|
عرار: عرار:أقيمت مساء أمس فعاليات اليوم الخامس في مهرجان طانطان الثقافي بالمغرب، حيث شهدت الخيمة الإماراتية أنشطة متنوعة، وقد فتحت أبوابها للزوار الذين توافدوا بشكل ملفت وكبير على أروقتها المتنوعة. وتعرفوا عن قرب على التراث والثقافة الإماراتية، من طبخ وطقوس زواج وزينة العروس وصناعات يدوية. هذه الثقافة عبر معظم الزوار وأهالي المنطقة عن أوجه تشابهه كثيرة مع ما لديهم في المناطق الصحراوية المغربية. وكان أعضاء الوفد الإماراتي يقدمون شروحات مستفيضة بصدر رحب وبتفان، وكل يكمل الآخر في انسجام تام.. "فالكل يخدم بلده من موقعه وإذا غاب واحد فالآخر يعوضه" كما أكدت على ذلك الرسامة التشكيلية بدور العلي التي تستقبل بدورها الزوار في خيمة العرس وتقرب للزوار والضيوف واقع الحياة البدوية والتراث المادي واللامادي بدولة الإمارات. ذلك التقارب بين التراثين والثقافتين المغربية والإماراتية تجلى كما هو واضح في الإيقاعات الموسيقية والرقصات حيث تحولت الساحة التي تتوسط موقع الخيمة الاماراتية إلى لوحة فنية، جمعت بين تراث مغربي متمثل في فرقة الكدرة المشهورة بالاقاليم الصحراوية، وفرقة أبو ظبي للفنون الاستعراضية. انسجام تام بين الفريقين الذي لن تفرق بينهما بسهولة من جهة اللباس الابيض وملامح الوجوه والرقص المتقارب جدا. وكانت الخيمة الإماراتية على موعد مع أمسية شعرية تبارت فيها أصوات شعراء من دولة الإمارات العربية، وشعراء آخرين من المملكة المغربية، بين شعر نبطي اماراتي وشعر حساني من الصحراء المغربية. وبحضور محافظ طانطان ومنتخبين واعيان القبائل الصحراوية والوفد الاماراتي، اضافة الى وجود اعلامي بارز اعطى لتلك اللحظة الشعرية بعدها الاشعاعي الكبير. فالشعر النبطي والحساني من الموروث الثقافي الشفهي الذي يقاوم الاندثار ويحفظ هوية البلدين ومجتمعين يريدان البقاء داخل معمعان الحضارة وليس على الهامش. وقد شارك عن دولة الامارات كل من الشعراء عبيد قذلان المزروعي، ومحمد بن حامد المنهالي، وشاعر الربابة حسين بن مساعد. وعن الجانب المغربي الشعراء سلمان الديخ، باب الري محمد السويح، عزوز سيدي احمد. وعن التقارب بين التراثين الإماراتي المغربي قال الشاعر النبطي عبيد بن قذلان المزروعي أنّ هذا يتجلى في تلك المشاهد الرائعة من الحفاوة التي لمسناها لدى اهالي المنطقة ذوي الصدور الرحبة التي تتقبل الاخذ والعطاء وتبرز ما لديها من تراث وثقافة" ، واضاف الشاعر الإماراتي أن الموروث الثقافي بين البلدين متشابه مائة في المائة من ركوب الخيل وسباقات الإبل وطقوس العرس والموسيقى الشعبية والإيقاعات". وعن اوجه التقارب بين التراثين والثقافتين بين البلدين قال بأن "نموذجي دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة المغربية يتشاركان في أوجه كثيرة التي تأتي بها متشابهة مائة بالمائة. منها ركوب الخيل وأنواع سباقات الإبل وطقوس العرس والفرق الموسيقية لاحظنا هذا بين الفرقتين المغربية والإماراتية في تحاورهما الشيق وانسجام حركاتهما". وأضاف موضحا علاقة الشعر النبطي بالشعر الحساني، قائلا إننا "نحن في الإمارات العربية المتحدة نشتهر بشعر الردح، اما الشعر الحساني فنحن نعشقه لكن لا نمارسه كتابة. وهذه الأمسية الشعرية نراها فاتحة خير ومقدمة لتطوير وتبادل المعرفة حول نمطي الشعر معا وفرصة لتعزيز أواصر العلاقات المتبادلة". بالنسبة للمغربي حميد شمسي، الشاعر الحساني الذي أدى قصيدة في الأمسية الشعرية، فيقول بان "الشعر النبطي والحساني أبوهما واحد وبينهما تفاهم كبير والاختلاف يوجد فقط يوجد على مستوى مخارج الأصوات. والشعر الحساني كغيره من الأشعار يتطرق إلى جميع الأغراض". بالنسبة للثقافة والشعر بالخصوص حسب حميد شمسي فهو"يقرب بين الشعبين والدولتين لاشك في هذا. وأجد قبل هذه الأمسية الشعرية إن الشعبين متقاربين جدا، وبعدها تأكد هذا التقارب ولاحظنا هذا على مستوى التراث في كل ما لاحظناه داخل خيمة الشعر الإماراتية مع ما هو موجود عندنا من تقاليد عريقة في الصحراء". وأضاف الشاعر الحساني أن ما يفرقنا ليس سوى الأسماء، فهم الإمارات ونحن المغرب." واستمرت السهرة الشعرية إلى وقت متأخر في جو بديع وكؤوس الضيافة التي هي عبارة عن الشاي المصنوع بطريقة خاصة جدا لا يعلمها سوى الخبير في طقوس الصحراء وتقاليدها. وعلى أنغام فرقة موسيقية محلية تتغنى بأشعار حسانية وايقاعات من الطبلة، استمتع الحاضرون ولم يتسلل الملل إلى جفونهم، فالبدو بالصحراء يعشقون السمر ويحبون الشعر الشفهي. وقد أوضح الشاعر الحساني محمد السويح على هامش الأمسية الشعرية أنه "لأول مرة نرى الخيمة الإماراتية بيت الشعر العربي و التأثيث والمطبخ التقليدي البدوي هو نفس الخيمة الصحراوية المصنوعة من شعر الماعز. متقاربين بين الشعر النبطي نفس الوزن نفس قافية الشعر الحساني. لا نختلف فقط في شيء واحد الإماراتيون يجبون القهوة العربية ويستقبلون بها ضيوفهم، ونحن نحب الشاي ونستقبل به الضيوف". كل القصائد التي ألقيت بالأمسية الشعرية كانت جميلة ولم تتجاوز الدقائق الخمس في اغلبها، لكنها بحق قصائد للافتخار بالبلد ومنجزاتها، وأطلق فيها الشاعر العنان للتنويه بالتقارب المغربي الاماراتي. حتى المرأة أدلت بدلوها إن على مستوى تأدية الشعر أوغنائه. وهذا ما يجعل المرأة في المجتمعات القبلية محترمة ومحط تقدير ولها مكانة كبيرة. وقد ختم منظم الأمسية الشعرية بأبيات تقول: لقد رقد السمار حتى خلا النادي --- ولم تبق يقضي غير عصفورة الوادي شدت في هدوء الليل تدعو اليفها --- وفي شدوها غير شجو لسامعه باد الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 10-06-2014 05:29 صباحا
الزوار: 7801 التعليقات: 0
|