كثيرين! وضّح لنا.
معايير اختياري واضحة، كانت في التسلسل الزمني، والعطاء والعمر، فهي تجارب مهمة، ودائماً ما نجد اعتراضات، ولكنك لا تستطيع أن ترضي الجميع، ومن يدري؛ فلعلّ من لم تنسّب أسماؤهم يكون لهم نصيب من الحفاوة والتكريم في موضع آخر.
-    هنالك شكوى من مبدعين، وبمنتهى الصراحة، حول مفهوم الكاتب في الانضمام بمؤلفاته إلى اتحاد الكتاب، وهي تتعلق بأن يكون فقط أديباً أو مبدعاً في ما هو قريب من الأدب كالفكر والفلسفة والتاريخ والفن بعمومه. وحجّة هؤلاء أن جمعيات معينة زراعية او اقتصادية أو تجارية أو نقابية يمكن أن تستقبل أو تستوعب هؤلاء. عرّف لنا الكاتب ؟!
الكاتب أو الأديب في مواد النظام الأساس هو كلّ من يمارس الكتابة، ويكون في إنتاجه تجديد وإبداع، وإثراء للفكر وإضافة للمعرفة الإنسانية. والمعرفة الإنسانية تشمل الكثير، فالمؤلف أستاذ الجامعة هو كاتب. وعلى أية حال فهذا التعريف وجد منذ تأسيس الاتحاد، وهو تعريف كما رأيت فضفاض ولذلك يستوعب كل عناصر الكتابة، وليس شرطاً في الأدب وما شابه، فنحن (اتحاد كتاب وأدباء)، ولسنا اتحاد أدباء فقط.
-ماذا بشأن أسرة أدباء المستقبل (منتدى عمون للأدب والنقد)، وقد وعدتم أن تدعموها احتراماً لمشوار رئيستها الأديبة صباح المدني، التي هي عضو في اتحاد الكتاب؟
هنالك خلط بين لجنة (الإبداع الشبابي) و(منتدى عمون- أسرة أدباء المستقبل)، ونحن نحترم الدور الذي تثري في صباح المدني شباب المنتدى وتخرج كفاءات محترمة، ولذلك نهتم أيضاً بلجنة تسمى لجنة الإبداع الشبابي، لأنني يهمني الطالب الجامعي وطالب المدرسة وكل أولئك الشباب المبدعين.
-    في ما يتعلق بمجلة (الكاتب الأردني) الصادرة عن الاتحاد، يسأل أعضاء حول مفهوم (محكّمة)، ويتساءلون في شك حول إمكانية اتخاذها سبباً في الترقيات الأكاديمية، وأنت تعلم أنها مجلة للإبداع اللحظي، وإن كان يدخل فيها المقال أو الدراسة الأكاديمية. ماذا تعنون بالتحكيم؟!
المجلة هي للاتحاد. لكل مبدع ومثقف وكاتب، وأصحح لك أنّ موضوع التحكيم ليس بمعناه الأكاديمي لنيل الترقيات والشهرة الجامعية، بل أن نجوّد في محتواها وألا تمر موادها هكذا بالتزكيات أو عدم المبالاة.
-    سؤال صريح، أرجو أن تجيبني عليه بما عرف عنك من صراحة، هل ستنتهج صراعاً مع رابطة الكتاب الأردنيين؟! أو لنخفف من ذلك باتجاه التنافس، أو التكامل؟!
ليتك ما طرحت هذا السؤال! الرابطة هيئة ثقافية تعمل للوطن ونحن كذلك. نحن مع التنوع الثقافي، وفي ذلك ما يثري. والرابطة زملاء في الأهداف والغايات. وعليك أن تعلم أن الجميع يتكامل، في اليسار أو اليمين أو أي اتجاه. نحن في الاتحاد تحمل مقالاتنا السياسة وقصائدنا حب الوطن، ولكننا لسنا حزباً في نهاية المطاف.
-هل أنت متصالح مع هيئتك الإدارية؟!.. أقصد في الانسجام والرؤية واتخاذ القرار؟
منذ أن تسلمت الاتحاد قلت بتفعيله وتقويته وقلت إنني على مسافة واحدة من الجميع. وعلى أية حال فهي ديمقراطية وتصويت، وكلنا يسعى لخدمة الاتحاد.
-    هل ستكون لديكم نشاطات مدروسة أسبوعية؛ أم أنّك ستقول لمن تراه أو يحلّ ضيفاً أنت مدعوٌّ على أمسية في الاتحاد؟!
ننوع في أنشطتنا؛ فليست كلها للشعر. نريد نشاطاً أسبوعياً يثري الحضور ولا يكون باتجاه واحد، ونحن طبعاً نراعي إبداعات أعضاء الاتحاد، ولهم الأولوية، وإن كان لضيوف الاتحاد كل احترام.
-لكنْ، لماذ بالرغم من كل ما قلته ما يزال الجميع ينظر للاتحاد النظرة النمطية ذاتها، بل ويزهد بنشاطاته وأهدافه ويعدّه في درجات بعيدة عن المرتبة الأولى في الإبداع؟!
هي نظرة ضيقة لا غير. أتمنى توسيع النظرة، وقد يكون السبب في ذلك أننا لسنا مطية للأحزاب أو أننا مخلصون في الشأن الثقافي. أقول قد يكون ذلك وراء هذه النظرة.
-    لكنّك لا تنكر أن الاتحاد تردّى في فترات معينة، ولم يستطع أن يقوم. إدارياً وعلى مستوى الإبداع!
أكرر أنني أحترم كل دورات الاتحاد السابقة، ولا أعرّض بأحد، والهيئة العامة هي صاحبة النظر في ذلك.
-    سؤال أخير، يتعلق بالخشية من أن يصبح الاتحاد في عهدك فرعاً لدائرة الآثار العامة أو المؤتمرات التي يريد من وارئها أصحابها الشهرة ولا يقدمون شيئاً غير أوراق تُطوى بمجرد الانتهاء من هذا المؤتمر أو ذاك، وقد بدت بوادر ذلك في عروض المؤتمرات عليك هذه الأيام!
لا أجد ما أقوله غير أنّ الاتحاد يستوعب كل الإبداع والمعرفة، والآثار الأردنية مكتسب تاريخي ومكتشفاتنا أولى بأن تُدعم، ومن يقوم على هذه المؤتمرات هم أساتذة متخصصون لهم سمعتهم الأكاديمية، ويسهمون الإسهام الفاعل في الاتحاد.